رحلة إلى فندق السامرى
أوليفر
١٩:
٠٣
م +02:00 EET
السبت ٢٨ اكتوبر ٢٠١٧
Oliver كتبها
- سألته دامعاً: خذنى إلى حضنك يا أبى فأخذنى إلى فندقه ليعالجني من جراح اللصوص.فعلمت أن للسامري الصالح كنيسة هناك يصب الزيت على الآلام فتبرأ.هناك أودع في حسابي المتهالك رصيداً من دنانيره.لم أعد مديناً فالمدفوع مقدماً لأجلي هو يكفيني.لذلك أحببت كنيسته إذ علمت أنها فندق السامري السخى.إلتقيته لأول مرة و أنا مجروح ثم إلتقيته هناك كل مرة و هو مجروح لأجلي. من فندقه فى سماءه جاء لأجلي و الآن أنا إلى فندقه أى كنيسته السمائية إليه أذهب. لا تبرح من مخيلتي علامات الجراح القديمة في جسدي ثم صار ملمس يديه الحانيتين أكثر أثراً من كل آثار جراحاتي القديمة.لم أعد أرتدى ملابس أريحا الممزقة لأنه بنعمته كساني لم أعد أتأوه فى الأرض مطروحاً بل صرت في حضنه محمولاً.هكذا أذهب لأتعزى.
- أيها المحبوب جداً إلى المخلص لا تذهب وحدك هناك.لتأخذك أذرع السامري إلى الفندق.إركب دابته.فالنعمة إلي بيته تحملك.هو الهدف و هو الوسيلة.ليتبدل ذهنك أنك إلى كنيسة لها حوائط عليها أيقونات و أنت واقف أو جالس أو نائم.لتتلو بعضاً من الصلوات أو تستمع إليها .الأمر ليس هكذا أبداً و لم يكن هكذا منذ البدء.راجع نفسك و إعلم أنك لا تذهب إلى هذه الكنيسة بل إلى كنيسة السماء تذهب.فالهيكل و البخور و أزياء الملائكة التي يلبسها الشمامسة لا تعني شيئاً إلا إذا كنت تدركها كرموز سمائية.ملابس الكاهن و صلواته في الهيكل لا معني لها لو لم تخاطب السمائى.المذبح نفسه ليس شيئاً إلا إذا كان كالعرش عندك.و الذى تجسد من العذراء هو الذى علي المذبح ليس سواه فإن لم تقبله كالسماء فلن يقبلك.
أيها النازل من أورشليم لا تذهب إلى الكنيسة كأنها أرضية.كأنها مكان هنا. هى باب السماء كما رآها يعقوب أب الآباء في رؤياه.الكنيسة هى الباب الذى منه تطل على السمائيات و تتمعن.فإحذر أن تذهب من الأرض إلى الأرض بل من الأرض إلى السماء تنطلق و تسندك النعمة و تعرفك كلمة الرب أين أنت .ترشدك الملائكة و تحيط بك القديسون كضيف جديد و زائر أرضى يتمسح فى النعمة ليتذوق طعم الأبدية.فلا تذهب بفكر أرضى إلى الكنيسة و إلا ستعود كما ذهبت و ربما أقل.
- كيف تدخل باب السماء إلا بغفرانك لجميع الذين يسيئون إليك.نعم و بغير شروط.هذا هو منطق السماء لأنك تقترب إلى بابها.فإترك أثقال الآخرين من ضميرك و إغفر فأنت الرابح.فلقاء السامري يداوى جروح و أذى كل لصوص أريحا.
