أخفوا استشهاده عن والده وطفليه.. قصة المقدم محمد وحيد بطل معركة الواحات
أخبار مصرية | masrawy
الأحد ٢٢ اكتوبر ٢٠١٧
(1) بينما رافقت أسرة الشهيد المقدم محمد وحيد حبشي جثمانه، تتقدمهم زوجته "ريم" إلى مقابر العائلة بمحافظة المنيا، أمس السبت، ظل والده وطفلاه بالقاهرة لا يعلمون خبر استشهاده، في معركة الواحات، بعدما أخفت عنهم الأسرة الفاجعة لإصابة والده بجلطة بالمخ وصغر عُمر طفليه "أولاده ودوهم عند جارتهم وملهيين في اللعب، ووالده حالته صعبة" تقول قريبة للأسرة وصديقة زوجة الشهيد.
مساء الجمعة، خرجت مأمورية من القوات الخاصة التابعة للشرطة، لمداهمة بعض العناصر الإرهابية في المنطقة المتاخمة للكيلو 135 من طريق الواحات، حسبما قالت وزارة الداخلية في بيان رسمي.
وأعلنت وزارة الداخلية، في بيان رسمي السبت، استشهاد 17 من رجال الشرطة "12ضابطًا، 4 مجندين ورقيب شرطة"، وإصابة 13 آخرين، ومقتل وإصابة 15 إرهابيًا خلال مأمورية الجمعة. قبل ساعات قليلة من المهمة، كعادته ودع ضابط الأمن الوطني زوجته "ريم" بعدما أبلغها بذهابه في إحدى المأموريات، غير أن تلك المرة اختلفت عن سابقتها "كل مرة لما ينزل كان بيقولها الموضوع خطير وأنا ممكن ما أرجعش، بس دي المرة الوحيدة اللي ما قالش فيها حاجة" تنقل قريبة الأسرة ما ذكرته لها "ريم" التي جلست تبكي من هول الصدمة وتتمتم "محمد مات!، هو اللي بتقولوه ده صح!، أنا حاسة إنه ما ماتش".
(2) اتصال هاتفي من مسؤول بوزارة الداخلية لعم الشهيد، مساء يوم الحادث، أبلغه خلاله بنبأ ارتقاء "وحيد" شهيداً، ليتلقى الخبر كالصاعقة ويزداد ارتباكه لإصابة والدة الشهيد - الذي عمل نائب مدير أمن السويس الأسبق – بـ"جلطة بالمخ" قبل شهرين، فيقرر إخبار خال الزوجة المكلومة، ويذهبا إليها لمؤازرتها وقت إبلاغها، بحسب صديقتها، وتضيف أنها خارت قواها وانفجرت بالبكاء غير مصدقة تصيح بعلو الصوت "حبيبي راح عند حبيبي، أنا ليه ربنا ما استجبش دعائي إني عايزاه يرجع".
قصة حُب جمعت الشهيد "وحيد" ابن الـ35 ربيعُا وشريكة حياته "ريم" التي تصغره بعامين كان ثمارها حياة زوجية سعيدة يحسدهما عليها الآخرون، وطفلين هما "جودي" 6 سنوات و"أحمد" 4 سنوات، تروي صديقتها "نرمين" انهيارها بعد استشهاده وهي تتذكر تحملها لغيابه عنهم لكثرة مأموريات عمله "قالتلي قلبي معصور عليه، عايزة أروح أقعد معاه لأني ملحقتش كان ديمًا مش موجود".
دماثة الخلق والتدين، صفات تذكرها قريبة الأسرة عن الشهيد الراحل "محمد حد كويس ومحترم أوي، كان نعم الأب ونعم الزوج"، وتشير إلى حبه الشديد لعمله وحفاظه على سرية المأموريات حتى مع زوجته "عشان هو أمن وطني مكنش بيقول أسرار الشغل ولا أي تفاصيل عنه حتى في البيت".
(3) بجوار والدته التي توفيت قبل سنوات، وارى جثمان الشهيد الثرى، السبت، بمقابر العائلة في شرق النيل في منطقة زاوية سلطان بالمنيا، تقول قريبته إنه كان باراً بوالديه وأشقائه، وأنه لديه شقيقتين وأخ صغير بالمرحلة الإعدادية.
"بسم الله توكلنا على الله" كانت آخر الكلمات التي كتبها الشهيد "وحيد" عبر صفحته بـ"فيس بوك" قبل انطلاقه لمأمورية الواحات، وتروي قريبته أنه كان يتمنى الشهادة مع كل عملية إرهابية يستشهد فيها أفراد من الجيش أو الشرطة "كان دايمًا يقول هما مش أحسن مني.. طلبها من ربنا ونالها".