الأقباط متحدون - زغرودة فى جنازة الشهيد
  • ٠٦:٤٢
  • الاثنين , ٢٣ اكتوبر ٢٠١٧
English version

زغرودة فى جنازة الشهيد

مقالات مختارة | حمدي رزق

٠٨: ٠٢ م +02:00 EET

الاثنين ٢٣ اكتوبر ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

فى تشييع شهداء الوطن الذين اغتالهم الإرهاب فى الواحات، شاهدت عجباً، زغاريد تودع الشهيد، تزف الشهيد إلى الجنة، إذا سمعت زغاريد الفرح فى موكب الشهيد فلا تعجب منهم.. المصريون خبروا الشهادة.. يضربون أروع الأمثال!.

والزوجة الثكلى تحمل النعش شامخة «فارده قلوعها» تتصدر المشهد الرهيب أمام النعش المهيب، «مع السلامة ياقلبى»، والرجال على صيحة واحدة: «الشهيد حبيب الله».. صور تقشعر من هولها الولدان، يشبون عن الطوق على سُنة الشهادة، على الواجب، الصورة لا تكذب، والثوانى جمرات فى دمى، والزغرودة تخترق حشا قلبى، يا قلب أمك.

ومدد وشدى حيلك يا بلد، إن كان فى أرضك مات شهيد، فيه ألف غيره بيتولد، مواكب الشهداء تسير فى الطرقات الباردة تودع البيوت الباكية، مواكب تحمل جثامين ساخنة زكية الدماء، تعطر الأجواء، مصر تزف خير الشباب، المصريون يقدمون الشهداء عن طيب نفس، الأرض من تحت أقدامهم مزهوة بمواكب الشهداء.

تحتاج إلى أن تكون مصرياً أصيلاً لتعرف لماذا يودعون شهداءهم هناك فى الريف بالزغاريد، لا يبكونهم، ولكن يزفونهم إلى السماء، الزغاريد لا تطلق هكذا هزوا فى الهواء، لكنها سلاح الأقوياء، أقوى من زخات الرصاص، إنهم يقاتلون الإرهاب بالزغاريد، يعلنون فى الدلتا فرحة الانتصار، وفى الصعيد يتشحون بنوط الفخار، وكلما سقط شهيد لا يسألون عن السبب كما يفعل المتحذلقون فى خوائهم الفضائى والإلكترونى، كفى أنه مات شهيداً، وفى الشهادة فليتنافس المتنافسون.

الزغرودة كالرعد فى آذان المجرمين، هناك فى الجرود الجبلية شباب يعرفون جيداً الطريق إلى الجنة، هم السابقون ونحن اللاحقون، فى سهول الدلتا والصعيد ينتظرون يوم زفاف الشهداء، بالله عليك يا مؤمن، كيف ينتصر الإرهاب على أم قادرة على استخراج الزغرودة من حلق فى مرارة الصبار؟!.

الخونة يواجهون جيشاً من الأمهات الصابرات، تلدن مقاومين أشداء، اسمع قوة أنين الأم، والدة الرائد شهيد إسلام مشهور، يخترق الحجب، يصل بنجواه ما بين السماء والأرض: «يا رب لك الأمر من قبل ومن بعد وقلبى وجعنى على حبيبى روحت لربنا يا شهيد الوطن يا ابنى يا غالى».

الزغرودة رسالة، والرسالة بعلم الوصول، مصر قامت قيامتها، ستحمى الحدود، وتصون العهود، ولو تكالبت علينا الأمم، زغرودة من قلب أم الشهيد تفرقهم شيعاً، هشيماً تذروه الرياح، وطالما فى أم الشهيد طلقة أخيرة لإنجاب شهيد، ستلده وتهبه إلى الشهادة، بُكرة الوليد جاى من بعيد، راكب خيول فجره الجديد، يا بلدنا قومى واحضنيه، ده معاه بشاير ألف عيد، قومى انطقى وسيبك بقا، من نومة جوا فى شرنقة، ده النصر محتاج للجَلَد، ومدد..

نحن قوم نروم شهادة، النصر أو الشهادة، الأم المكلومة عندما تزغرد تقتحم خوفنا، وتصفع جبننا، وهواننا على الناس، تفحمنا، تلقمنا حجرا، كفى تنظيراً، كونوا شهداء أو اصمتوا يوم يمر موكب الشهيد يحزنكم على ما أنتم فيه، تتصاغرون، وتجبنون حتى عن المشى فى موكب الشهيد، وتمارون، وتتآمرون، نفر منهم كانوا يختانون أنفسهم فى مخادع الإرهابيين، ويذرفون الدمع الهتون على دولة الإخوان.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع