الأقباط متحدون - لا يمكن تعليم فتيات المستقبل بكتب الماضي
  • ١٨:٢٣
  • الثلاثاء , ١٠ اكتوبر ٢٠١٧
English version

لا يمكن تعليم فتيات المستقبل بكتب الماضي

١٢: ٠٧ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٠ اكتوبر ٢٠١٧

التحيز بين الجنسين في التعليم
التحيز بين الجنسين في التعليم

 لندن: يقول احد الكتب المقررة في مدارس تنزانيا ان الصبيان اقوياء ورياضيون في حين تبدو الصبايا فخورات بفساتينهن المكشكشة.

 
وفي كتاب يُدرس في المدارس الابتدائية في هايتي يتعلم التلاميذ ان الأم "تتولى رعاية الأطفال وتحضير الطعام" فيما يعمل الأب "في مكتب".
 
وهناك في باكستان كتاب مصور جميع السياسيين ذوي السطوة والقوة الذين يظهرون فيه رجال.
 
وفي تركيا نرى رسماً كاريكاتيرياً لصبي يحلم بأن يكون طبيباً في حين تتخيل صبية نفسها عروساً ببدلة زفاف بيضاء.
 
وتستمر القائمة متخطية الحدود الجغرافية. فالتحيز لصالح جنس ضد آخر يسود الكتب المقررة في المرحلة الابتدائية ويمكن ان نجده بتشابه لافت في كل قارة ، كما يقول خبراء متعددون واصفين الوضع بأنه مشكلة "مخفية أمام أنظار الجميع".
 
وبحسب العالمة السوسيولجية راي ليسر بلوبيرغ فان هناك قوالب نمطية للذكور والاناث مموهة في ما تبدو ادواراً محدَّدة على نحو راسخ لكل من الجنسين.
 
وتدرس البروفيسورة بلومبيرغ من جامعة فرجينيا الاميركية كتباً مدرسية من انحاء العالم منذ ما يربو على عشر سنوات وهي تقول انها رأت استبعاد المرأة بصورة منهجية أو تصويرها بأدوار تابعة.
 
وتؤكد البروفيسورة بلومبيرغ ان التحيز على أساس الجنس قضية تربوية ليست ظاهرة للعيان ولا تصنع مانشيتات في وقت ما زال ملايين الأطفال بلا تعليم.
 
ورغم الزيادة الكبيرة في تسجيل الأطفال في المدارس فان اليونسكو تقدر ان ما يربو على 60 مليون طفل لم تطأ اقدامهم صفاً مدرسياً حتى الآن ، 54 في المئة منهم بنات.
 
وتنقل بي بي سي عن البروفيسورة بلومبيرغ "ان هذه الكتب تكرس انعدام التوازن بين الجنسين ونحن لا يمكن ان نعلم اطفال المستقبل بكتب من الماضي".
 
وتقول اليونسكو في تحذير صريح ان المواقف المنحازة على اساس الجنس واسعة الانتشار حتى ان الكتب المقررة تضعف في النهاية تعليم البنات وتحدد فرصهن المهنية والحياتية وان هذه المواقف تمثل "عقبة خفية" في طريق المساواة بين الجنسين.
 
وتبين دراسات ان تمثيل الاناث ناقص بشكل صارخ في الكتب المقررة والمناهج الدراسية، كما يقول آرون بينايوت من جامعة اولباني والمدير السابق للتقرير العالمي لرص التعليم الصادر عن اليونسكو عام 2016.
 
وبحسب الخبراء فان المشكلة ذات اوجه ثلاثة، ابرزها استخدام لغة منحازة جنسياً باختيار صيغة المذكر في احيان كثيرة للحديث عن البشرية جمعاء.
 
ثم هناك قضية غياب المرأة عن النصوص المدرسية وطغيان شخصية الرجل على دورها في التاريخ والحياة اليومية.
 
واشارت البروفيسورة بلومبيرغ الى كتاب مدرسي عن العلماء كانت المرأة الوحيدة فيه ماري كوري وتظهر فيه واقفة تنظر بوجل من فوق كتفي زوجها الذي بدا رجلا انيقاً ومتميزاً.
 
الوجه الثالث للمشكلة ان هناك قوالب نمطية تقليدية مستخدمة عن الوظائف التي يؤديها الرجل والمرأة في البيت وخارج البيت والتوقعات الاجتماعية والصفات المتعارف على اعطائها لكل من الجنسين.
 
ويقدم كتاب مدرسي ايطالي مثالا لافتاً في فصل يعلم التلاميذ مفردات المهن المختلفة بعشرة خيارات مختلفة للرجل ، من اخماد الحرائق الى طب الاسنان ، ولكن دون أي خيار للمرأة.
 
في هذه الأثناء كثيراً ما تُصور المرأة في مهمات منزلية من الطهي وغسل الملابس الى رعاية الأطفال والمسنين.
 
وتلاحظ كاثرين جير من جامعة ايست انغليا البريطانية التي شاركت في كتابة تقرير اليونسكو ان المرأة تُصور على انها سلبية خاضعة تؤدي هذه الأدوار النمطية المحددة لها على اساس جنسها.
 
بعض الكتب التي خضعت للتدقيق والتمحيص طُبعت منذ زمن طويل ولكن العديد منها ما زالت معتمدة وخاصة في البلدان الفقيرة والمدارس التي ليس لديها موارد مالية لاستبدالها.
 
وقالت البروفيسورة بلومبيرغ ان الوضع يزداد سوأ من عام الى آخر لأن العالم يتقدم والمرأة تدخل مهناً جديدة والأدوار المنزلية تتغير لكن الكتب لا تواكب هذا التقدم. واضافت انه "إذا زارتنا مخلوقات من كواكب أخرى لن تكون لديها أي فكرة عما تفعله المرأة مهنياً وشخصياً من قراءة الكتب المقررة في مدارسنا".
 
كما تبين الدراسات ان المشكلة عالمية مع تفاوت في الدرجات لأن الانحياز على اساس الجنس سائد في الكتب المدرسية في البلدان الفقيرة والغنية على السواء.
 
وعلى سبيل المثال ان صيغة التذكير تشكل نحو 80 في المئة من المفردات في الكتب التي تعدها وزارة التربية في ايران. ولا تظهر المرأة إلا في 6 في المئة من وسائل الايضاح المصورة في الهند و7 في المئة في جورجيا.
 
وفي كتب الرياضيات المقرر في كاميرون وساحل العاج وتونس تقل نسبة الاناث الى الذكور في الأمثلة الايضاحية عن 30 في المئة ، بحسب دراسة مقارنة أُجريت عام 2007.
 
كما كشف مسح لكتب موضوع العلوم في بريطانيا والصين ان صيغ التذكير تشكل 87 في المئة من المفردات في هذه الكتب.
 
وفي استراليا وجدت دراسة ان صيغ التذكير تشكل 57 في المئة من المفردات في الكتب المدرسية رغم ان عدد النساء يزيد على عدد الرجال في هذا البلد.
 
ويُقدر ان التلميذ يقرأ اكثر من 32 الف صفحة من الكتب المدرسية المقررة من المرحلة الابتدائية الى المرحلة الثانوية. وان زهاء 75 في المئة من العمل الصفي و90 في المئة من الواجبات البيتية تُنجز من هذه الصفحات. ويقول آرون بنايوت ان الكتب المدرسية تبقة ذات أهمية مركزية وخاصة في البلدان الفقيرة رغم توسع أدوات التعلم بتوفر الانترنت وغيرها من الموارد الرقمية.
 
كما توصلت دراسات الى وجود علاقة بين ضعف تصوير العالمات في الكتب المدرسية وانخفاض عدد الاناث اللواتي يواصلن دراستهن في فروع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في مناطق واسعة من العالم.
 
ينوه تقرير اليونسكو بزيادة المحتوى المتعلق بالمساواة بين الجنسين في الكتب المدرسية في انحاء العالم بمزيد من الاشارات الى حقوق المرأة والتمييز على اساس الجنس وخاصة في الكتب المدرسية في اوروبا واميركا الشمالية وافريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
 
وتتصدر بعض البلدان هذا التغير الايجابي وتتبوأ السويد موقع الصدارة كما هو متوقع نظراً لموقفها العام من العلاقة بين الجنسين.
 
كما تحقق تقدم على هذا الصعيد في الاردن وفلسطين وفيتنام والهند وباكستان وكوستاريكا والأرجنتين والصين.
 
وبُذلت محاولات في الهند وملاوي بدعوة التلاميذ الى اكتشاف اشكال التمييز على اساس الجنس في النصوص المدرسية وتحدي القوالب النمطية في النقاشات الجماعية. وقالت البروفيسورة بلومبيرغ ان التلاميذ يتمتعون بمثل هذا "العمل البوليسي". ولكنها شددت على ضرورة تدريب المعلمين اولا وإعادة كتابة هذه الكتب لرفع مستوى التعليم.
الكلمات المتعلقة
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.