- إلبس ملابس السماء فالأصدقاء هنا فى فندق السامرى روحانيين.يعملون مع المسيح و لا يطلبون منك أجرتهم.مستقبلوك كلهم سمائيون.كأنما أنت ملك بالألحان يأخذونك بغير عناء إلى مواكب الصاعدين.إغمض عينيك عن الوهم لتر الحقيقة.لا تسأل أحداً ماذا تلبس و كيف ستبدو هناك بل إسأل صاحب الفندق الذى إليه يحن قلبك.إنه يقبلك بروحياتك الممزقة و قلبك المنشطر إلى نصفين.لن يفضح عريك الداخلي فلا تضيف إليه المزيد من الفوضى الخارجية كالمرة الأولى التى رآك فيها السامرى.كأنك تميل إلى ذكريات أريحا الدامية.العريس ينتظرك و في قلبه لك وعوداً لا تخطر ببالنا فإلى قلبه يكون إهتمامنا.لإرضاءه نميل و ننسى الماضى.
ملابس السماء سلام الداخل.إبتسامة الملامح.هدوء الفكر.تكريس العقل للحديث مع الله وحده.ملابس السماء طاعة كاملة لما يقوله الروح للكنائس مثل طاعة الملائكة.ملابس السماء تلبسها بكل كيانك.العين تلبس حكمة الروح.الأذن تكتسى بالكلمة و تتغذى .ملابس السماء هى رداء العرس و بها ندخل من باب السماء أي الكنيسة.حين رآنا السامري جرحى حتي الموت إنشغل بكل حواسه ليخلصنا لنخل إلى فندقه ولننشغل بكل حواسنا به لنحبه كما أحبنا. فى أرضه.فى سماءه وفوق مذبحه.عند المسيح الحشمة للجسد كما للقلب كلاهما لا ينفصلان.و العفة عنده أن تتكلم كالمسيح و ترحم مثله و تحب مثله.
- حصر الفضائل في الجسد هى أبعد ما تكون عن لغة المسيح.لأنه مسيح الإنسان كله داخله و خارجه.مخلص الكيان كله الظاهر و الباطن.فخذ كل الفضائل بجوهرها أما الجسدية فهي القشور وحدها فلا تقبل القشرة من غير الثمرة التي هي عمل الروح فيك.كان الفريسيون يهتمون بالقشور فنالوا الملامة أما المسيح فقد جاء لختان الكيان كله و إستئصال المظاهر الخادعة.إرتدى ملابسك السمائية.أي جهز طلباتك و أشواقك و أفكارك لتقف قدام الذى قال خذوا كلاماً و قفوا قدام الرب.خذ مجمرتك معك أي إلتهاب قلبك بالشكر و إنشغال فكرك بالتسبيح.خذ رداء النعمة فلا تقف عارياً من داخلك بل فى وساطة الروح القدس تحتمى لأنه يئن لأجلك.إخلع نعليك و كل كلام أرضى فهنا تداس كثرة الكلام..فى فندق السامري تتغير العملة و اللغة و الإهتمامات فلماذا نأخذ ضجيج الأرض معك و اللغة هنا سمائية فقط.لماذا ننشغل بأحاديث ستموت هنا .فلنتعلم كلام الروح لأنه اللغة الجديدة التي سنتداولها في الأبدية.لنطرح عنا كل ثرثرة الأرض الفارغة مهما بدت مهمة أو شيقة.
- كيف ستتصرف إذا جاءك ملاك و أخبرك أنه سيأخذك رحلة لتر السماء و الأمجاد؟ هل ستفكر في شيء أم تنغمس مبهوراً في النور؟تنسحب من كل شيء لتتكرس لهذه الرحلة.هل ستسأل ماذا تأخذ و ماذا تلبس و كيف ستتكلم أم أنك بإرتياح قلب سوف تستسلم لقيادة الملاك.أما الأعظم من الملاك فهو الروح القدس الساكن فيك.يأخذك هذه الرحلة كلما تهيأت للقاء العريس في السماء أي الكنيسة كما يراها المسيح.فإنشغل بالمسيح لا بالناس.إستعد للقاء إلهك.هو فاتح أحضانه لك فى كل أحوالك فإستقبل حبيبك بكرامة لائقة.آه لو تنكشف لك أعماق المجد ساعتها ستنته أكثر أسئلتك لأنك ستدرك كيف أننا كنا بالقشور منهمكون مع أننا ذاهبون حيث لا يوجد البرقع بل وجهاً لوجه نعاين الملكوت و البر ذاته.