الأقباط متحدون | ثمن الحرية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٠٧ | السبت ٩ ابريل ٢٠١١ | ١ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٥٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ثمن الحرية

السبت ٩ ابريل ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم نسيم عبيد عوض
كان تحرير مصر من العبودية والفساد والظلم والدكتاتورية التى عاشها شعبنا المصرى طوال هذه السنين المظلمه حلما يراود الخيال والوجدان , وفى سبيل ذلك كانت مسيرة كفاح وجهاد دفعنا كلنا فى سبيلها الغالى والرخيص, كانت فاتورة حرية مصر باهظة الثمن وكل فرد فى هذا المجتمع شارك فى سداد الفاتورة , من كل طوائف مصر داخلها وخارجها, الكل دفع الوقود لعصر الحرية , دفعناها من دم الإنسان ,ومن شرفه وكرامته بل وحياته , وبتكميم الأفواه وتوجيه السلطات وعقربة الطموحات , وتغليب الكراهية والعصبية والطائفية , بأرواح شهدائنا وبتجريح كنيستنا وإيماننا المسيحى , كان الثمن باهظا والذى لا يقدر بقيمة عند القبطى , فما أيسر عند القبطى أن يستشهد ولا يسمع تجريح فى إيمانه المسيحى أو فى كرامة كنيسته , عشنا تحت حجر حرية العقيدة والعبادة الحقة , وكان الثمن غالبا من دم الشهيد , شاركنا كل إخوة وشركاء الوطن فى كل شئ وحتى حرب الكويت شارك القبطى فيها وهو جندى أمين مطيع لقياداته , ولم يبخل أى مواطن على الإلتفاف فى صفوف المعذبين فى سجون الحقد والكراهية متسلسلين بقيود الذل والمهانة فى سجن كبير تحت قبضة القيادة السياسية , وحتى كنيستنا وقياداتها لم تسلم من الضغط والتهديد , وبتفجير كنائس وتفجير أجساد البشر , لم يسلم قداسة البابا شنودة ومن معه من الآباء الأساقفة من التهجم الرخيص والقبيح والسافل, ولم يسلم تاريخنا وحضارتنا ومصريتنا من التزوير , ولكن لم يهدأ لنا بال ولم نسكت بل تكلمنا ودفعنا قيمة الدفاع والجهاد , وكلنا نحلم بنسائم الحرية , وعندما قامت ثورة شباب مصر كان شباب الأقباط فى المقدمة , ومن قبلها دفعوا الثمن أيضا فى الإستشهاد للحصول على الحرية المبتغاة , دفعها شباب نجع حمادى ومن قبلهم شهداء الكشح , وبدأها ثوار كنيسة وشعب العمرانية ,وبتفجير الكنيسة والشعب فى الأسكندرية , كانت دماء شعبنا تسفك ويبرئ الجانى ويقذفون بالأقباط فى السجون, وفى 25 يناير سبحنا مع الشعب كله بقصيدة الحرية , ومع رحيل القيادة السياسية الى شرم الشيخ , تنفسنا جميعا الصعداء , وإستعددنا للحياة فى حرية تتسم بالتساوى فى الحقوق والواجبات , وشمرنا وتمنطقنا للبدأ فى رحلة تصحيح الوطن المكسور .

 

ولكن وللأسف فى البداية قلنا انها فرحة الحرية لشعب فقد إستنشاق عبير الحرية زمنا طويلا , فالتصرفات الأولية فسرت على أنها غوغاء الحرية , وبمرور الأيام رأينا عودة الداعى عمر خالد من منفاه , وبعد ذلك بقليل الشيخ القرضاوى يفك الحجر عليه ليعود لمصر ويتجه مباشرة الى ميدان التحرير , وغيرهم كثيرون مثل الشيخ محمد حسان عادوا لمصر كأنهم مطلبون لعمل ما , وبدأت الخفافيش والفئران تخرج من جحورها , وكان كل حريتهم التى نالوها هى الإعتداء على الأقباط , على كنائسهم فى كل مكان فى مصر , يهدمونها كما حدث فى أطفيح , ويوجد حاليا حصارا كثيرا جدا حول أعداد من الكنائس, ووصل الأمر بطرد الكاهن والأقباط من بلدهم , تركت لهم الحرية وبدون رقابة على وضع الحدود على المسيحى , بقطع الأذن أو بقذفه من فوق السطوح وقتله , وتهديد حياتهم وتكديرها وسط بيته وأهله وعشيرته, وظهرت الأموال الوهابية التى حذرنا منهاطويلا , لتلعب برؤوسهم فإختالوا فى إستعلاء يستعيدون أمجادهم , فخرجوا على المجتمع من كل جانب وكأنهم البرابرة أتباع هولاكو, ينادون بتحريم القبطى من حريته فى الحياة الكريمة على أرضه , فهناك من طالب برحيلنا عن الوطن , وتناسى انه هو الواجب رحيله لأنه دخيل على أرضنا, دأبوا على المطالبة بدفعنا الجزية , وعدم مساواتنا فى الترشيحات للرآسة , ولا يمضى يوم أو حتى ساعة إلا ونسمع عن إعتداء على كنيسة أو أقباط فى كل مصر , وهاهم السلفيون يعبثون بالأرض فسادا وهدفهم وغايتهم الأقباط , فهل هذا ثمن الحرية؟ والوطن فى إنتظار إستقبال 3000 وهابيا هارب من العدالة إلتجأوا الى القاعدة فى دول العالم يعبثون فسادا وإرهابا وقتلا , وفتحت لهم الدولة ذراعيها بالأحضان , لينضموا الى صفوف الغوغاء ومضطهدى الحريات , وأيضا تراجعت وسائل الإعلام المصرى ومعها الفضائيات لتروج لأبطال الإخوان ودقون السلفيون وببطل مصر عبود الزمر الذى أول ماقاله بعد خروجه من السجن يطالب بفرض الجزية على الأقباط .

 

وهاهم يعيدون التحدث بكل بجاحة فى موضوع السيدة القبطية كاميليا , ويتقدمون بأسفه الطلبات وكأنهم أصحاب صفة فى أمرها , يريدون ظهورها , ولن يسمح أحد لكم بظهورها , والوحيد الذى يسمح بظهورها هو زوجها فقط , وهو الوحيد صاحب الصفة , ويتعجب المرء من تقبل بعض المحاكم بلاغات من هؤلاء المهوسين , لأنهم ليسوا لهم صفة فى دعواهم , وبأى قانون يستندون هؤلاء , فلو فرض أن مسيحيا قد أسلم لسبب ما , ثم عاد ورجع الى عقله وإستسمح ليعود لديانته المسيحية , فهل هناك قوة على الأرض تعيده من ديانته , وكذلك المسلم الذى يغير ديانته للمسيحية ,وعاد ثانية لدينه فما هو الرعب القانونى الذى يواجهه, أليس هناك حكماء فى هذا الوطن يوقفون هؤلاء المجانين ودعاتهم ودعواتهم من هدم المجتمع مرة أخرى . وخرج مع هؤلاء أيضا الصوفيون والجماعة الإسلامية الإرهابية بعد ان تابت وعادت بوجه جديد يتغير حسب الظروف والأجواء , الجميع يريد أن يشكل حزبا , وكائهم يلتفون حول كعكة يريد كل منهم أحقيته فى جزء منها , وكل منهم غايته الكنيسة والأقباط ونحن نعرف ذلك ولا نخافه .

 

ومع كل هذا إنضم الى صف هؤلاء بعضا من الأقباط , بعضهم يرتعب ويرتعش من قدوم الأخوان المسلمين , وكأننا كنا نعيش فى حكم ديمقراطى مدنى طوال الأربعة عشر قرنا الماضية, وأخذ منهم الكثيرين ينهجون بالترحم على النظام الذى مضى , وذكرونى ببنى إسرائيل بعد أن أخرجهم الرب من عبودية فرعون عادوا فى أول ضيقة يترحمون على أكل السمك واللحم والكرات فى أرض العبودية وتمنوا ولو يوما منها, وكأن السينكسار توقف عن التدوين فيه منذ غزو العرب لمصر, وكأننا غير قادرين على مواجهة شياطين جهنم بإيماننا المسيحى الحق , وكقول الرب

" ياقليلى الإيمان لماذا شككتم" وأخذ منهم الكثيرين يهاجمون رأس الكنيسة , وهما الذين يجب عليهم التعلم منه الحكمة وضبط النفس والثقة الكاملة فى قدرة الله ومسيحة لنصرتنا , ورغم كل ماوجهه هذا القديس من عنف وضغط من أمن الدولة ومن رئيس الدولة , فاستمر يعطينا الرجاء ويضحك فى أشد الأوقات القاسية, وهاهو ‘لهنا ونحن فى مركب تلعب بها الرياح والأمواج , يقول لنا " أنا هو لا تخافوا"

 

وشارك هؤلاء أيضا المجلس العسكرى فى الإلتفاف على مطالب الأقباط , ومحاولة التنصل منها , وأحيانا كثيرة يتركون الحرية للهمجيين بالإعتداء على كنائسنا , والتستر على إلقتلة والسفاحين , والتباطؤ فى حق الأقباط , لنا كل الحق فى إضافة بند فى الدستور يحترم الشريعة المسيحية , لنا كل الحق فى قانون يعطينا الحق فى بناء كنائسنا , قانون الأحوال الشخصية ضرورة مطلوبة على وجه السرعة , تجريم الطائفية والدعاوى التعصبية و إعطاء حقوق المواطنة بقانون يجرم التفرقة والهدم.العمل بالقانون تساويا لكل أفراد المجتمع , إعطاء العدالة فرصتها بالتطبيق الصحيح لبنود القانون , حتى تتحق العدالة على أرض مصر.

 

لا ياساده لن يدفع الوطن بالأقباط والكنيسة كوقود ثمنا للحرية دون غيرهم , اولا نحن لا ولن نقبل هذا أبدا ,لنا كافة الحقوق والواجبات فى هذا الوطن , ولن نتوقف عن الدفاع والثورة حتى تخرص هذه الأفواه العفنه عن التعدى على الكنيسة وعلى شعبها , ولن نتوقف عن الدفاع عن كنائسنا , ولا يجب علينا قبول التصالحات الجانبية , علينا الإلتجاء للقضاء ,والتمسك بالحق , والتبليغ عن كل مقصر ومتهاون فى حقه وفى حق الوطن , وعن كل معتدى , لا نقف مكتوفى الأيادى أمام كل معتدى , لابد من أخذ حقنا كاملا , سواء من سلفى أو سلقى , والمطالبة بالحق وعدم التراخى فى الحصول على هذا الحق, المساهمة الكاملة وبكل تنظيم وقوة فى الإندماج والمشاركة فى الحياة السياسية , لا نخاف من أخوانى أو سلقى أو من أى صور الشياطين فى المجتمع , نحن أصحاب الأرض , وعلى أرضنا ستزول الغمة قريبا , نحن شعب تعلمنا الحريه , ونعيشها مع ربنا يسوع المسيح , وقد حررنا ابن الله , " وإن حرركم الابن فالبحقيقة تكونون أحرارا "




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :