الأقباط متحدون | مجنون..و.. قبول الآخر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٥٢ | السبت ٩ ابريل ٢٠١١ | ١ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٥٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مجنون..و.. قبول الآخر

الراسل: ماجد | السبت ٩ ابريل ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

الراسل: ماجد
لست مجنونًا
مختلفًا؟
ربما..
ولكنني لست مجنونًا..
طرق كثيرة لمكان واحد..
وطرائق كثيرة للنتيجة نفسها..

* * * * *
لست ديوجين..
أبحث عن إنسان..
ولا أتفلسف
فقط لا تستكثروا علىّ السؤال..
لماذا...؟
أتراني مجنونًا؟
أصدقك..
بل ..
أرى ذلك أيضًا..
ولكنني لست مجنونًا ..

* * * * *
أترى هذا الشعر الأشعث؟
أيبدو كأشجار تعانقت أغصانها في غابات كثيفة مدلهمة
أترى هذه اللحية المندفعة من وجنتيٍَ في كل اتجاه؟
لست مجنونًا..
ولكنني أشفقت عليها من الذبح الذي اخترتموه للحاكم..
دعوتها تنمو معي ما نَمَوتُ..
إلى أن- سويًا- نموت..
تركتها تحيا كما أحيا..
أحببت لها ما لنفسي أحببت..
لست مجنونًا..
ولكن قلبي أكثر شفقةً من قلبكم..

* * * * *

أترى هذا الثوب الذي التهمه العُث؟
كان بإمكاني أن أحفظه..
ولكني أبيتُ إلا أن تعيش العث.. كما لازلت أعيش..
حتى ولو كان غذاؤها ثوبي..
أبيّتُ أن أبِيتَ شبعانًا وتبيت جائعة..
لست مجنونًا..
ولكني أكثر حبًا للحياة من حبكم..

* * * * *

أحببتم حياتكم..
ولكني أحببت الحياة لي ولغيري..
كان بإمكاني أن أغيِّر هذا الثوب المهلهل..
ولكني تركته ليمر لي عبر مسالكه البرد..
البرد الذي أحببته..
وصار يحتضنني بنشوة قارصة..
لا يُعبِر عنها ولا يعرفها.. سواي..
لقد تصادقنا..
لم يعد يؤذينني كما يؤذيكم..
لأنه يعلم أني أحبه..

* * * * *

والصيف أيضًا أحبه..
وهذه الشمس التي تسمونها- ظلمًا- حارقة..
لم تفكِّر يومًا في حرق جسدي النحيل..
فهي تحبني..
تتسلل أشعتها إلى أعماق وجداني..
تلهبني
قوة.. وطهرًا .. وصبرًا..
تهبني..
لم تعد تحرقني..
فبعدما تصادقنا..
منحتني قوة خفية على احتمال قسوة حرقها اللذيذ..
لست مجنونًا..
ولكني أكثر فهمًا للطبيعة منكم..

* * * * *

أترى هاتين القدمين الحافيتين؟
أراك تشفق بداخلك عليهما..
ولكنها لن تكون كمقدار شفقتي على قدميك
المشنوقتين بهذه النعال القاسية..
لن أنكر أني عانيت أول الأمر
حتى أتصادق مع هذه الأراضي المتباينة السطح..

* * * * *
والآن..
تصادقت معها..
وها أنا أحتذي الطبيعة ذاتها..
فصارت تحتضن قدميّ الحصوات..
وكأن لها بها بيتًا..
تداعب الحصوات قدميّ..
وكأنما تقبِّلهما..
فأنفجر في الضحك وهي تداعب باطنهما..

أتذكر حينما رأيتني أضحك بلا سبب؟
لقد كان لي سبب..
كانت الأرض- وقتها- تدغدغ قدميّ
أرجوك.. لا تسخر مني..
لأني..
لست مجنونًا..
ولكنني تصالحت مع السماء والأرض..

* * * * *

أمام عقولكم مئات السنون..
لتصلون..
لـــ حكمة الجنون..

* * * * *

لست مجنونًا..
ومع ذلك..
على قدر ما تبغضونني..
أحبكم..
وعلى قدر ما تسخرون مني..
أحترم سخريتكم بي..
على قدر ما تحتقرون جنوني..
أقدِّر عقلكم..
وعلى قدر ما ترونني مجنونًا..
أؤكِّد إنكم عاقلون..

* * * * *

لست مجنونًا..
ولا أنتم بمجانين..
وإن كنا مختلفين..
أحدنا مثل الآخر..
ولكن..
الفرق بيني وبينكم.. هو..
إني أعلم أني عاقل..
وجميعكم كذلك..
عاقلون..
أما أنتم..
فكل منكم..
يظن نفسه..
عاقل..
ومن سواه..
مجنون..

* * * * *

لست مجنونًا..
أترونني مجنونًا؟؟
فليكن..
ولكن..
رغم كل ذلك..
لن أبخل عليكم بدموعي..
بل ودمي..
إذا كانت تروي ظمأكم..
أيها العاقلون..

إمضاء
مجنون




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :