الأقباط متحدون | عثمان العمير: سأحنط نفسي وأعود للحياة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:١٦ | الأحد ١٠ ابريل ٢٠١١ | ٢ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٥٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس أخبار عالمية
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : .....
٠ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

عثمان العمير: سأحنط نفسي وأعود للحياة

إيلاف | الأحد ١٠ ابريل ٢٠١١ - ٢٢: ٠٦ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

  حاوره: حسين الرمضان

بقدر الجدل الذي يثيره دائما أينما حل، وبحجم الرفض الذي يواجهه من المجتمعات الشرقية، وبمساحة الاعتراض التي يحملها على الفكر الشرق أوسطي الذي هو منه، يكون الحديث مع ناشر صحيفة إيلاف الإلكترونية ومالك مجموعة موروكوسوار الإعلامية عثمان العمير، شيقا ومميزا. الأفكار التي يعتنقها ويؤمن بها رجل الأعمال والإعلامي وجليس الملوك وعاشق المرأة والمحب للحياة عثمان العمير، تجبر من يسمعها على ضرورة التفكير فيها إن لم يكن من باب القناعة فمن باب المعرفة لسبر أغوار هذه الشخصية التي اتهمت بالعمالة لأجهزة المخابرات أو الإلحاد وصولا إلى الإباحية والانحلال. وإلى التفاصيل:

ماذا يحدث في الوطن العربي؟

٭ما الذي لا يحدث في الوطن العربي.. هذا هو السؤال، نحن نمر بتحول تاريخي مهم جدا جدا فيما يتعلق بتطورات الأوضاع التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط. وأنا أفضل تسمية منطقة الشرق الأوسط على مسمى الوطن العربي لأن مسمى الشرق الأوسط أشمل وتتواجد فيه مكونات عرقية مختلفة ليس لها علاقة بالتسمية العرقية، ونحن نعيش مرحلة متطورة جدا من الأحداث التي لم نكن نتخيلها على الإطلاق في ظرف لم يتجاوز الأشهر الثلاثة.

هل تعتقد ان محمد البوعزيزي سبب مقنع لكل ما يحدث؟

٭ الثورات لا تحتاج لسبب بل هي مجموعة أسباب، كل الثورات والتحولات الكبرى التي حصلت في العالم كانت نتيجة ظروف سياسية واجتماعية وغيرها والثورات لا تحتاج إلا الى شرارة صغيرة مثل البوعزيزي.

ما حدث في تونس مثلا كان نتاج عقود من القهر والديكتاتورية وتحويل تونس من بلد متطور ساع الى الديموقراطية قريب من الغرب وكان عليه ان يشهد تحولاته والتناغم معه الا انه جانب الطريق الصحيح وحدث به ما حدث وكذلك ما حصل في مصر أو ليبيا وغيرها من البلدان والقضايا دائما مشتركة وتتعلق بالفقر والتمييز وحرية الإنسان والحاجة الى الديموقراطية وهذا كله كان بحاجة الى عود ثقاب ووجد هذا العود في محمد البوعزيزي ومن الممكن ان يكون عند أي شخص آخر.

اذن المسألة تراكمية وليست آنية؟

٭ هذا صحيح فالشعوب تتحدث عن الخبز والحرية والتعليم والصحة والعيش المشترك وغيرها وعندما تفتقد الشعوب هذه المعطيات لابد لها ان تتحرك والدورة الزمنية تلعب دورا كبيرا وما حصل في بلادنا العربية لم يكن بعيدا عما حصل في الاتحاد السوفييتي قبل 20 عاما تقريبا لكن التغيير وصلنا شبه متأخر أو انه تسارع بسبب القوة الطاغية للتكنولوجيا.

عندما نحصر مسببات هذا التحول في الخبز مثلا ومتطلبات الحياة ألا تعتقد ان المواطن العربي يعيش أزمة أخرى غير ذلك، بمعنى هل نعاني من أزمة فكر أم أزمة قيم أم الاثنتين معا؟

٭ أنا ذكرت انها أزمات متعددة تشمل الحرية والنقص في التعليم والديكتاتورية البغيضة جدا وعندما نرى ما حصل في الشرق الأوسط نجد ان هناك دائما عوامل مشتركة بين الشعوب التي تثور وتتمرد على حكامها وواقعها.

