صرخة للرئيس وشيخ الأزهر بحق دماء الواحات
مقالات مختارة | حسين القاضى
الجمعة ٢٧ اكتوبر ٢٠١٧
السيد الرئيس..
فضيلة الإمام الأكبر..
تعلمان يقيناً أن مواجهة التطرف هى فكرية قبل أن تكون أمنية، ولن أدخل فى نقاش حول ما إذا كان الأزهر حقق نتائج ملموسة فى مواجهة التطرف أم لا، لكن لا وقت للتأخير ولا المجاملة، ولنصارح أنفسنا بالواقع دون مداراة، فإن الذين سفكوا دماء أبطالنا من الشرطة المصرية قد اعتمدوا على كتاب اسمه: (الباحث عن حكم قتل أفراد وضباط المباحث)، تأليف أبوجندل الأزدى، الطبعة الثانية، شعبان 1424هـ، والكتاب موجود على مئات المواقع، ويغترف منه الشباب، ويأتى فيه مؤلفه بأدلة شرعية على وجوب قتل أفراد وضباط المباحث.. فلماذا لم تقم المشيخة بالرد على هذا الكتاب؟ أيضاً اعتمد الإرهابيون فى سفك دماء الجنود على كتاب اسمه: (توجيهات منهجية)، فماذا فعل الأزهر فى الرد على هذا الكتاب؟ وهل تعلم فضيلتك أن قتلة جنودنا اعتمدوا أيضاً على كتاب: (الكتاب الأسود.. قصة تعذيب المسلمين فى مصر)، لأيمن الظواهرى، فهل فكرت المشيخة فى الرد على هذا الكتاب؟ أيضاً اعتمد القتلة على كتاب اسمه: (الحوار مع الطواغيت.. مقبرة الدعوة والدعاة)، اﻟﻨﺸﺮة اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ، فهل فندتم هذا الكتاب؟ أيضاً اعتمد الإرهابيون فى سفك الدماء على دراسة فقهية عنوانها: (وجوب استنقاذ المستضعفين من سجون الطواغيت والمرتدين)، وهو كتاب موجود بين أيدى الشباب، فماذا فعلتم تجاه هذا الكتاب؟ كما اعتمد الإرهابيون على كتاب: (هشيم التراجعات)، لعبدالله بن ناصر الرشيد، وهو كتاب يأتى بأدلة شرعية تؤكد كفر كل شاب أراد أن يتراجع عن أفكار العنف، فماذا فعل مرصد الأزهر فى تفنيد هذا الكتاب؟!
ماذا فعل الأزهر وهيئاته العلمية ومرصده وجامعته وأقسامها الشرعية وباقى المؤسسات الدينية كوزارة الأوقاف أمام كتاب يعتمد عليه الإرهابيون اسمه: (إدارة التوحش.. أخطر مرحلة تمر بها الأمة)، لأبى بكر ناجى؟ وهذا الكتاب من أهم مصادر التكفيريين، ماذا فعلتم -يا مولانا- أمام كتاب اسمه: (الحرب المجلية)؟ يتناول فيه مؤلفه الوجوب الدينى لقتل رجال المباحث والمرور والمطافى، بل ما رأيك فى أن المؤلف يأتى بأدلة شرعية على وجوب اندساس عدد من الجنود لتنفيذ مخططات ضد زملائهم وهم فى هذه الحالة من المجاهدين حسب أدلته الشرعية؟!! ماذا فعلتم أمام كتاب: (تحفة الموحدين فى طريق التمكين.. سلسلة مقالات فى فقه التغيير.. الحلقة الثانية)؟ يتحدث فيه مؤلفه بأدلة دينية عن إنشاء مجتمع مقاتل بكل فئاته وأفراده عن طريق التوعية، ويدعو إلى إنشاء جهاز استخبارات مصغر، وتمويل الشباب بالمال، وإبقاء الدولة فى حالة من التوجس والفزع الدائم، وإقامة التحالفات مع جهات مختلفة، وكل خطوة من هذه الخطوات يأتى عليها بأدلة من القرآن والسنة يؤولها حسب هواه، والكتاب موجود بين يدى الشباب، فهل فكر الأزهر فى الرد عليه؟ خذ أيضاً كتاب: (هداية الحيارى فى جواز قتل الأسارى) للشيخ يوسف صالح، يدعو فيه لقتل وإخفاء أى مواطن من التوجه الذى يعاديه، ويقيم على كلامه أدلة من الشرع.
يا سيادة الرئيس.. يا فضيلة الإمام.. هذه عشرة كتب يعتمد عليها الإرهابيون فى سفك دمائنا، من مجموع نحو (ألف) كتاب، يوجد بين يدى منها نحو 200 كتاب، ويمكن اختصار أهم ما فى هذه الكتب من أفكار رئيسية محورية، ويمكننى أن أقدم هذه الكتب لفضيلة الإمام، بل أعطيه قائمة بأسماء عدد من الباحثين المتخصصين فى العلوم الشرعية والعقلية، فضلاً عن الباحثين الموجودين بين يديه لتفنيد هذه الكتب..
على أن الشباب الذى يقرأ هذه الكتب ويرى استنادها على القرآن والسنة ولا يجد الأزهر قد تحرك لتفكيكها وتفنيدها فليس أمامه إلا خياران؛ إما الإلحاد وإما الإرهاب. فهل نتحرك ونبدأ الخطوة الأولى فى مواجهة الإرهاب حقناً لدماء الأبرياء؟ أم أن بيانات الإدانة من مؤسساتنا الدينية كافية؟!
نقلا عن الوطن