بقلم- د. جون مجدى
كتبتها اليوم
عندما استيقظت صباح اليوم و أنا شاب في مقتبل العمر
نظرت للمرآة فجذعت إذ الشعيرات البيضاء قد نمت في رأسي
و وجهي كان مثل وجه رجل كهل قد ثمل من الخمر
و روحي كانت منطفئة و القلب كان ملكوم و قد طالني يأسي
جلست استرجع كافة الذكريات و تنهدت فقد كانت جميعها موجعة
الحبيب ترك و الصديق خذل و المؤتمن خان و الأحلام عني متمنعة
و اليوم كالأمسِ و الأمسُ كالغدِ و كالغد سوف يمضي
أتعب و أشقى و يا ليت لشقائي بعد حين منفعة
لقد تحملت و عانيت
و ما عاد فيَّ أدنى طاقةٍ
هدموا ليَّ كثيراً فبنيت
بشغفٍ و عين براقةٍ
حدثتهم عن عظم أحلامي
فردت أجنحةً كالنسور
فاستهزأوا بجمال مرامي
تمساكت و ظللت صبور
و كلما كانوا يكسرون عظامي
أرمم روحي بقلب غير مكسور
لكني اليوم مكسور
فقد اشتد الظلام
و لم يّبِّنْ النور
فمتى يولد النور
هل يبزغ النور كمعجزة من العدمِ ؟!
أم أنه لا نور و كل هذا هراء
أم هل بعد أن تمخض القلب من الدم ؟!
سيلد من رحم ألامه رجاء
إذن فلماذا طال زمن مخاضي ؟!
لقد تعبت كثيراً كثيراً
قد يأست عن حلمي و مرادي
و حلقي لا يعطي زئيراً
و لكني اليوم أسألك
أن كنت قررت أن تيأس
لماذا حاربت كل هذا الزمان
ألم تقل قد يأست أن أيأس
حتى أن اليأس منى هرب كجبان
حارب يا ولدي حتى أخر نفسِ
و مُت في الحرب و أنت تحارب
و لا تنهزمن أبداً من يأسِ
فالموت خير من أن تحيا هارب
و حتى لو لم تفوز المنال
فرفض اليأس هو الأسمى
تصير معجزة أمل بل أمال
لكل يائس قد قرب أن يفنى
#لا_تيأس_أبداً
#معجزة_الأمل
الحلقة العشرون سلسلة معجزة الأمل