الأقباط...والطوفان 9
صدق أو لا تصدق... حل مشاكل مصر.. في يد الأقباط، لو...
بقلم: د. ميشيل فهمي
• الكل يسأل مصر.... إلى أين؟ وأنا أسأل بدوري: أين مصر....؟
• الطوفان: أكثر من 8 طوائف من الإسلام بالاضافة إلى صحيح الإسلام، إسلام الدولة الرسمي المتمثل في الأزهر الشريف منذ 1050 عامًا.
• منذ عقود عديدة لم يمارس الأقباط السياسة، وقامت الكنيسة عنهم بالدور السياسي باسمهم... ولخلط الأدوار ما بين الأرضي والسمائي وما نتج عن هذا الخلط.... قامت بالدور الخطأ..
• مطلوب بإلحاح وسرعة شديدين: وصول وتفعيل وسيادة روح ومبادئ ثورة 25 يناير إلى الكنيسة المصرية القبطية الأرثوذكسية... للضرورة المستقبلية القصوى.
• 10 مليون قبطي مصري بامكانياتهم وثقافاتهم وقدراتهم وخبراتهم، مُضافًا إليهم قدرات وخبرات وإمكانيات الأقباط ببلاد الانتشار، يساوون ويعادلون 50 مليونًا يضافون إلى مصر... فكيف يصمتون ولا يتفاعلون؟
• ولادة الحركة السياسية القبطية المصرية في العصر الحديث.. بدأت صباح السبت 9 مارس 2011 بماسبيرو.
• سيادة وتفعيل القانون... من أهم المطالب الأساسية لمسيحيي مصر بكافة طوائفهم ومذاهبهم، هل عطل المجلس العسكري دستور 71 أم عطل القانون؟ وشَرَع المجالس العرفية لضرب الأقباط فقط.
• لا شرعية للشارع... والشرعية للدستور والقانون فقط، لا توجد بالعالم دولة شوارعية، بل دول دستورية... مصر الآن دولة شوارعية أم دستورية...؟ التهريج القضائي بمحاكمة الشارع بمعرفة قاضٍ بدرجة نائب برئيس محكمة النقض السابق، للمجلس العسكري نقول: لا يوجد في العالم كله حرية مُطْلَقة ولا حرية بِلا ضوابط.....، وإلا هي الفوضي بعينها.
• لماذا يعيد المجلس العسكري غلطة السادات بإطلاق حريات الجماعات الدينية على عِلاتها وعنفها وأطماعها وعدم انتماءاتها والذين ردوا الجميل للسادات بالاغتيال؟
• ما زال الإعلام الاستهبالي الاستغبائي يقوم بدور فعال في إشعال وتأجيج الفتن الطائفية، وتسييد الانفلات الأخلاقي والديني علي حساب نجاحات ثورة يناير، وبغباء شديد يحاولون ترسيخ أيدلوجيات مغلوطة في الوجدان المصري، مثل موقعة الجمل متغافلين عن موقعة حرق مصر واقتصاد مصر والمؤامرات الخارجية عليها... والتعتيم الإعلامي على هذا مقصود.
• وزير الخارجية المصري الحاضر الغائب والصامت: وفي توقيت غريب ومريب يعمل علي مد جسور التعاون مع إيران التي أيدت ثورة مصر الإسلامية في 25 يناير، وما زال بها ميدان باسم "الإسلامبولي" قاتل السادات، رغم تصريحات السعودية الرسمية باتهام إيران باشاعة الفتن والتآمر علي الدول العربية بالمنطقة، وعملها السافر الآن بكل عداء سافر على تقويض كل دول الخليج العربي.. في البحرين والكويت والسعودية.... ولبنان.. إلخ، ولا ذكر لتآمرها علي مصر، هل يفهم الصامت في السياسة الخارجية المصرية؟ أم لا يقرأ ملفات المخابرات العامة الحارسة الأمينة على أمن الوطن؟
بعد الإنفلات المصري العام الذي يسود الخريطة المصرية الآن بكل واقعها ومواقعها، ظهرت مصر بمظهر أنه كان بها قبل 11 فبراير2011، 85 مليون فاسد ولص ومرتشي وناهب لثرواتها، وبعد 11 فبراير أصبح بها 85 مليون شريف ووطني ومنتمي... وهؤلاء يريدون بشدة إقصاء ومحاكمة وطرد ال85 مليون الأولين، معضلة سياسية اجتماعية لخبطية ومهلبية فكرية... لا تجدها إلا صناعة مصرية..... وسبحان مغير الأحوال....، لكن يبقي الأهم، حيث تشهد مصر في سابقة غير مسبوقة تاريخيًا، عن طريق الانفلات الديني الذي َفجَر في وجه مصر والمصريين، بل والعالم كله، العديد من شطوحات التيارات الإسلامية المُتَناحرة والمتقاتلة بينها وبين الآخرين من كل تيار وجماعة، تقاتلًا منهجيًا وفكريًا وعقائديًا بل وحتي سلوكيًا ومظهريًا،، وبينها وبين الإسلام ذاته كدين سماوي،.....حيث يخضعوه لتفسيراتهم البشرية لأغراض في نفس كل (يعقوب) لديهم، فلأسباب غير معلومة وغير مبررة حتي الآن، انفجر هذا الطوفان الديني الإسلامي مُتَعدد التوجيهات والتوجهات، وتمتاز بأن القاسم المشترك الأعظم بينها، بجانب استخدام العنف الٌمسَلَح هو أنه لا اتفاق بينهم على الإطلاق، باستثناء الإسلام الرسمي بمصر العربية، وهو الإسلام السُني الوَسَطِي المتمثل في الأزهر الشريف، وهذه التيارات مثل:
جماعة الإخوان المسلمون بخلاياها السرية والمليشيات، والعلنية، مجموعة الحركات السلفية (الأصولية والعقلانية)، جماعات الجهاد بكل أطيافها وطوائفها (الطائفة الأفغانية، والبوسنية، والقاعدية)، الصوفيين، جماعات التكفير والهجرة، التبليغ، الجماعة الإسلامية (قاتلو الرئيس السادات ومحاولتي قتل وزير الداخلية السابق "حسن الألفي" ورئيس الوزراء "عاطف صدقي" في أغسطس ونوفمير 1993)، جماعة السُنة المحمدية......وأحدثها ظهور – على استحياء– الجماعة الأحمدية نسبة إلى نبيها "ميرزا غلاك أحمد القادياني" والداعين الي الخلافة الإسلامية.....، كل هؤلاء مزودين بترسانة كلامية مهولة وقواعد لإطلاق صواريخ فكرية رهيبة من عشرات الفضائيات والصحف والمواقع الإليكترونية، مع ظهور إعلامي كثيف لكافة قادة وزعماء وأعضاء هذه التيارات الإسلامية، الشاردة عن صحيح الإسلام....
ورغم اختلافاتهم الرهيبة... لكنهم وللتكالب الشديد على قضم كعكة الوطن والنهش في جسده العليل وفي المواطنة بأكبر قدر ممكن، بدأ التنسيق وبدأت عمليات التربيطات والاستقطابات الميكيافيللية فيما بينهم البعض للتترس في مقابل الجبهات والجهات الليبرالية والاشتراكية والعلمانية وكافة المصريين الغير منتمين لأي منهم المنادين بمدنية الدولة المصرية، وأعدي أعداؤهم بجانب الأقباط، هو الأزهر الشريف.
ويشتد سعَار هذه الجماعات كلما اقترب موعد الانتخابات، وفي نفس الوقت يزداد ضبط أنفسهم – المصطنع - تِجاه الأقباط.. فبعد تدمير وحرق كنيسة إطفيح وقطع أذن المدرس القبطي، وغزوة الصناديق للشيخ الجليل محمد حسين (يعقوب) وقتل شهداء المقطم والبدرمان واختطاف المسيحيات وترويع الأقباط وكافة المسيحيين بمصر...إلخ ومهاجمة ميليشيات الأخوان المسلحة لمساجد وزارة الأوقاف واستيلائهم علي 40 مسجدًا، وتجمع كبير منهم بمدينة المنيا يحضور القيادي الاخواني الكبير محمد البلتاجي أثناء مهاجمة مباحث أمن الدولة وردد تالبلتاجي قائلًا: إن الإخوان لديها مليون ونصف متطوع يمكنهم القيام بمهام الشرطة..(تصريح في منتهى الخطورة)، وقيام أحد المعتقلين الإخوانيين والمفرج عنه حديثًا ومعه الشيخ "محمد حسام" وبرفقة 50 عنصرًا من عناصر الإخوان باقتحام مسجد الإخلاص بالجيزة، عقب صلاة العشاء، وأعلنوا الاستيلاء عليه مع المساجد الأخرى... وعشرات الحوادث من اللجان الشعبية منهم والاستيلاء على العديد من مدن وقرى الصعيد، وسيطرتهم في الإشراف الجبري والقهري على الأسواق والمخابز.. إلخ. وآخرها في المنيا بمهاجمة مكان عزاء القس "داوود بطرس" راعي كنيسة قرية شطب بقاعة العزاء بمطرانية المنيا.. المجال لا يسمح بالسرد الكامل لمثل هذه الأحداث والحوادث، للتدليل على أنه لا يمكن التغيير من العقائد.. إلا كذبًا ومواراة...
لكن فجأة باعوا دينهم وعقائدهم ومبادئهم.. بدنياهم وكسب مقاعد الحكم البرلماني..، وذلك بتغيير لونهم وجِلدهم وسلموا أنفسهم جميعًا لمبدأ (التقية)، فتغيرت ألوانهم وأفعالهم وأقوالهم فأصبح الانتماء الأول للوطن وحب الوطن، بعد أن كان للخلافة الإسلامية كلها.. حيث لا أوطان في معتقداتهم جميعًا، والوطن الوحيد الذي يجب الانتماء اليه هو الدين الإسلامي فقط (من وجهة نظرهم).. وبعد أن كان الأقباط من أهل الجزية، ولا ولاية لقبطي علي مسلم، ولا أحقية لهم في التجنيد بالقوات المسلحة، ولا حق لهم في أي مناصب عليا... أصبحوا فجأة وفي سبيل قضم الكعكة، هبطت عليهم روح السماحة والتسامح، والسلوك الملائكي المتقيل للآخر الذي أصبح فجأة ومنذ 80 عامًا..إخوة وشركاء الوطن.
في مقابل كل هذا علي الجانب القبطي، رغم خطورة الموقف الحالي والمواقف السابقة، المليئة بالأزمات التي واجهها الأقباط لا يوجد علي الساحة المصرية، لا تنظيم ولا جماعة ولا جمعية ولا هيئة قبطية واحدة تعمل بالعمل السياسي... في مواجهة هذه التيارات الجارفة من تيارات الإسلام السياسي السيادي والمُتَسَيِدّ، بل علي العكس نجد – حتي وقت قريب جدًا – السلبية الكاملة على الساحة السياسية المصرية، التي تصل الي حد اللامبالاة في كثير من المواقف الجادة، وذلك لسبب رئيسي ضِمن عدد من الكثير من الأسباب، هو ارتماء كل الأقباط – إلا أعداد قليلة جدًا منهم – في حضن الكنيسة ورجالها، الذين قاموا بالنيابة عنهم بكل الأدوار بالوطن: سياسيًا وتعليميًا واجتماعيًا واقتصاديًا وإعلاميًا وثقافيًا ورياضيًا وحتي فنيًا، مُسَلِميِن أنفسهم بالكامل ومنصاعين لكل ما يقوم به رجال الكهنوت في هذه المجالات حيث لا نقاش ولا جدال، ولا صوت يعلو علي صوت قداسة البابا والمطارنة والأساقفة والقمامصة والقساوسة.. في هذه الشئون...والشجون الدنيوية، ومن يتبعهم من أعضاء الشلليات الخاصة بهم..، وكان خلط الأدوار هذا يتم خصمًا من حساب الدور الديني والكهنوتي والخدمي الذي هو الدور الأساسي للكنيسة.... فنتج عن ذلك الكثير من السلبيات في كل هذه الأدوار، منها استلاب الكهنوت الشخصية القبطية المصرية، مما أدى إلى انعدام المجتمع المدني القبطي، الذي كان من المنوط به القيام بأداء كل هذه الأدوار....وبذلك انعدمت الحياة السياسية لأقباط مصر، فيما عدا تمحورها وتمركزها في شخص وشخصية قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث...، وأصبح الموقف كالآتي:
فريق من التيارات الإسلامية السياسية كثير العدد والعُدَةّ، مُدرب على الممارسة السياسية بتنظيمات قوية، وهياكل وكوادر على أعلى مستوى... مُمْتَدة من أسوان إلى الإسكندرية... وفي مقابله شخص واحد غير مؤهل على الإطلاق، إلا على الممارسات الروحية والأقوال والتعاليم السمائية، حيث من المفترض إعطاء ما لله لله، وما لقيصر لقيصر.....، وقد أثبتت الأيام عدم خبرة ومهنية رجال الكنيسة في ممارسة الشئون السياسية، مثل الرأي الرسمي الذي أبدته الكنيسة قبل عدة شهور قبل 25 يناير، مثل:
تصريحات حضرة صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا "بيشوي" -مطران دمياط وكفر الشيخ وسكرتير المجمع المقدس بالكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية: "أن جمال مبارك لا يحاول أن يصنع دعاية لنفسه عن طريق الوعود البراقة، أو دعاية مكلفة، ولكنه يتلامس مع الشعب الذي يحتاج إلى من يسمعه ويخفف عنه متاعبه"، مشيرًا إلى المثل القائل بأن "سيد القوم خادمهم".
كما أشار الأنبا بيشوي إلى ما قاله قداسة البابا شنودة في حق جمال مبارك من أنه محبوب من الشعب كله، معتبرًا أن ذلك "حديث متوازن جدا، لأن الأخير يتصف بالثقافة الكبيرة والخبرة الاقتصادية التي اكتسبها عبر سنين الدراسة والعمل داخل وخارج مصر".
وقد ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية في أغسطس 2009 أن البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اقتحم عالم السياسة المصرية عندما وصف جمال مبارك أمين السياسات بالحزب الوطني الحاكم ونجل الرئيس المصري حسني مبارك بأنه أفضل مرشح لخلافة والده علي كرسي الرئاسة.
كما أيد الأنبا "مرقص" -رئيس لجنة الإعلام بالمجمع المقدس وأسقف شبرا الخيمة، هو الآخر قول الأنبا بيشوي، قائلا: "جمال مبارك تربى في بيت سياسي منذ نعومة أظافره فشرب السياسة ممن له خبرة وحكمة، إضافة إلى أنه رجل اقتصادي تحتاجه البلد، والمحيطين به شباب اكتسبوا خبرات من علاقاتهم به، فهو شاب لا يهدأ إطلاقا في عمله، ويهتم بالشباب خاصا المحتاجين منهم ومعتدل في علاقاته..
هذا نموذج فقط، بالإضافة إلى سوء إدارة أزمتي "وفاء قسطنطين" و"غادة الكاميليا"، ولن أزيد في هذا، حيث قتلته بحثًا ودراسة ً منذ 2008 في الروابط التالية:
http://www.copts-united.com/08_copts-united_08/wrrr.php/2008/11/03/12969.html
http://www.copts-united.com/08_copts-united_08/wrrr.php/2008/11/19/13643.html
http://www.copts-united.com/08_copts-united_08/wrrr.php/2008/12/01/14108.html
http://www.copts-united.com/08_copts-united_08/wrrr.php/2009/01/23/15906.html
http://www.copts-united.com/08_copts-united_08/wrr/allwr.php?ucat=129
لابد من الاعتراف بأنه وفي صباح السبت 5 مارس 2011 تغير الحال إلا قليلًا، حيث خرج فيه الأقباط من الحضن الكنسي السياسي لأول مرة منذ حوالي 40 عامًا، فقد تجمع الأقباط الأرثوذكس تمهيدًا لِبِدء مظاهرات احتجاجية كبرى أمام مبني التليفزيون بماسبيرو، بشأن عدة مطالبات تمس مواطنتهم وحقوقهم، ولأول مرة يسمع العالم زئير وهدير الصوت القبطي المصري من داخل مصر، شباب وشيب، رجال ونساء، مُسلحين بثبات العقيدة وأحقيتها في أن تُمَارس ببلدها... متظليين بمظلة حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية بالأمم المتحدة... إلخ، مما اضطر المسئولون لإظهار كل ذلك بالصوت والصورة على العالم أجمع.
وأحد أهم الحلول أمام الأقباط بمصر وخارجها، هو:
• 10 مليون قبطي مصري بإمكانياتهم وثقافاتهم وقدراتهم وخبراتهم، مُضافًا إليهم قدرات وخبرات وإمكانيات الأقباط ببلاد الانتشار يساوون ويعادلون 50 مليونًا يضافون إلى مصر... فكيف يصمتون ولا يتفاعلون؟
وإلى بقية... ضرورية.. إنشاء الرب.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :