الأقباط متحدون - لا تطفئوا الروح
  • ١٦:١٢
  • الخميس , ٢ نوفمبر ٢٠١٧
English version

لا تطفئوا الروح

سامية عياد

مع الكرازة

٥١: ١٠ ص +02:00 EET

الخميس ٢ نوفمبر ٢٠١٧

ارشيفية
ارشيفية
2/11/2017

عرض / سامية عياد
نور فى الظلام ، استنارة للنفس ، راحة للقلب .. هكذا الروح القدس الذى نناله بالمعمودية يتوهج كالنار ثم الى نور يضىء لنا الطريق ، لذلك يوصينا القديس بولس الرسول أن "لا تطفئوا الروح".. 
 
قداسة الأنبا تواضروس الثانى فى عظته "لا تطفئوا الروح " حدثنا عن ثلاث نقاط تسبب انطفاء الروح ، أولا : محبة الماديات ، فالماديات والمكاسب الشخصية تطفىء نار الروح القدس التى فى داخل الإنسان لأنها تشغله بشىء آخر ، فلا يرى فى الوجود غير نفسه ، وبصور متنوعة يحاول الشيطان أن يغريه كل يوم بالماديات ليبعده عن الله ، ثانيا: الشهوات،  خاصة الشهوات الجسدية مثل شهوة الطعام وشهوة الجنس وشهوة الشراء .. كل هذه الشهوات تجعل روح الله العامل فيك ليس متوهجا ، ثالثا : الفلسفات ، هناك أنواع من الفلسفات تصل بالإنسان الى إنكار وجود الله وتصل الى الإلحاد ، وتصل الى الأفكار الشاذة ، مثال صيحات اليوم فى العالم بالزواج المثلى وأخذوا علامة من علامات الكتاب المقدس التى أوجدها الله فى الطبيعة ، علامة قوس قزح لتكون علمهم ، فهذا نوع من الفلسفات التى تطفىء الروح .
 
الإنسان الذى تنطفىء الروح بداخله يتصف بالعقل المظلم وغياب القدرة على التمييز والإفراز ، فعندما تنطفىء نار الروح  يغيب النور ويفقد الإنسان الاستنارة لروحه يقول يوحنا ذهبى الفم "إن عمل الشيطان الرئيسى عند اقتحام قلب المؤمن هو تحطيم عمل الروح فيه حتى يسلبه كل حياته" ، الفتور الروحى ، حيث يصاب الإنسان بكسل روحى وفتور يتحول الى برودة روحية ثم الى غربة روحية ويهمل الممارسات الروحية من صلاة وقراءة وتسبيح وحضور الاعتراف والتناول ... ، أيضا  يشعر الإنسان بالتوهان فيصبح مرتبك فى أموره وحياته كما يسميها الأباء "الغفلة" ، لا هو نائم ولا هو مستيقظ ولا يشعر لحياته بمعنى .
 
ويضع أمامنا قداسة البابا تواضروس ثلاثة مقترحات لكى يشعل الإنسان الحرارة الروحية بداخله أولا: روح الصلاة ، الصلاة هى التى تشعل نار الروح فينا كما يقول المزمور "عند لهجى اشتعلت النار ، تكلمت بلسانى" ، هناك صلوات قصيرة يمكن أن نتلوها فى أى وقت باستمرار "يا ربى يسوع المسيح ارحمنى أنا الخاطىء" هذه الصلاة تجعل مشاعر الإنسان وروحه دائما دافئة وحارة بعمل الله فيها ، ثانيا: المحبة ، حيثما يوجد الحب الحقيقى يوجد الله ، وسيلة التعبير عن الإيمان هى المحبة ، المحبة تحول الإيمان النظرى الى إيمان عملى ، حينما يشتعل حب الله فى القلب يكون الحب هو أساس كل علاقاتنا مع كل أحد وكما غفر الله لنا نغفر للآخرين وكما صالحنا نتعلم أن نتصالح مع الآخرين ، ثالثا: التوبة ، بها يسترجع الإنسان حرارته الروحية وقوته ، فالخطية تطفأ عمل الروح وتبرد الإنسان لكن بالتوبة المستمرة يتقد الإنسان روحيا من جديد مثلما حدث مع المرأة السامرية عندما تقابلت مع الرب يسوع توهجت الحرارة الروحية بداخلها .
 
هب لنا يا رب حرارة روحية بداخلنا ، لا تطفئها شهوات أو ماديات أو فلسفات خاطئة ، بل تكون متوهجة باستمرار بالصلاة والمحبة والتوبة ...