ألا تعتقد ان التحولات في النظم السياسية وعجز المؤسسات المجتمعية وعلى رأسها الأسرة عن اجراء عملية التطبيع الاجتماعي وضعف تأهيل الانتماء لدى الناشئة من الأسباب التي أحدثت قيما جديدة في المجتمعات العربية لم يكن لها وجود إلا في المجتمعات الغربية أو المادية حيث دعت تلك القيم الجديدة الى الدفع بقيام هذه الثورات؟

٭ أنا أحمل مسؤولية الإسراع في هذه الثورات الى الإعلام والثورة المعرفية التي تمت خلال السنوات العشرين الماضية كانت هي الأخرى ثورة مفصلية في تاريخ الشعوب، والآن من غير المسموح إبادة شعب بالكامل بل غير مسموح أيضا اعتقال شخص من دون سبب ما لم تعرف ذلك التكنولوجيا وتذيعها، لذلك عمليات القهر والاستعباد وغياب الديموقراطية، والديكتاتورية معروفة منذ القدم لكن ما طرأ على الشعوب هو الثورة المعرفية.

اذن نحن مدينون في تحولنا وثورتنا وتطورنا كعالم ثالث الى الثورة المعرفية والتكنولوجية وليس الى إرادتنا كشعوب؟

٭ بالطبع الإرادة موجودة دائما لدى الشعوب لكنها بحاجة الى دفعة، عندما تغلق الحدود وتملأ السجون وتشيع القبضة الحديدية ولا يوجد لديك ثورة معرفية لابد ان يكون هناك خطأ ولذلك استطاعت الثورة المعرفية اقتحام هذه الأشياء وتشكيل تيارات جديدة غير معهودة حتى على كتاب التاريخ والمشكلات كانت موجودة لكن الإعلام ساهم بشكل بارز ورئيسي في تأجيجها وتحويلها الى بؤر مشتعلة.

ماذا عن غياب الايديولوجيات الآن وتحديدا لدى الاحزاب العاملة في الشارع السياسي العربي وتحول الشارع الى قائد للعمل السياسي وموجه حقيقي له؟

٭ لا اعتقد ان تسمية الشارع تسمية موفقة، ان نبض الناس واحاسيسهم اهم من الشارع، الذين قادوا الثورة في تونس ومصر ليسوا ابناء الشارع بل معظمهم ابناء الطبقة المتوسطة التي تحس وتعلم كيف يمكن ان يكون هناك افق مستقبلي، والايديولوجيات جربناها منذ اكثر من 60 أو 70 عاما ولم تعطنا الا احلاما وهزائم سواء كانت ايديولوجيات ثورية او انسانية او قومية او حتى اسلامية، وكان لابد ان يكون هناك بديل جديد متمثل في الحرية والكرامة وتحسين المستوى الاقتصادي والتعليمي والغاء الديكتاتوريات، لكن نحن دائما نرفض الجديد او ادوات الغرب ونطبقها تماما وما كان يرفضه الايديولوجيون في السابق سواء كانوا يمينا او يسارا نجدهم يتغنون به الآن ويعتبرونه جزءا لا يتجزأ من الاجندة التي يعرضونها على الناس.

ألا توافقني الرأي ان النكسات التي تتعرض لها الانظمة واعني هنا النكسات المادية او ما يتعلق ببرامج التنمية تنعكس بدورها سلبا على النسق القيمي في المجتمع فتظهر لدينا العديد من المشاكل التي يعاني منها الشباب العربي بشكل عام وقد لا يكون هناك مجال لحصرها، وقد تكون ايضا هي الاخرى من اسباب التحولات الحالية؟

٭ اعتقد وان كان هذا سببا، فهو سبب ايجابي لان مآلنا ومصيرنا هو محاكاة الامم المتطورة وليس محاكات الامم المتخلفة او العيش في افكار قديمة ورجعية وبالية وطبيعي ان شابا في اي «زاوية» كما يقول معمر القذافي او «زنقة» كما اسماها ايضا يفتح التلفزيون ويتعامل مع العالم من خلال الشاشة الصغيرة والكمبيوتر ان يكون متفاعلا مع الامم القوية ودائما الضعيف يقلد القوي وبشكل تلقائي من دون ان يشعر وهذا ما حصل، انا اتصور ان ما حصل في السنوات الاخيرة هو انتصار للفعل النهضوي الحداثي الذي كنا نهرب منه منذ 60 عاما.

هل تعتقد ان استمرارية ارتباط الدين بالدولة في الشرق الاوسط، كما اسميته ساهم في هذه الاوضاع وهل من الممكن القول انه بعد الغاء دور الكنيسة واستقلالية الدولة عن الدين في اوروبا اصبح هناك تطور واضح ونحن لانزال نربط بين هذين الشيئين؟

٭ لا ارى ان هناك دولة في العالم تطبق فعليا وحقيقة مفهوم الدين والدولة او ما يسمى بالمفهوم الكنسي الذي كان موجودا في السابق في الغرب، ما يحدث ان هناك دولا ترعى شعارات دينية معينة لكن في مجال التطبيق تكون غير آبهة بالعامل الديني بشكل كامل ما لم يكن هناك حاجة لذلك، وقس على ذلك الاحزاب الدينية نفسها نجد ان الممارسات التي تقوم بها ليست ممارسات دينية كما تزعم بل هي ممارسات تهدف منها الى استخدام الدين كسبب او عامل من عوامل السيطرة على رعاياها او انصارها او شعوبها ونحن الآن نعيش متغيرا لم يكن في حسبان احد في السابق ولا تستطيع ان تطبق مفاهيم التغيير الموجودة الآن على مفاهيم التغيير السابقة او الموجودة قبل 250 سنة مثلا، لان هناك اختلافا في تمازج الشعوب وتنقلها وتوافر العامل التكنولوجي والتطور العالمي الخطير جعل التطبيقات السابقة تحتاج لاعادة نظر.

هل تعتقد ان سيطرة التيارات الدينية على الشارع السياسي وغياب التجديد وسيادة النمطية اوجد شيئا من سيطرة بعض القيم على الشباب العربي وجعلتهم يفقدون قيمة المبادرة او النمط الانتاجي الحقيقي وتنامي مفهوم الاستهلاك عند السواد الاعظم منهم وتعقد الصراع بين الاصيل والمستورد؟

٭ ما يحصل هو نتيجة مجموعة اسباب، هناك فشل ذريع لكل الطروحات التي تمت في منتصف القرن الماضي مثل الفشل في التطبيق الاقتصادي والسياسي وكذلك انظمة الحكم التي كانت بحاجة الى تغيير في السابق وهذه كلها مجموعة اسباب ادت الى فشل اي مفهوم جديد، نحن رأينا تطورات في الشرق الاوسط خلال الـ 20 سنة الماضية اخطر مما رآه جيل عاش قبلنا حيث شهدنا ثورات عديدة كما حصل في انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوط جدار برلين وحربي الخليج الاولى والثانية وانتشار الارهاب، هذه كلها عوامل ادت الى اهتزاز للكثير من القيم التي كانت موجودة.

الى اي مدى يمكن ان تؤثر بيروقراطية المؤسسات في الدول العربية على الشباب خصوصا في قضية الانتاج والتطوير داخل المجتمعات؟

٭ اذا تمكنت من ان تغير نفسها وجلدها، الآن هي غير قادرة على التجاوب والاستجابة لصوت المستقبل، هناك مشكلة يجب ان تحلها البيروقراطية في تلك الدول لكي تتواءم وتتعايش مع منطوق المستقبل.

تميل دائما الى تيار التغيير القيمي وتنبذ تيار الثبات، هل تعتقد ان التغيير القيمي يتناسب مع الشباب العربي ويتواءم مع طبيعته الحالية وطبيعة المجتمعات؟

٭ لا توجد كلمة اسمها طبيعة المجتمعات، كلنا الآن مجتمعات في ناحية صغيرة جدا في هذا الكون، لا نستطيع القول الآن ان هناك مجتمعا يستطيع العيش من دون ان يتفاعل مع المجتمعات التي حوله، عندما نذهب الى اميركا نجد ان هناك مجتمعات كاملة بقيمها وعاداتها موجودة هناك وتتعايش هناك وهي كذلك في اي مجتمع صناعي سواء في النرويج او السويد او اي مجتمع آخر، لذلك الكلام عن الخصوصية المجتمعية زال في ظل التطورات المفصلية التي حصلت في العالم.

في ظل كل هذا التطور الذي ذكرته، لايزال الشاب العربي يعاني من قضية الاغتراب وفقدان الهوية وفي ظل كل هذا الاندماج الذي ذكرته ايضا لماذا لا يكون هناك اندماج فكري حقيقي يتوافق مع الاندماج الانساني ليخالف حالة الرفض التي نعيشها؟

٭ لست عالم اجتماع وهذا سؤال يوجه للمختصين في هذه القضية وانا رجل اعلام واحب الحديث عن الاعلام ولا احب الحديث عن التفصيلات الفكرية هذه ومع ذلك اعتقد ان هذه القضية بحاجة لبحث كبير ومعالجة من قبل المفكرين، اين نحن وكيف سنصبح والى اين نسير؟ وكيف يمكن حل معضلات هذه الامة.

بما انك تفضل الحديث عن الاعلام، سأعود بك للوراء قليلا واسألك، ماذا يشكل لك انتقالك الى لندن في بداية حياتك لدراسة اللغة الانجليزية؟

٭ انا كنت مهيأ للتشكل ولست مصدوما مما حصل في الغرب ولذلك كانت هجرتي الى بريطانيا ليست هجرة قسرية بقدر ما هي هجرة طوعية ورغبة بداخلي للانتقال الى عالم جديد، وبالطبع عندما ذهبت الى هناك لم يكن بنيتي العودة الى العالم العربي.

ما السبب؟

٭ لانني كنت اريد ان اعيش واتشكل في مجتمع آخر، قد اكون نجحت فيه وقد اكون لم انجح.

لماذا هذا الرفض لبيئتك او مجتمعك؟

٭ ليس رفضا وانما رغبة في التغيير، هناك اختلاف بين انك ترفض وانك تريد ان تتغير، وليس معنى ذلك انني اريد ان اغير كل الناس معي، هذه رغبة شخصية تولدت عندي.

لكنك اعلامي، ورجل الاعلام مؤثر؟

٭ احد الكتاب الاميركيين الشهيرين يقول: عندما ترى صحافيا يمينيا او يساريا او ليبراليا او محافظا فهو ليس بصحافي، بالنسبة للاعلامي اكبر سلاح يمكن ان يقضي عليه ويقتله من الوريد الى الوريد هو انتماؤه او تصنيفه او تسخير نفسه وافكاره وتوجيهها نحو ما يريده هو وتوجيه الناس لما يريده، طبعا قضية ان تكون ليبراليا هذا حق طبيعي وشيء معروف ان الليبرالية لا تعني الانتماء الى طائفة معينة او ايديولوجيا معينة بل هي قبل كل شيء احترام الآخرين واحترام حريتهم وحقوقهم وخياراتهم، في الصحافة عندما تنتهج الخط الليبرالي لا يعني ذلك انك تتعصب بقدر ما تكون منصة لانطلاق المعرفة بأنواعها.

والمزاجية.. هل تؤثر على الإعلامي أو الصحافي؟

٭ مسألة المزاجية للأسف لا توجد إلا لدينا في الشرق الأوسط أو بين شعوب هذه المنطقة ونحن أخذناها من ثقافة في القرن التاسع عشر، ان كل انسان مبدع يجب ان يكون مزاجيا بمعنى ان تصرفاته وشكله واحترامه للمواعيد واحترام قيم العمل مختلفة عن الآخرين، لذلك أي مهنة لا يجب ان تدخل فيها المزاجية ومنها الصحافة، فالإعلامي يجب ان يكون دقيقا في عمله ومفاهيمه وعلاقاته مع الناس، ولا شك ان الإنسان أحيانا لا يستطيع التحكم في شخصيته لكن عندما يتعلق الموضوع بالعمل فيجب احترام قيم العمل.

المعروف ان مسقط رأسك في الزلفي في السعودية، وبعد ذلك انتقلت الى لندن ما وجه الشبه والخلاف بين الزلفي ولندن؟

٭ يضحك.. سؤال عجيب ولكن يمكن الكثبان الرملية في الزلفي أكثر ويمكن ان نهر التايمز المتواجد في قلب لندن وبريطانيا بين 8 مدن في انجلترا على امتداد حوالي 113 ميلا، قد يكون هذا اختلافا لكن ما من شك ان الفوارق كبيرة جدا والشعوب أيضا مختلفة ولا يمكن ان تكون هناك مقارنة بين الجهتين ومن الناحية الطبيعية عندهم نهر التايمز ولدينا الكثبان الرملية فقط.

وفي ما عدا ذلك.. الفرق شاسع؟

٭ جدا.. ويضحك.

ماذا يشكل لك تاريخ 21 مايو 2001، انطلاقة جريدة إيلاف الإلكترونية؟

٭ هذا التاريخ يشكل مهمة مصيرية للإعلام في هذه المنطقة، وكما صدرت إيلاف كانت هي الجريدة الثالثة في العالم من خلال الإنترنت، وعندما نتحدث عن الويب سايت يجب ان نفرق بين جريدة تنشأ بمفردها من أجل ان تكون على الإنترنت ومؤسسة إعلامية تصدر ملحقا أو يكون لها موقع، مثلا الـ BBC شهرتها في التلفزيون والإذاعة وليس من خلال الإنترنت الذي ركزت عليه بعد ان اشتهرت وتمركزت، «إيلاف» كانت ثالث جريدة عالمية بعد جريدة صدرت في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وهي صدرت من أجل الإنترنت وليست ضيفة على الإنترنت.

هل أنت بالفعل داعم حقيقي للمشروع النهضوي الليبرالي من خلال «إيلاف» أم انك تختبئ وراء هذا المشروع لتنفيذ أجندات أخرى؟

٭ قد تكون هناك الأجندة الصينية الآن بعد ان سيطرت الصين على العديد من القطاعات الدولية.. ثم يضحك. التهمة الوحيدة التي لم يكتشفها أصحاب المؤامرة حتى الآن وهي ان تكون عميلا للصين، مع ان الصين هي أكثر بلد مؤثر فينا الآن من حيث الملبس والمأكل والطبابة وغيرها.

ما يحصل انني اعمل من أجل ان تكون هناك صحافة جيدة ومعرفة متساوية للجميع ومن أجل ان تكون هناك نهضة صحافية وليس من الضروري ان ترتدي أي لباس من الألبسة أو زي من الأزياء بقدر ما تكون علامة مميزة تضيء بعض الشمعات للناس.

إذن أنت ترفض جميع الاتهامات أو تنكر كل ما يُقال عنك بخلاف مشروعك الحقيقي؟

٭ أنا لا أعير اهتماما للاتهامات وبعد هذا العمر الطويل أعتقد انه من الصعب ان تعيد الناس عن أفكار شكلوها عنك مسبقا وفي الوقت نفسه أنت لا تستطيع ان تغير بحرك فأنت مثل النهر تسير الى الأبد، ولست مهتما جدا بالتصنيفات التي يفكر بها الآخرون، والتجربة هي التي ثبتت نفسها وليس كلام الناس، ويستشهد بمقطع من أغنية للفنان جورج وسوف «كلام الناس لا يقدم ولا يأخر».

عندما تشبه نفسك بالنهر الجاري، ألا تعتقد ان في هذا التشبيه شيئا من النرجسية؟

٭ أنا قلت ان عمري الموجود مثل النهر الجاري ولا يمكن ان أغير مجراه بشكل كامل وأنا كما أنا وهذه ليست نرجسية ومن الصعب ان تأتي وتمسك معولا أو راية وتحاول إقناع الناس بأفكار قرروا أساسا انهم اعتنقوها.

لن ابتعد عن إيلاف، هناك من يدعي ان بعض أخبار وتقارير إيلاف تعد مسبقا في بعض مقار المخابرات؟

٭ أنا أحني رأسي لهذه المخابرات القادرة على إعداد هذه التقارير. دائما النفي يعني الإثبات.

هذا في الوطن العربي؟

٭ نعم في الوطن العربي، وأنا أطلب من أي قارئ يعتقد في ذلك ان يتوقف عن قراءة هذه التقارير أو الأخبار مادامت لديه هذه النظرية المسبقة لكن أعتقد إذا كان هناك عقل مخابراتي قادر على مفاجأة القارئ كل يوم بأخبار فهذا عقل يجب ان نرفع له القبعات احتراما.

إذن أنت لا تنفي هذا الاعتقاد أو تلك الأقاويل؟

٭ لا، لو قلت ونفيت فإنني سأكون بذلك لا احترم فكرتي، كيف يمكن إعداد هذا الأمر وكيف يمكن ان يكون هناك صحافي يحترم نفسه ويكون وليد مخابرات ويمكن ان تنشئ جهاز مخابرات لكن لا تولد من رحم جهاز مخابراتي.

الصحافي يؤثر ولا يتأثر وهناك مجموعة من الصحافيين قد يكونون أولادا شرعيين لمخابرات معينة وهذا حق من حقوقهم لكن الصحافي الذي يحترم نفسه هو الذي يوجه المخابرات وليست المخابرات التي توجهه.

تحدثت قبل قليل عن قضية الارتباط بين بعض الصحافيين وأجهزة المخابرات، وقلت سابقا ان الالتقاء برجال المخابرات هو عمل وطني جليل رغم كل ما يعرف عن أجهزة المخابرات.. كيف تفسر هذا الأمر؟

٭ أنا أفرق بين العمل الوطني الذي يهدف الى السياسة العليا للدولة، وبأي عمل بوليسي يؤدي الى إعاقة المواطن أو الظلم عليه.

وعندما قلت إنني التقي برجال المخابرات كنت صادقا ولا أكذب في ذلك. والصحافي يجب أن يلتقي بكل الناس ومن مختلف توجهاتهم. والتعامل مع رجال المخابرات من أجل الوطن والمصلحة العليا هذا عمل ليس عيبا وهو أفضل من الذين يتعاملون مع المخابرات ولا يقولون ذلك.

هل سمحت في يوم ان تكون «إيلاف» ساحة صراع؟

٭ هناك حد فاصل بين الصحافي والخدماتي، نحن نقدم صحافة ونحاول ان نقدم صحافة ولا نقول اننا خلصاء من السلبيات، ومن يعمل يخطئ لكن تخصيص الوسيلة الإعلامية التي تملكها لتكون ساحة للصراع بين أي أجهزة أو دول أو أفكار سيؤدي بك دائما الى مصير منته، وهذه قوة إيلاف انها في تجربتها للعشر سنوات الماضية ممنوعة في أكثر من بلد عربي وتعرضت لملاحقة قانونية وحروب صغيرة وكبيرة لكنها صمدت وكان بالإمكان ان تكون صيدا سهلا.

لماذا كل تلك الملاحقات، هل كانت تلك الملاحقات هي تصفيات سياسية أو بسبب التزامك المهني؟

٭ لا استطيع ان أدعي الشهادة لأنني لا أحب الاستشهاد أساسا ولم أتعود على الاستشهاد ولا على النظام وهاتان صفتان لا أملكهما ولا أريد ان أملكهما أصلا، القضية تتعلق بالظروف المحيطة بأي عمل إعلامي تحاول أي جهة من الجهات ان تكون لها اليد الطولى في التعامل معه أو الاستيلاء عليه، ولذلك لا أقول ان هناك مؤامرة أو جهات تتصيد «إيلاف» وهذا ليس في ذهني لكن رأيت في الواقع ان كثيرا من الحساسيات التي تكون جراء ما ينشر في إيلاف والتفسيرات الكثيرة لها وأنا لا أشعر بحساسية تجاه ذلك.

وما هو معروف ان كل مشروع إعلامي، هو مشروع مكلف ويحتاج الى دعم وتمويل وسؤالي من أين لك هذا أو من أين لك إيلاف أو من أين تمول إيلاف؟

٭ من أين لي هذا.. لا تنس انني عملت فترة طويلة في الصحافة وأنا من بلد نفطي وفي منطقة نفطية وانت تعرف من تجارب آخرين هناك بعض الناس عاشوا في مقتبل حياتهم لا يملكون أي شيء وفجأة أصبحوا بليونيرات.

هل أنت منهم؟

٭ لا، لا أدري لماذا يستكثر الناس على الصحافي ان يكون إنسانا لديه ما يكفيه لإصدار جريدة متواضعة مثل إيلاف، أنا لم أصدر مشروعا ضخما يكلف مئات الملايين، بل أصدرت مشروعا «على قد حالي» كما يقول اخواننا في مصر وبعد التجربة الطويلة التي مررت بها في العمل الإعلامي وهي عبارة عن 40 سنة تعاملت فيها مع العالم، يجب ان يكون لدي ثروة أو أكون مغفلا بصراحة، لأنه كما يقولون أي شخص عمره 40 سنة ولا يملك مليونا يجب عليه ان يراجع نفسه.

لماذا الوجوب؟ لماذا تقول يجب عليه؟

٭ لأنه يجب أن يكون ناجحا، والنجاح قرين للثروة.

هذا منطق مادي بحت.

٭ أنا مادي دائما ولا أخفي ذلك، وأنا جزء لا يتجزأ من المادة.

وهل من الممكن أن يكون عثمان العمير شخصا غير ناجح إذا لم يكن لديه مال؟

٭ بالطبع. وإذا كان أمامك مشروع صحافي يجب أن يكون لديك ثروة، وأنا لا أتحدث عن كل شخص، وأنا لدي مشروع يجب أن يكون لدي ثروة حتى أحافظ على استقلاليتي والحيادية.

لكن أنت لديك فريق كبير يعمل في ايلاف أكثر من 40 صحافيا ومراسلا ومكتبك الرئيسي في لندن ومصاريفك الشهرية تصل الى المليون دولار.

٭ لدي أكثر من 40 صحافيا في ايلاف، لكن مصاريفي الشهرية أقل من مليون دولار.

كم تصرف شهريا على إيلاف؟

٭ لا أعتقد أن أي شركة تعطيك دفتر حساباتها، لكن أقول لك شيء مهم جدا وهو أن شركة ايلاف موجودة ضمن القوانين البريطانية وضمن دائرة المراقبة المالية الدقيقة جدا ومصادرها معروفة، ولا يمكن إطلاقا أن تدخل في حسابات مشبوهة، لأن ذلك لا تستطيع أن تقوم به في بلد محترم مثل بريطانيا.

ذكرت أنك من بلد نفطي وصحافي وتجاوزت سن الاربعين عندما جمعت مبلغا معينا من المال. هل يجب على كل صحافي في بلد نفطي أن يكون لديه مال يستطيع من خلاله تأسيس مشاريع توجيهية مثل الصحف والوسائل الاعلامية؟

٭ الطموح مشروع لكل البشر وليس محصورا في أبناء المجتمعات النفطية، وليس بالضرورة أن يقوم بذلك شخص بمفرده، لكن يجب أن تكون هناك مأسسة لكل الاعمال الصحافية والانشطة المفيدة للمجتمع، ومسألة الفرد الواحد انتهت وأنا في سبيلي لتحويل «ايلاف» الى مؤسسة، لأنني أريد أن أطورها بشكل أفضل، وكذلك أنا لا أستطيع أن أعيش الى الابد لأقود «ايلاف»، ويوم من الايام ستكون «ايلاف» لوحدها وأنا أفكر في هذا المستقبل. وما أريد أن أقوله ان الفرص التي أتيحت لنا في الدول النفطية الخليجية كبيرة لم تتح لأي شعب في العالم، ولذلك نشأت طبقات كثيرة وأصبح هناك أشخاص كانوا في السابق لا شيء وخرجوا من رداء النفط.

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :