الأقباط متحدون | هل نستحق الديمقراطية؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٣٦ | الاربعاء ٦ ابريل ٢٠١١ | ٢٨ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٥٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل نستحق الديمقراطية؟

الراسل: ألفي ملاك | الاربعاء ٦ ابريل ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

الراسل: ألفي ملاك 
هل نحن فعلًا شعب لا يستحق وغير مؤهَّل للديمقراطية؟! الديمقراطية هى الرأي والرأي الآخر، هي قبول الآخر، هي الحرية المسئولة التي لا تجرح أو تهين في معتقد الآخر أو في شخص الأخر أو تتعدى على حقوقه وحريته. في مقولة بتقول "اعبد الحجر لكن لا تقذفني به"..
 
أيًا كان ما تعتقده وتؤمن به من أفكار، هذا حقك. لكن الشئ الذي ليس من حقك هو تجريحك وتكفيرك وتخوينك للآخر، طالما إنه مختلف معك. وهذا نابع من إنك تعتبر نفسك الصح الأوحد، والمختلف معك مخطئ! 
 
إذا كنت لا ترضى ولا تقبل بالاختلاف في الرأي، فأنت بعيد كل البعد عن الديمقراطية.. إذا كنت لا تقبل ولا تعترف بوجود وحقوق الآخر، فأنت بعيد كل البعد عن الديمقراطية.. إذا كنت لا تحترم أفكار ومعتقدات الآخر أيًا كانت، فأنت بعيد كل البعد عن الديمقراطية.
 
الاختلاف حياة والتماثل موت؛ الاختلاف مع قبول الآخر واحترامه يؤدِّى إلى التحاور معه، فيؤدِّي إلى إثراء وتكامل الأفكار، مما يعود على المجتمع بالنمو والتطور وعدم الانغلاق على فكرة جماعة أو فئة معينة، بل يؤدِّي إلى الوحدة وليس التفتُّت إلى جماعات صغيرة تستنفذ كل قواها في أن تحارب المختلفين معها وقهرهم على القبول بأفكارهم، وتحقِّر منهم بكل ما أُتيح لها من قوة!! وهنا يسود منطق البقاء للأقوى والأعلى صوتًا!!
 
أيضًا الديمقراطية ليست هي الحرية المطلقة، هي حرية حدودها تقف عند حدود حرية الآخر وحقوقه.. حرية التعبير عن الرأي ليست رخصة لتجريح وتخوين وتكفير الآخر، ولا تصل إلى الطعن في قدرته العقلية.
 
أحد الفنانين المشاركين في الثورة يصف كل منْ يحب "مبارك" في مقال منشور بأنه حقير، حيوان، انتهازي، متخلف عقليًا!! ويطلب منهم: يا رب تفهموا وتمشوا أنتم كمان.. يعنى اللي مش عاجبه يترك البلد! المختلف معايا يمشي!! نفس الكلام اللي بعض الناس بتقوله "اللي معترض على تطبيق الشريعة يرحل ويترك البلد"! يعني يا تعيش مقهور وترضى بفكري أو ترحل!
 
أيضًا على الطرف الآخر، من يصف المشاركين في الثورة إنهم "خونة" و"عملاء" ولازم يُضربوا بالقنابل مش بالرصاص!
 
كل طرف يكفِّر ويخوِّن ويحارب الآخر، وهذه ليست الديمقراطية.. هذه حرب البقاء فيها للأقوى والأعلى صوتًا..
 
إن الحرية التي تصبح رخصة للتعدي على حرية الآخر وإيذاءه بالفعل أو بالقول، هي أخطر من قمع الحرية.
 
الخلاصة، إذا كنا فعلًا نريد مجتمعًا ديمقراطيًا، يجب أن نقبل ونحترم ونعترف بوجود الآخر المختلف معي أيًا كان الآخر. أن لا نقهر الآخر ولا يعتبر كل إنسان إنه الأصح الأوحد، وأن حريته لها حدود وليست مطلقة.
 
أخيرًا، اعبد الحجر لكن لا تقذفني به أو تقهرني، أو تقولي لو مش عجبك تبقى مقهور "ارحل".. هذه ليست ديمقراطية، وهذا رأيي الشخصي..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :