هل الإخوان منحرفون جنسياً؟!
مقالات مختارة | حسين القاضى
الاربعاء ١ نوفمبر ٢٠١٧
كانت أول قصة من الانحراف الجنسى لجماعة الإخوان مرتبطة بـ«عبدالحكيم عابدين»، زوج أخت «حسن البنا»، أنشأ «عابدين» نظاماً خاصاً يهدف إلى زيادة الروابط الاجتماعية بين عائلات الإخوان، وكان هذا مدخلاً لتعرفه على نساء الإخوان، وفى عام 1945م اتُّهم «عابدين» بإقامة علاقات جنسية مع عدد من نساء الإخوان، وشكل مكتب الإرشاد لجنة للتحقيق انتهت بإدانته، لكن «البنا» لم يتخذ إجراء ضده، مما أثار حفيظة مسئولى الإخوان، مثل أحمد السكرى. (انظر وثيقة شهادة أحمد السكرى، جمعها صالح السبتى، من ص 60 إلى ص 95).
ومنذ عدة شهور اختلف شباب الإخوان الهاربون للسودان مع طريقة إدارة الإخوان للأزمة، فقامت الجماعة بطردهم من السكن، فلجأوا إلى البارات والشرب والتدخين، وهو ما اعترفت به الجماعة نفسها.
وفى الأسبوع الماضى كان الإخوانى المشهور الدكتور «طارق رمضان»، المحاضر بجامعة أكسفورد، وحفيد حسن البنا «ابن بنته»، ونجل أبرز مؤسسى التنظيم الدولى للإخوان فى أوروبا، على موعد قضية تناولتها الصحافة الغربية تتحدث عن سيدة فرنسية «تونسية الأصل» اسمها «هند عيارى» اتهمته بالتعدى الجنسى عليها، وقالت إنها كتمت الخبر خوفاً منه، لكن الآن زال خوفها، فقررت التصريح، وألفت كتاباً عنوانه: (قررت أن أكون حرة)، روت فيها قصتها من التشدد السلفى إلى الحرية، وتعرضها للمعاشرة الإجبارية من «الزبير»، وقصدت به «طارق رمضان»،
هذه نماذج من انحرافات الإخوان، ولكن تم استخدامها بطريقة غير أخلاقية وغير إنسانية من خصوم الإخوان، ذلك أن الانحراف الجنسى لبعض أفراد الإخوان لا يعنى أبداً أن هذه سمة فى الجماعة، حتى نعممها على الجماعة كلها، وكما يقع الانحراف الفردى من الإخوانى فهو يقع أيضاً من الليبرالى والعلمانى والسلفى والمتعلم والجاهل، ومن المدرس والصحفى والطبيب والمهندس، وهو هنا انحراف شخصى لا يعبر عن مؤسسته أو جماعته أو عمله.
أثق أن «طارق» برىء من التهمة، لسبب بسيط وهو أن الرجل عنده هوس شديد بفكرة أنه مراقب من أجهزة الاستخبارات المختلفة، خاصة الاستخبارات الفرنسية التى صرحت بذلك أصلاً، فلا يعقل أن يكون كذلك ثم يمارس هذه الأفعال فى فنادق فرنسية، حيث إن الأجهزة الفرنسية تتربص به الدوائر، وقد ذكر لى صديق مشترك بينى وبينه أنه كلما اتصل به جعل الاتصالات قصيرة جداً، لأنه مهووس بفكرة أنه مراقب، فلا يعقل أن يقوم بجريمة أخلاقية بهذه الصورة الساذجة.
إذاً.. الانحراف الجنسى إن وقع من بعض أفراد الإخوان، فالمسئولية تقع على الشخص لا على جماعته، وأكثر حكايات الانحرافات الجنسية عندنا ملفقة ولا أساس لها، والعاقل هو من يمنع لسانه من الخوض فى الأعراض، سواء أكانت أعراض إخوان أو غيرهم، وأكثرنا عقلاً من يرفع شعار (الستر على خلق الله)، ويكتفى ببيان انحراف الإخوان فكراً ومنهجاً، ويترك الخوض فى أعراضهم بحق أو بغير حق، لكن هذا لا يمنع أن الجماعة بجانب انحرافها الفكرى انحرفت على مستوى البذاءات والسخائم والشتائم التى صارت شعاراً لها، ويكفى أنها أدخلت ألفاظاً (قبيحة) فى سياق معارضتها للرئيس السيسى، حين كتبت: انتخبوا.... وهى كلمة تأبى الأسر المحترمة صدورها من أولاد الشوارع، فضلاً عن صدورها ممن يرفعون شعار الدين، ولكن هذا شىء واتهامهم فى أعراضهم شىء آخر لا يجوز.
والحكاية -فى تقديرى- أن الأمر من قبيل الاستدراج الربانى، الذى ينزع الله فيه القيم من بعض الأفراد لكى يطلقوا ألسنتهم فى أعراض الإخوان، ليذيقهم الله من نفس الكأس التى أذاقوا منها خصومهم، وافتروا على خلق الله، فانطلقت صفحاتهم لاتهام فلان وفلان، فأراد الله أن يذيقهم من كأس هم منها براء، كما أذاقوا غيرهم من كأس هم منها براء، وقريب من هذا (القهر الإلهى) فى اعتصام «رابعة»، ومعناه أن الله -سبحانه- قد يرى عبده متكبراً ومستعلياً بتدينه وجماعته، فيقهره الله على يد عباده سواء كانوا جيشاً أو شرطة، ويمزقه كل ممزق، ويشتته فى البلاد، ويسد أمامه آفاق الترقى وإعمال العقل.. فالعلاج هنا «تزكية مفقودة» وليس «سياسة».
نقلا عن الوطن