حالة حوار: عبدالشافى.. وصالح جمعة
مقالات مختارة | د. عمرو عبد السميع
الجمعة ١٣ اكتوبر ٢٠١٧
بعيدا عن النتيجة التى أفضت إليها مباراة مصر والكونغو فى تصفيات التأهل لكأس العالم 2018، والتى أقيمت مساء الأحد الفائت فى برج العرب، فهناك ملحوظة يجب أن نتوقف عندها بالانزعاج الواجب، إذ بينما كانت الموسيقى تعزف النشيدين الوطنيين للبلدين الشقيقين تأملت اللاعبين الأفارقة يرددون كلمات نشيد بلدهم القومى واضعين أكفهم على قلوبهم بمنتهى الخشوع والحماس معا، ثم راح أفراد الفريق المصرى ــ ومعهم الجمهور الغفير ــ يرددون كلمات النشيد الوطنى المصري.. بلادى بلادى لكى حبى وفؤادي.. بانضباط وقوة، فوجئت باللاعبين محمد عبدالشافى وصالح جمعة لا ينبسان ببنت شفه (وشريط المباراة موجود لمن يرغب فى التأكد).. فإذا كان اللاعبان لا يعرفان أن أولى سمات اللاعب الدولى هى احترام العلم والنشيد الوطني، فتلك مصيبة، وإذا تذرعا بأنهما لا يحفظان كلمات النشيد فتلك مصيبة أكبر،
وكان أولى بمن ألبسهما قميص لعب المنتخب المصرى أن يقوم بتحفيظهما النشيد الوطني، فالواجب أمام الوطن أكبر بكثير من الواجب إزاء الكرة.. وأخيرا فإذا كان الامتناع عن ترديد كلمات النشيد الوطنى هو جزء من موقف سياسي، فذلك هو أخطر الخطر.. ونحن نعرف أن جماعات السلفيين امتنعت عن تحية العلم أو الوقوف احتراما للنشيد، أما الإخوان فقد خاصموا تحية العلم فى المدارس المملوكة لهم، كما امتنعوا عن الاحتفال بالنشيد الوطني.. لو كان اللاعبان ينتميان ــ لا سمح الله ــ لنفس ذلك الفكر، فلا يجب السماح لهما بتمثيل المنتخب المصري.. هكذا بكل حزم، فحتى لو كانا فى مهارة رونالدو وميسى لا ينبغى ــ حينئذ ــ أن نسمح لهم بتمثيل مصر، ولو كانا امتنعا عن ترديد النشيد الوطنى تكاسلا أو إهمالا أو جهلا، يجب أن يتم تلقينهما وإعادة تأهيلهما، وتعليمهما أن احترام النشيد هو جزء من الشخصية الدولية عند لاعب كرة القدم الذى يلعب لمنتخب بلاده، ومن لا يلتزم بذلك فليلعب لساحة شباب شنتنا الحجر، أو خلاء الساحة الشعبية لميت بدر حلاوة.
نقلا عن الأهرام