الأقباط متحدون - يحدث فى «جامعة العناتيل»!!
  • ١٢:٠٦
  • السبت , ٢٨ اكتوبر ٢٠١٧
English version

يحدث فى «جامعة العناتيل»!!

مقالات مختارة | بقلم حمدي رزق

٥٣: ٠٢ م +02:00 EET

السبت ٢٨ اكتوبر ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

.. و«جامعة العناتيل» فيسبوكيا هى جامعة بنها، التى ظهر فيها أكثر من «عنتيل» أخيرا. جامعة بنها تتطهر من الفساد العلمى والأخلاقى والوظيفى. تُحيل 3 آلاف موظف وأستاذ، من أصل 12 ألفا من العاملين، إلى التحقيق خلال 14 شهراً.

وبفرض صحة الرقم، وباعتبار أن القائل به الدكتور السيد القاضى، رئيس جامعة بنها، فهذا رقم يخض، ترجمته مخيفة، واحد من كل أربعة عاملين فى الجامعة خضع لتحقيق ما فى مخالفة ما، بينهم «عناتيل» تتحدث بمغامراتهم الجنسية الركبان فى الفضاء الإلكترونى.

214 مخالفة تحققها الجامعة شهرياً، لن أسأل عن عدد الأبحاث والدراسات، حد فاضى للبحث العلمى، أخشى أنه ترف أكاديمى، الفساد فى الجامعة للركب، والحرب على الفساد معلنة، تخيل وقف 3 أعضاء بهيئة التدريس بكلية الآداب عن العمل 3 أشهر، بتهم الفساد الأخلاقى، وفصل أستاذين بكلية التربية، لتورطهما فى فساد علمى ووظيفى مع الطلاب والباحثين، ومخالفة التقاليد الجامعية والأعراف المستقرة، وإنهائهما الأبحاث بمقابل مادى.

الدكتور السيد القاضى، رئيس جامعة بنها، يستحق تحية واجبة على شجاعته وإصراره على مكافحة الفساد الجامعى، وهو ألعن أنواع الفساد، الفساد التعليمى يفسد أجيالاً، حسناً يقول فى «المصرى اليوم»: لم ولن نتستر على أى وقائع فساد داخل الجامعة، ونتخذ إجراءات سريعة وقانونية مع أى مخالف.

أخشى على هذا الرجل من لوبى الفساد، هذا الرجل فى 14 شهراً فصل نهائياً وسَجن وحوّل إلى النيابات ومجالس التأديب ربع العاملين فى الجامعة، لا أتخيل حجم الفساد فى جامعة إقليمية، تعوم على بحيرة من الفساد، هذا رقم قياسى للفساد مسجل باسم جامعة بنها.

الطريقة النموذجية لحرب الفساد، كما تقول تجربة جامعة بنها، أن تقتلع الفساد من جذوره، مهما كانت الكلفة من السمعة، يقينا تأثرت سمعة الجامعة بشدة، صارت مشهورة بجامعة العناتيل، وتحمل الدكتور القاضى ومجلس الجامعة غرماً وتشهيراً من الفاسدين، لم يسلموا من ألسنة حداد.

لكنهم أكاديميون محترمون، لم يسايروا الفساد خشية، وكل ما تم عرضه من وقائع فساد اتُّخذت فيه الإجراءات القانونية اللازمة بآلية واحدة، الموافقة الفورية على توصية «المحقق القانونى»، دون تدخل فى القرار، وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء، ولسان حالهم: «السكوت على الفاسدين يغرى بالفساد».

«القاضى» قرر عملية جراحية لتطهير الجرح من «أم القيح»، الغرغرينة ضربت فى الجامعة، آخر الدواء الكى، ويُقال البتر، بتر العضو الفاسد، بالله عليكم كيف يعمل رئيس جامعة فى هذا المستنقع الفاسد، «القاضى» أعلنها: عدم التستر على فساد، ولا يخشى الفساد، ويحذر من خطورة التشهير إعلامياً بالجامعة، التى تطهّر نفسها، وطالب بمساندتها وتشجيعها وليس الهجوم عليها.

خلاصته، مَن يهاجم هذا الرجل فاسد أو مفسد أو عون للفساد، أو متربح أو عامل عليه، هذا الرجل يستحق قبل الإشادة المساندة من المجلس الأعلى للجامعات، ولينعقد المجلس ليعلن على الرأى العام مساندته لجامعة بنها فى حرب الفساد، ويعلنها حرباً على الفساد فى بقية الجامعات، ويكرم الدكتور القاضى، خليق به ومستحق لقب «مُحارب الفساد».
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع