الأقباط متحدون - كابتن صلاح ودكتورة مشيرة!!
  • ١٢:٤٠
  • الثلاثاء , ١٠ اكتوبر ٢٠١٧
English version

كابتن صلاح ودكتورة مشيرة!!

مقالات مختارة | طارق الشناوي

٤٤: ٠٨ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٠ اكتوبر ٢٠١٧

طارق الشناوي
طارق الشناوي

هل هناك علاقة مباشرة بين كابتن محمد صلاح ود. مشيرة خطاب؟، فى مهرجان (مالمو) نسى الزملاء الأفلام والندوات وتذكروا فقط أنهم مصريون وذهبوا إلى مقهى (العمدة) وصاحبه الإسكندرانى الشهم عماد، الذى يحتفظ فى مقهاه بكل السمات المصرية، ومن لم يحضر للمقهى مثل كاتب هذه السطور تابع المباراة عن طريق (الكومبيوتر) وهتفنا بعد الهدف الثانى تحيا مصر بالسويدى (لونجت ليفانتيه إيجيبتين)، تمكن المنتخب القومى من الوصول إلى كأس العالم للمرة الثالثة، حتى الآن لاتزال الأمور منضبطة ولم يتم استثمار الموقف الكروى سياسيا، ولهذا لا أفهم ولا حتى أتفهم من يقف على الحياد، ولا أقول على الجانب الآخر من وصول المنتخب للمونديال وتحقيقه لهذا الإنجاز التاريخى، انتصار مصرى خالص لا علاقة له بموقفك من القيادة السياسية ولا تعويم الجنيه ولا العاصمة الجديدة ولا الضريبة المضافة ولا حتى برج الحوت لعمرو دياب.

الفريق القومى لا يمثل السلطة من قريب أو بعيد وإنجازه تتويج على رؤوسنا، إلا من كان فى قلبه مرض، يكفى أننا تخلصنا بلا رجعة من ضربة جزاء مجدى عبد الغنى التى أوصلتنا لكأس العالم، وظل يذلنا بها على مدى 27 عاما، فى إبداع هدفى صلاح حرفنة أكثر.

يبقى الموقف الوطنى من ترشيح د. مشيرة خطاب لمنصب أمين عام منظمة اليونسكو، بداية وحتى لا تختلط الأوراق، كنت متابعا لمسيرتها ومواقفها المؤيدة للمرأة والمدافعة عن حريتها وتصدت للعديد من العادات المتخلفة مثل ختان البنات، هى ليست مناضلة سياسية بالمعنى المتعارف عليه، فلم نرها مثلا تسارع بالوقوف فى ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير رافعة شعار (لا للتمديد لا للتوريث)، إلا أنها أيضا لم تكن خاضعة لنظام مبارك أو من حاشية الهانم. فى العام الماضى أتيح لى الاقتراب من هذه السيدة فى أكثر من لقاء، ورأيت فيها وجها مشرفا لنا، هى تؤازر الحريات وتدافع عنها، إلا أننى فى نفس الوقت لا أخلط الأوراق بين مصر ود. مشيرة، من يعترض على ترشحها حق مطلق له، هناك فارق جوهرى بين الموقفين، د. مشيرة مرشحة الدولة الرسمية، مثلما كان فاروق حسنى مرشح الدولة، وعندما خسر المعركة قال له مبارك قولته الشهيرة (ولا يهمك يا فاروق إرمى ورا ضهرك)، فى عز المعمعة والحملة التى واجهت فاروق من اللوبى الصهيونى، اعترض على ترشح فاروق كُثر من مصر، وبينهم الأديب الكبير جمال الغيطانى، الذى لم يمنعه تأييده لنظام مبارك من أن يكتب على صفحات جريدة (الأخبار) وفى أكثر من مقال هجوما ناريا على ترشيح فاروق حسنى ولم يتهمه أحد فى وطنيته.

أن تنحاز إلى وطنك وتشجع فريقك القومى حتى لو لم تكن لديك ثقافة كروية تلك حسابات القلب المطلقة، والتى لا تسمح بالاختلاف حولها، أما من يعترض على سياسة الرئيس ويرى أن السلطة أخطأت بترشيح د. مشيرة لا نصادر حريته، فتلك هى حسابات العقل النسبية. تواجه قطعا د. مشيرة عشرات من الأسئلة الشائكة متعلقة بسقف الحريات فى مصر، ترشحها لليونسكو له علاقة مباشرة بالتعليم والتربية والثقافة والحضارة فى العالم كله، ليس مطلوبا منها فى أى لقاء الدفاع عن سياسة الدولة المصرية، إلا أنها أيضا تتحرك بترمومتر دقيق جدا حتى لا تُغضب السلطة، أرى بعقلى أن د. مشيرة تستحق موقع الأمين العام لليونسكو، ولكنى لا أخون من يقف على الجانب الآخر.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع