بقلم : عزة صبحى
حيث أن الشعب أصبح " لا يعجبه العجب ولا الصيام فى رجب"ودائما رافعا شعاره " الشعب يريد إسقاط النظام "، والشعب يريد" إسقاط فلول النظام "وحيث أن كل من يقترب من الساحة يتضح انه فل من هذه الفلول فيقوم فورا بالاعتصام ، والزحف الى الميدان فى جمعة مليونية ومظاهرة يومية ، تأتى من حيث لا تدرى وتتجمع من كل مكان ، وحيث انه أُرهق كثيرا فى ذلك الميدان فقد فكر فى فكرة جهنمية تغنيه عن تعب المظاهرات وتمكنه من التحكم فى الحكومات ، وهى تشغيل سيادة عظمة فخامة الرئيس القادم بالريموت كنترول ،

واتفق الجميع على هذه الفكرة حتى لا يتعرض الشعب لثورات اخرى و مخاطر اخرى وشهداء اخرى، فإذا قام الرئيس بعمل غير مرضى للشعب يتم توجيهه بالريموت فيعدل عن قراره واذا سولت له نفسه الفساد او الظلم والاستبداد ، يستطيعون رده مرة اخرى للطريق القويم الصحيح الخالى من الاستعباد ، واذا مل الشعب رئيسه وسأم عمله، أو وجهه أو "نيو لوكه" يضغط على زر الريموت فيقوم الرئيس بالتنحى الفورى ولا حاجة لمزيدٍ من الثورات ،عرضت الفكرة على الشعب فاقتنع بها اقتناعا رهيبا وبدأت الدعوة فى كل مكان " الشعب يريد رئيس بالريموت " وأيضا تم عمل صفحات على الفيس بوك تحت نفس الشعار " الشعب يريد رئيس بالريموت " وبالطبع تمت الاستجابة للشعب الثائر وتم عمل ريموت خاص بالرئيس القادم المنتخب، بعد عمل عملية جراحية مخية له بعد حلفانه اليمين تمكن الريموت من العمل الدقيق وعن بعد ليس ببسيط ،

هذا بالطبع بعد كتابة إقرار من جانبه أنه بكامل قواه العقلية ويتحمل مسئولية إجراء العملية المخية الريموتية، وإعفاء الشعب من تحمل أية آثار جانبية ، وبعد الموافقة على تلك الفكرة الجهنمية ، تصارعت وتكالبت الاحزاب والائتلافات وورؤساء الجروبات من الشباب والشابات على التحكم فى الريموت ، " ومين يضغط على الزر ومين يشغل سيد الكل" فتم اختيار " ميدان التحرير " مركزا للتشغيل ومنعا للاختلافات وارضاء للتكالبات تم صناعة نسخ كثيرة من الريموتات ، ريموت لكل حزب من الاحزاب و لكل ائتلاف من الائتلافات ، ولكل صاحب حركة من الحركات ولكل صاحب جروب على الفيس بوك او صاحب صفحة من الصفحات ،

هلل الشعب وفرح جميعا فالآن يستطيع حكم نفسه بنفسه ويستطيع ممارسة الديمقراطية والحرية بضغطة زر من أحد الريموتات ،ولكن الرئيس التكنولوجى المسكين ما كاد يتخذ ويعلن أول القرارت فى مؤتمره الصحفى الذى بثته مباشرة جميع القنوات حتى عمل واشتغل وتحرك فى جميع الاتجاهات ، ينفى ويؤكد ، ثم يؤكد وينفى ، يفتح فمه ليتكلم فيتقطع الصوت ويصمت ويحاول غلق فمه فينفتح ويتكلم ، يخفض الصوت فيعلو، ويعليه فينخفض ، ورأسه ويديه ورجليه يتحركون جميعا يمينا ويساراً ، وأعلى وأسفل ، فبدا كأحد الأرجوزات يتحرك فى جميع الاتجاهات فى لحظة واحدة ونفسٍ واحد ، مؤديا أروع العروض وأصعب الحركات ، وهذا لأنه يعمل وفقاً للعديد من الريموتات ، وبالطبع بعد هذا تحرك الشعب الذى لا يملك زر واحد من أزرار هذه الريموتات فقام بثورة أخرى رافعا شعار آخر " الشعب يريد توحيد الريموت " و لصعوبة تحقيق هذا المطلب نظرا لتمسك كل حزب وكل حركة وكل جروب وائتلاف بحقه فى ادارة الريموت ، غضب الشعب غضبا شديدا ورفع شعارا جديدا " الشعب يريد نسخة من الريموت " وبالطبع لم يتم تنفيذ هذا المطلب نظرا لكثرة العدد والتكاليف
، فغضب الشعب جدا وصعد سقف مطالبه الى " الشعب يريد اسقاط الريموت "