الأقباط متحدون - ماذا تفهم من نيوم؟
  • ١٩:٤١
  • الخميس , ٢٦ اكتوبر ٢٠١٧
English version

ماذا تفهم من نيوم؟

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٤٢: ٠٢ م +02:00 EET

الخميس ٢٦ اكتوبر ٢٠١٧

السعودية
السعودية
د. مينا ملاك عازر
 
نهنئ الإخوة السعوديين بانفتاحهم على العالم، وانتقالهم لعصر جديد من التكنولوجيا والرغبة في النهضة السياحية، يبدو أن ذلك الاتجاه اضطروا له بعد تخفيضهم الشديد لأسعار البترول - مراضاة لأمريكا- فحدث العجز الكبير في موازنتهم لكي يضغطوا على روسيا التي تأثرت بالقطع، لكن تأثرها لا يقارن بتأثر السعودية التي تعيش فقط على النفط،حاولت المملكة أن تنوع من مصادر دخلها، فلجأت للسياحة.
 
أستطيع أن أفهم من خطوة السعودية تلك الأفكار السابقة، لكنني أيضاً أستطيع أن أفهم بوصفي مصري أن السعودية بتحاول مجاورة السعيد لتسعد، والسعيد هنا الأردن ومصر جارتيها على البحر الأحمر، حيث منبع النفط السياحي، قل الشعب المرجانية والجو الجميل والمياه الصافية التي قررت السعودية الاستثمار فيها، وتضع يدها بيد جارتيها اللتان سبقتاها في هذا المجال، ولهما فيه باع طويل، صحيح مصر تعاني لكن لا مانع من أن نزيد معاناتها بأن نقاسمها ما يأتيها بل ربما نجذب كل ما يأتيها بتقديم خدمات قد يغضب النظام المصري، لا مانع أن نشركه معنا في تلك المدينة نيوم.
 
أفهم من الإعلان السعودي عن مشروع القرن، أقول مشروع القرن وليس صفقة القرن، أن ثمة تواكب بين الصفقة والمشروع في كونهما يتماسا في الحدود مع إسرائيل ويتلاقيا في مصلحتها في ضرورة استتباب السلام في منطقة تريدها أن تكون هادئة.
 
أفهم أيضاً، أن آل سعود لديهم أموال طائلة لم يفقدوها بعد، ويمكنهم استثمارها، بل ها هم يستثمرونها، ولذا عليهم اختيار من يشاركهم في تلك الخطوة كالصناديق السيادية الكبرى التي تم دعوتهم للمؤتمر الاقتصادي الكبير الذي عقده ولي العهد السعودي.
 
أفهم من اتجاه السعودية للاعتماد على العمالة الإلكترونية التي لا تحتاج لا لطاقة ولا تحتاج لرعاية صحية ولا غيره، أنهم لا يفهموا أو لا يعنيهم احتياجات جاراتهم سواء مصر أو الأردن وبالأكثر مصر، التي لديها يد عاملة وتحلم في تشغيلها للاستفادة من الأموال العائدة من تشغيلها، ومن تخفيف عبء البطالة على الحكومة، لكن آل سعود اختاروا الاتجاه للروبوتات التي ستكون وبحسب وصف ولي العهد أكثر من البشر فيما يعني أنهم يشاركون مصر بما يفيدهم فقط ولا بما يفيد مصر أو أنهم لا يريدون لعامل الخطأ أن يكون موجود أو أنهم يبحثون عن جر رجلين شراكات آسياوية ناجحة في إنتاج تلك الروبوتات.
 
أخيراً وليس آخر، ما أفهمه من تصريحات ولي العهد السعودي بخصوص رغبته للعودة للإسلام الوسطي أنه لم يدرس تاريخ مملكته باذرة بذور الإسلام المتطرف الوهابي ومحيية الإرهاب والعنف في المنطقة، فنجده هو حاضن ابن عبد الوهب بالتحديد أفكاره وراعيه، والادعاء أن الحفيد يريد العودة للوسطية قول زور فمنذ متى السعودية كانت وسطية؟ أو تعرف عنه شيء، ويبدو أن الشاطر في الاقتصاد ضعيف في التاريخ وناسي له،فأهله وأسرته الحاكمة للأسفلم يكن يوماً ولا أبناء عبد الوهاب دعاة وسطية، ولكن على كل حال ما يعنيني هنا أني فهمت، ومن فم ولي العهد أنه يعترف أنهم متشددين ومتطرفين، ويكاد يعترف باكياً بأنه كان ودولته وأسرته رعاة للإرهاب في سوريا وليبيا واليمن، وناشري للأفكار الهدامة والإرهابية، وتطورهم هذا المنشود منه والمتوقع لا يعني إلا أنه ينفض غبار قرون طويلة من الظلم والإرهاب والدموية والأفكار الرجعية، فمرحب بهم في عالم جديد مليء بالروبوتات وفارغ من أفكار ابن عبد الوهاب، وأموال آلا سعود  الملطخة بالدماء.
 
المختصر المفيد المهم التنفيذ.