الأقباط متحدون - حبيب العرب..
  • ١٧:٠٠
  • الجمعة , ٢٧ اكتوبر ٢٠١٧
English version

حبيب العرب..

مقالات مختارة | حمدي رزق

٢١: ٠٢ م +02:00 EET

الجمعة ٢٧ اكتوبر ٢٠١٧

محمد صلاح
محمد صلاح

ولا فى الأحلام، خيال والله خيال، تخيل لاعبنا المحبوب محمد صلاح يتوج أحسن لاعب فى العالم، الشاب جوارى على المقهى يشاهد مبهورا حفل تتويج كريستيانو رونالدو أفضل لاعب فى العالم، تمناها، وتمنيتها، لسه الأمانى ممكنة.

من كان يحلم، جاء الوقت الذى يلعب فيه محمد صلاح أساسيا فى أعتى الدوريات الأوروبية، ويستمر ويتألق ويبدع ويسجل، ولا فى الخيال أن يفوز بأفضل لاعب فى الجولة الثالثة لدورى الأبطال، متقدما فى التصويت الجماهيرى على أعجوبة الكرة العالمية ليونيل ميسى، وما أدراك ما ميسى!، أفضل من لمست قدماه الكرة منذ أن لُعبت فى المستعمرات الإنجليزية. صحيح هذا استفتاء الجمهور، وصلاح يفوز بحب الجماهير المصرية، وتدعمه حباً فى الاستطلاعات من هذه النوعية، ولكن هذا يمتن أهلية صلاح لمكانته الأوروبية وارتقائه عالميا، صلاح واثق الخطوة يمشى ملكا نحو ما هو فوق الخيال.

ربنا يحميه ويبارك فيه ويمنع عنه كل شر، صلاح بثبات يخطو خطوة واسعة يعلم الله منتهاها، صلاح يحلّق عاليا، وإذا استمر على توفيقه سيكتب اسمه فى سجل الخالدين كرويا، صلاح يحطم الأرقام المصرية جميعا، محليا وأفريقيا وأوروبيا وعالميا، صلاح يستحق لقب أحسن لاعب فى أفريقيا هذا العام، ولربما نافس على لقب الأحسن فى الدورى الإنجليزى.

من يحبه الله يحبب فيه خلقه، وظاهرة صلاح تجاوزت جميع الظواهر الكروية التى مرت بنا، فى إبداعاته الكروية ظاهرة، وفى إخلاصه الوطنى ظاهرة، وفى عطفته الاجتماعية ظاهرة، ولا وجه للمقارنة بين وجوه لمعت وظاهرة صلاح ذات البريق الخاص.

ظاهرة صلاح تستلفت الأنظار عالميا، لم تر الملاعب العالمية ظاهرة عربية على هذا المستوى من الإشعاع، صلاح يجتذب أنظار الجماهير، بات مطلوبا على العشب الأخضر، ألَق صلاح مصدره الإحساس الدائم بفضل الله، وسجوده شكرا لله، ليس رياء ولا نفاقا ولا ادعاء ولا مغازلة لتيارات أو اتساقا مع استبطان لفكرة تحرفه عن رسالته الكروية. ولِمَ لا يجاور ميسى، ولِمَ لا يحتل الجناح الآخر فى الريال بجانب رونالدو؟!، هذا لسان حال الجماهير المصرية التى باتت تشجع ليفربول من أجل عيون صلاح، حتى باتت تحب «يورجن كلوب»، المدير الفنى للريدز، لأنه يحب صلاح، وتسمعها تصيح على لاعبى ليفربول أن مرروا الكرة لصلاح، ويظلون يلهثون وراء صلاح حتى يسجل الهدف فينتشوا تماما.

حتى معلقو الكرة من العرب صاروا يتنافسون على إذاعة المباريات التى يحل فيها صلاح أساسيا، ينافسون المعلقين المصريين فى عشق أبوصلاح، ويتفننون فى تقريظ صلاح بجميل القول، يطربهم صلاح، فيتمايلون طربا، ويطلقون عليه ألقابا هائلة، آخرها على ما أذكر يا حبيب العرب، استملحتها تماما، حبيب العرب، الله عليك، تتويج صلاح عربيا بعد التتويج مصريا يطربنى، معذرة أنا بحب صلاح.. وعذرنا أن فى وجهنا نظراً.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع