فرحة المصريين
مقالات مختارة | بقلم : د. عماد جاد
الثلاثاء ١٠ اكتوبر ٢٠١٧
نجح المنتخب الوطنى لكرة القدم فى حسم موقعة الكونغو وتأهل لنهائيات كأس العالم التى ستقام فى روسيا العام المقبل، نجح المنتخب الوطنى فى كسر عقد ثمانية وعشرين عاماً فشلنا على مدارها فى التأهل للنهائيات، تحقق الصعود بالجهد والعرق والدموع بل والدم، تحقق النجاح بجيل من شباب المصريين نجحوا فى فرقهم الوطنية وتخطوا حاجز الثقافة واللغة وكتبوا قصص نجاح فى دوريات عديد من الدول الأوروبية، تحقق النجاح أيضاً على يد مدرب قدير عشق مصر والمصريين، فبذل من الجهد والعرق ووظف قدرات لاعبيه لتحقيق الهدف المنشود، هو الأرجنتينى هيكتور كوبر والفريق العامل معه، تحمل الكثير من النقد اللاموضوعى، وتعرض لحملة تشويه من أعداء النجاح وغير المتخصصين، لدرجة أن مذيعة جاهلة ترجع تأخر التأهل إلى أن الرجل لا يقرأ الفاتحة مع لاعبيه، وطالبت بمدرب وطنى يقرأ الفاتحة مع لاعبيه فيحقق الانتصار، مثل هذه العقليات التى تعيش بيننا لا تقل خطورة عن المتآمرين على بلدنا، فهى تنسب الإنجاز والإخفاق إلى الغيبيات وتنشر روح التواكل والخرافة، بينما القضية تخضع لمقاييس علمية بحته لا علاقة لها بدين أو ميتافيزيقا، فالله يكافئ المرء على ما يبذل من جهد وعرق وأخذ بالأساليب العلمية فى التدريب والاجتهاد. تحمل الرجل كل ذلك صابراً، وأعد لنا فريقاً صعد إلى نهائيات الأمم الأفريقية بعد ثلاثة إخفاقات متتالية ووصل إلى المباراة النهائية، وواصل العمل ونجح فى قيادة هذا الجيل من المصريين للوصول إلى نهائيات كأس العالم بعد إخفاق سبع مرات متتالية منذ تأهلنا عام 1990.