منْ ينقذ مصر من السلفية؟
الراسل: مايكل سعيد
إن "مصر" الآن تمُرّ بمرحلة حرجة، خاصة بعد خروج السلفيين من جحورهم بعد إسقاط النظام. ولم يظهر السلفيون في أي يوم من أيام الثورة، ولم يشاركوا بها؛ والسبب في ذلك تحريم السياسة من السلفية على أتباعها، وذلك لأن منْ أظهر السلفية بـ"مصر" هو النظام السابق لمحاربة الإخوان، وكان ولاؤهم وفتواهم تصب في صالح النظام.
أما بعد سقوط النظام، فالوضع اختلف وقرَّروا أن يشاركوا في السياسة بعد تحريمها لسنوات طويلة. وكان أول ظهور لهم من خلال الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وتكفير كل من قال "لا" للتعديلات الدستورية، ولم يجدوا من يردعهم؛ فقرَّروا التمادي، حتى ظهر شيخ "غزوة الصناديق" بأحد المساجد، وقال كلامه المتخلِّف الذي ينم عن تخلُّف الفكر السلفي، وأن هذا منهجهم وهذه طريقة تفكيرهم. ثم توالت الأحداث والتهديدات السلفية المتتالية؛ من قطع أذن قبطي، وتهديدات بإغلاق كنائس، وتهديدات للمتبرجات (غير المحجَّبات) من النساء، وتحريم السياحة والعمل بها، وأيضًا الدعوة لتشميع أوجه التماثيل لأن ذلك شرك بالله!! وأن التماثيل حرام، والمعابد الفرعونية معابد كفرية، والتبرأ من تاريخ "مصر" الفرعوني والنية في إزالته من المناهج.. فهل يوجد أخطر من السلفية على "مصر"؟!!
فالسلفية كما ذكرنا هي أخطر فكر رجعي يهدِّد مستقبل "مصر" وما حولها. فهم أعداء الوطن، وأعداء الإنسانية، وأعداء التقدُّم، وأعداء الحضارة، وأعداء النهضة.. هم فقط يريدون ارتداء الجلباب والبرقع، والنهي عن المنكر بالقوة. فماذا ننتظر من هؤلاء القلة المخرِّبة؟ هل ننتظر منهم عالم مثل "أحمد زويل"؟ هل ننتظر منهم نهضة اقتصادية بعد تحريم السياحة والعمل بها؟!! هل ننتظر منهم التعددية الفكرية وقبول الآخر؟!
هؤلاء المرضى يظنون أننا نفترِي عليهم ونريد تشويه صورتهم التي هي صورة خربة بدون تشويه! يظنون أننا نحاربهم لأنهم عقلاء وأصحاب العقل والحق، ولا يدرون أن كل الشباب المثقف والمتعلِّم لا يقبل بفكرهم ولا حتى آراءهم.
فهل يوجد من يريد إنقاذ "مصر" من مستنقع التخلُّف والجهل والوباء السلفي؟ هل مازال شباب الثورة متواجدين، أم تركوا الساحة للتخلفية السلفية تقود البلاد إلى الهلاك؟ هل سينجح المجلس العسكري في تسليم السلطة لمن يريده الشعب، أم سيقفذ السلفيون وغيرهم من أصحاب العقول المتحجرة والمريضة على السلطة، ويفرضون الزي الشرعي على المواطنين، ويلغون السياحة، ويهدمون المعابد الفرعونية، ويطردون أئمة المساجد غير السلفيين التابعيين لوزارة الأوقاف؟!! هل سيكون مستقبل "مصر" الحُكم بالسيف؟ هل سيكون عقاب السارق قطع اليد، والمرتد القتل، والزاني المحصن الرجم بالحجارة حتى الموت، والزاني غير المحصن الجلد؟ هل سيكون بناء الكنائس حرام؟ هل سيدفع أهل الذمة الجزية عن يد وهم صاغرون؟ هل استشهد أكثر من (800) شاب لأجل أعين السلفيين؟ هل هم البديل لـ"مبارك"؟
منْ ينقذ "مصر" من تخلُّف السلفية؟!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :