الأقباط متحدون - ليه إحنا كده؟
  • ٢١:٢٦
  • السبت , ٢١ اكتوبر ٢٠١٧
English version

ليه إحنا كده؟

مقالات مختارة | بقلم :وسيم السيسي

٥١: ٠٦ م +02:00 EET

السبت ٢١ اكتوبر ٢٠١٧

وسيم السيسي
وسيم السيسي

 لماذا انتهت الأحزاب السياسية فى مصر ولم يعد لها وجود؟ الأسباب كثيرة، منها غياب الحرية السياسية، ولكن أهم من ذلك غياب قيمة أخلاقية عظيمة.. ألا وهى إنكار الذات! الكل يريد أن يكون رئيساً!.

 
هوذا ألكسندر فلمنج مكتشف البنسلين يقول: لماذ يستوقفنى الناس فى كل مكان لتحيتى وتكريمى؟! لقد خلق الله البنسلين، وأنا اكتشفته!.
 
هوذا نيوتن يقول: معرفتنا قطرة وجهلنا محيط! إنما نحن أطفال نلعب على شاطئ بحر العلم!
 
بانتينج مكتشف الإنسولين، نال جائزة نوبل، تنازل عنها لزميله best.
 
أبوالعلاء المعرى يستكثر على نفسه اسم أبوالعلاء فيقول:
 
قالوا عنى أبا العلاء وهذا مين «كذب»، والحق أنى أبا النزول!
 
قالوا لتولستوى: لقد بلغت القمة، قال: أنا فى بداية البداية!
 
إنه التواضع وهو الوجه الآخر لإنكار الذات.
 
هبط الشاب الغريب على قرية بائسة مزقتها الصراعات، فكان للسلام صانعا وللحب زارعا، ازدهرت القرية ورفرفت السعادة على ربوعها، مات عمدة القرية، اجتمع أهلها لاختيار من يخلفه، استقر رأيهم جميعاً على هذا الشاب الغريب، أن يكون رئيساً لقريتهم، ذهبوا إلى بيته، هتفوا باسمه، خرج إليهم، وإذ بسحابة أرجوانية تلفه وتصعد به إلى السماء وفى غمرة ذهولهم، جاء صوت من السماء:
 
أيها القوم، تذكروه جيداً، وتذكروا تعاليمه، تذكروه وهو الذى عاش وسطكم بالرغم من أنه ابن الخلود وأنتم أبناء الفناء! إنه.. إنكار الذات.
 
دعانى سفير مالطة إلى حفل بالمعادى، وقص على كيف أن سفير «...» أخبره أن الجالية الوحيدة المريحة لهم، هى الجالية المصرية، ذلك لأن ليس لهم طلبات، والسبب فى ذلك أنهم فى خلافات وصراعات مستمرة، بينما الجاليات الأخرى مزعجة لكثرة طلباتهم! كان هذا الحديث منذ بضع سنوات، ودائماً أسأل نفسى: ليه إحنا كده؟!
 
أيضاً منذ سنوات جاءت بروفيسور هيكس إلى معهد السرطان، وفى حفل الوداع قالت: أقمت معكم خمسة عشر يوما، أشكر لكم كرمكم المصرى، ولكنى أحب أن أقول لكم إنكم فى حاجة للتعاون أكثر من حاجتكم للمنافسة! قالت بالنص:
 
you need less comptition and more cooperation.
 
لماذا قالت هذه الكلمات؟ ذلك لأن المجتمع كانت تمزقة الصراعات فى ذلك الوقت.
 
تمنيت أن أعرف إجابة؟ لماذا نحن كذلك؟
 
فى بداية عملى بإنجلترا عملت مع إيميه ديان وهو ابن عم موشيه ديان، قص على أنه غادر إنجلترا إلى أمريكا لأنه لم يحصل على رئاسة القسم، ثم عاد بعد سنتين بعد ضغط زملائه على الـ board! سألت نفسى لو كان مصرياً، هل يقف زملاؤه خلفه حتى يعود رئيساً للقسم؟!
 
مرة ثانية وثالثة: ليه إحنا كده؟
 
الأسباب كثيرة، ولكن مواطنة ما قبل الحملة الفرنسية هى السائدة الآن، ألا وهى:
 
1- العرق: تركى أم مصرى.
 
2- الدين: مسلم أم آخر.
 
3- القرب من الحاكم بالدم أو العمل.
 
4- القوة المالية: غنى أم فقير.
 
جاءت الحملة الفرنسية لكى تضع مفهوماً جديداً للمواطنة:
 
حادثة الميلاد! لك كل الحقوق، وعليك نفس الواجبات التى لأى إنسان آخر ولد على هذه الأرض، بغض النظر عن الدين أو العرق أو القرب من الحاكم أو القوة المالية.
 
هذه هى المواطنة فى الدولة الحديثة، المواطنة التى تقوم على الكفاءة ولا تقوم على أى شىء آخر.
 
يعجبنى بند فى الدستور الأمريكى لتوماس جيفرسون يقول: نحن لا يهمنا لونك أو دينك، يهمنا أن تعطى هذا البلد أفضل ما عندك، وسوف يعطيك هذا البلد أفضل ما عنده.
نقلا عن المصرى افليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع