*الأنبا بيشوي: زيدان استخدم ما قدمناه له من كتب ومراجع وشروحات كوسيلة لمهاجمة الكنيسة والعقيدة.
*زيدان مزج في روايته الأدب الروائي بالتاريخ والعقيدة والشرح اللاهوتي، بنفس أسلوب "شفرة دافنشي".
*تزييف حقبة من تاريخ مصر هو جريمة في حق مصر.
*هل يقبل أي مسلم -غيور على ديانته- المساس بمعتقداته وتزييف تاريخ الإسلام؟
تقرير: عماد توماس – خاص الأقباط متحدون
تمخض الجبل فولد "أسدًا" فبعد أن وعد الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري وسكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية منذ أكثر من سنة بكتاب يفند فيه رواية "عزازيل" للدكتور يوسف زيدان، خرج علينا منذ عدة أيام ببحث وثائقي تاريخي وعقائدي بعنوان "عزازيل.. الرد على البُهتان في رواية يوسف زيدان".
استهل الأنبا بيشوي كتابه بعتاب موجه لزيدان قائلاً أنه لم يتصور أن الدكتور يوسف زيدان وهو يستضيفه أكثر من مرة في مكتبه الإسكندرية، ثم وهو يزوره في دير القديسة دميانة وتبادلا الهدايا والمحاضرات وصور المخطوطات، أنه كان في نفس الوقت يكتب أبشع كتاب عرفته المسيحية.
وأضاف "بيشوي" أن "زيدان" استخدم ما قدمه له من كتب ومراجع وشروحات كوسيلة لمهاجمة الكنيسة والعقيدة المسيحية الأرثوذكسية.
وكرر "بيشوي" اتهاماته لزيدان أن روايته" عزازيل" مزج فيها الأدب الروائي بالتاريخ والعقيدة والشرح اللاهوتي، بنفس الأسلوب الذي كتب به "دان بروان" روايته المشهورة "شفرة دافنشي" وكسب من ورائها ملايين الدولارات.
واعتبر "بيشوي" أن تزييف حقبة من تاريخ مصر هو جريمة في حق مصر، فالتاريخ الذي زيّفه د. زيدان هو جزء من تاريخ المصريين كلهم في فترة زمنية قرابة الــ640 عام قبل دخول العرب مصر وليس تاريخ الأقباط المسيحيين وحدهم.
وتساءل سكرتير المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية: هل يصح أو يليق أن نتخذ من الديانة المسيحية العريقة والكنيسة المصرية المجيدة مدعاة للتسلية والتزييف؟ وماذا سيكون رد الفعل لو قام شخص ما بتأليف روايته تناظر هذه الرواية وبنفس مستوى التزييف والتحايل (الذي يسميه زيدان إبداع أدبيًا) ولكن بالنسبة للديانة الإسلامية؟ هل سيقبل أي مسلم غيور على ديانته المساس بمعتقداته وتزييف تاريخ الإسلام والتشكيك في مَوروثاته ومُسلماته، والإساءة إلى شخصيات قيادية يُكن لها كل تقدير واحترام؟
يتكون الكتاب من 384 ورقة من القطع الكبير وناشره دار أنطون بتكليف من مطرانية دمياط وكفر الشيخ والبراري بسعر 20 جنيه، ولوحظ أن مصمم الغلاف استخدم نفس فكرة غلاف رواية "عزازيل" ونفس نوع الورق ويحتوي الكتاب على ثلاثة أبواب.
الباب الأول: الأخطاء التاريخية ويحتوي على عشرة فصول ويرد الكاتب فيهم على زعم زيدان بموت آريوس مسمومًا واتهامه للبابا ألكسندروس بتدبير قتل آريوس، ويفند دعوى زيدان بأن الإمبراطور قسطنطين حرق الأناجيل المتداولة في ذلك الوقت ماعدا الأربعة المشهورة.
وينفي الكاتب أيضًا عمل الملكة هيلانة في بدايتها ساقية في مواخير الرُها، ويفند الادعاء بأن البابا ثاوفيلوس أسقف الإسكندرية بهدم معبد سيرابيوم على رؤوس الوثنين الذين تواجدوا فيه.
ويرد الأنبا بيشوي على فكرة تحريض القديس كيرلس الشعب المسيحي على قتل هيباتيا، وتصوير رجال الدين الأقباط بصورة منفرة وتشويه صورة الرهبنة واعتبارها بدعة والمبالغة في مديح نسطور على طول رواية "عزازيل".
وفي الباب الثاني بعنوان "الأخطاء العقائدية": يرد الكاتب على تشكيك زيدان في ألوهية المسيح وصلبه وموته، ويعرض شرح مبسط لعقيدة الكفارة والفداء والثالوث والتجسد وعقيدة طبيعة السيد المسيح، بالإضافة إلى تعريف حرومات القديس كيرلس أو "لعنات كيرلس" كما يسميها د. زيدان.
وفى الباب الثالث: يعرض الأنبا بيشوي مقال "حقيقة عزازيل" للبابا شنوده، ويتساءل هل رواية "عزازيل" إبداع أم خداع؟
ويختم الأنبا بيشوي كتابه بفصل بعنوان "النهاية الأليمة: انتصار عزازيل" الذي أكد فيه أن الرواية لا تقدم أي فائدة ترتقي بالإنسانية أو تخدمها بل إنها رواية تهدم القيم الأخلاقية التي تحمي المجتمع من الانهيار وتهدم أيضًا مجرد الإيمان بوجود الله وحقائق الإيمان المسيحي الأرثوذكسي.
ومرفق بالكتاب ملحق صور بالألوان للأنبا بيشوي مع الدكتور زيدان في مكتبة الإسكندرية وصورة لمخطوطات منها مخطوطة قبطية تعود إلى القرن الثامن تحوى وقائع من جلسات المجمع المسكوني الثالث في أفسس 431م. |