الأقباط متحدون - مشاهد من مصر: الأول سيبهرك والرابع سيؤلمك
  • ٠٣:٤٥
  • الأحد , ٢٢ اكتوبر ٢٠١٧
English version

مشاهد من مصر: الأول سيبهرك والرابع سيؤلمك

مقالات مختارة | حسام السكرى

٠٠: ٠٧ م +02:00 EET

الأحد ٢٢ اكتوبر ٢٠١٧

 حسام السكرى
حسام السكرى

هذه المشاهد الأربعة أقدمها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للفتاة فى الحادى عشر من أكتوبر، وأيضا للاحتفال باختيار القاهرة كأسوأ وأخطر الحواضر للمرأة من بين نحو عشرين مدينة فى استقصاء بين خبراء أجرته مؤسسة تومسون رويترز.
المشهد الأول (من بوست عام كتبه الصحفى ماجد عاطف):

الصيف اللى فات، صديقة طلبت منى اخلى بنتها معايا يوم (...) فى نص اليوم قررنا نروح ناكل سمك، جت معانا واحدة صحبتنا، (...) . واحنا راجعين وقفت أجيب سجاير من الكشك، ما فيش دقيقة رجعت لقيت البنت بوزها شبرين، مالك يا لولو؟ ما فيش، يا بنتى مالك؟ ما فيش، سألت صاحبتى انتى ضايقتيها فى حاجة؟ قالت لى مش أنا، ده الجدع بتاع أمن الجامعة الأمريكية (واخد بالك أمن)، واحد صاحبه واقف معاه فى مدخل الشارع فقال له «انا ممكن ا**ك الجوزــ الصغيرة والكبيرة».

المشهد الثانى (من بوست عام كتبته الصحفية كارولين كامل):
أنا مش عايزة ومش هخلف عيال ف مصر لأنها جريمة ف حق البشر المستقبلين دول، إن ناس عاقلين (...) يقرروا يجيبوا ناس تانيين يستمروا ف نفس المعاناة، وربما أسوأ فى ظل منحدر الصعود اللى احنا فيه. (...) قرارى ده عشان لو الطفل بالذات بنت. لأنها هتسمع ع الصبح جمل من عينة «نفسى أعضك ف ب*ك» أو «هموت واقرصك ف طى*ك» ويكون مطلوب منها تكمل يومها عادى، وتبقى كل أيامها كدة.

المشهد الثالث: عاطل يعتدى على فتاة بسلاح أبيض ويحدث قطع طولى فى الوجه بطول عشرين سم لتشويهه. سبق للعاطل ذاته التحرش بالفتاة نفسها منذ نحو عامين فى مول بالقاهرة. وقتها استضافتها مذيعة شهيرة، وأثناء وجودها فى الاستديو تم الترتيب لسرقة محتويات تليفونها المحمول. بثت المذيعة صورا خاصة مسروقة من الفتاة على الهواء. ثم قدمت وصلة تشهير وتحريض بالضحية. وفى حلقة تابعة هددتها بإذاعة المزيد من الصور.
المشهد الرابع: (مختصر من رسالة منشورة على صفحة «طبطبلى» fb.com/tabtably لحكايات المرأة مع العنف):

كنت بعتلك قصتى قبل كدة تقريبا من سنة. تخيل إنى لحد دلوقتى مش عارفة أنسى حاجة أو أتعامل عادى. أنا دلوقتى فى جامعة. حاسة إنى خايفة من كل حاجة. خايفة أعدى من جنب ولد فى الشارع. حساه هيضربنى. خايفة أعدى الطريق. حاسة إن الرجالة اللى سايقين عربيات هيخبطونى قصد. خايفة أعدى من جنب إخواتى. خايفة أكلم حد من إخواتى. خايفة أتعامل مع حد من قرايبى.

حملة #metoo (حملة عالمية تتذكر فيها النساء حوادث التحرش التى تعرضن لها) فكرتنى بالولاد اللى اتحرشوا بيا وحطوا إيديهم على أجزاء حساسة من جسمى فى الشارع عادى وسط الناس. واما مسكت ولد منهم الناس اتلمت حواليا وبهدلتنى والرجالة كانت هتضربنى. ساعتها انهرت فى الشارع وقعدت اعيط والناس كانوا بيبصولى بغرابة كأن رد فعلى غريب.

مواقف التحرش اللى حصلتلى فاضلها تكة وتبقى اغتصاب متخيل دا؟!

انا بدعى ربنا ياخدنى بس مبياخدنيش. هو مبياخدنيش ليه؟
عارف؟ انا عايزة انتحر بس خايفة من الموت.. فى نفس الوقت خايفة من الحياة والناس. أنا حاسة بإحساس وحش جدا مش هتتخيله.
لو غمضت عينى دلوقتى باشوف حاجة شبه الحلم. وأنا أصلا صاحية وسامعة أصوات أهلى بره. وسامعة صوت المروحة فى أوضتى. بشوف نفسى وانا بقع من مكان عالى، أو وأنا عربية بتخبطنى، أو وأنا حد بيضربنى فباتنفض.
حاسة إنى مش عايزة حاجة. كفاية كده عليا، أنا تعبت.

المشهد الخامس: بعد تقرير تومسون رويترز المشار إليه فى مقدمة المقال:
القاهرة التى اختيرت كأسوأ وأخطر الحواضر بالنسبة للمرأة، انشغل مسئولوها، ودولتيوها، وقادة لجانها الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى بالطعن فى مصداقية التقرير، ومنهجية كتابته، وتبرير الانتهاكات اليومية للمرأة بأن التحرش والعنف ضد المرأة «مسائل عادية وتحدث فى كل أنحاء العالم».

أما لندن التى اختيرت كأفضل الحواضر بالنسبة للمرأة، فقد عقب عمدتها على التقرير بقوله: لا يزال هناك الكثير مما يتعين علينا فعله لتحسين وضع المرأة.
نقلا عن الشروق

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع