بقلم : شادى جاد
اعتدنا عندما كنا اطفالا على قانون اللعبة الذى يقول : صاحب الكرة هو من يؤسس الفريق . ولهذا كان يحرص كل واحد ممن يرغبون اللعب وقدراتهم ضعيفة ان يحضر بكرته معه لكى يتأكد ان سيكون له مكان فى اللعبة.. وكان محترفون اللعب ينزعجون لأن هذا القانون سيؤثر على مدى احترافية اللعب وذلك لوجود ضعاف القدرات يتحكمون فى التشكيل بل ويتحكمون فى زمن المباريات طبقا لمواعيد خروجهم وعودتهم للمنزل.
وعندما جلست مع المتضايقون من هذا الظلم واتفقنا ان نجمع بضعة جنيهات لنشترى كرة ونلعب بها , تفاجأت ان عند التنفيذ لم اجد احد اللعيبة وبدأوا يتهربون من الدفع بحجة ان المصروف لايكفى واننا لانلعب يوميا و اين سنحتفظ بالكرة فى اوقات عدم اللعب .. وغيرها من الاسباب التى لاتتوافق مع حالة عدم الرضا من المستبدين ضعاف المهارات الرياضية ومحترفوا التمرير والتسديد.
العقل يقول ان المعترض فليبدى اعتراضه عمليا وليس نظريا . ليس بالاشتباك مع المعارض ولكن بالتنفيذ فى الاتجاه الاخر . فلنتخطى مرحلة الاعتراض وتخوين الاخر ولنبدأ فى التنفيذ ..
الراغب ان تكون مصر دولة اسلامية فقد بدأ برنامجه . ولكن لماذا لا يبدأ المعترض ويكافح لجعلها دولة مدنية ديموقراطية ؟! ماذا ننتظر حتى تبدأ اللعبة بطريقتنا نحن المعترضون ؟ تمسكهم باللعب على طريقتهم واحضار الكرة معهم انما هو ضعف مهارات ويخشى ان يتأسس الفريق بدونهم .. وعلينا التنفيذ ونحن متغصبون ؟ اى منطق هذا ؟ فلنبدأ بالجلوس مع بعضنا البعض ونتفق على اسس اللعبة ونقتنى الكرة _ نحن الاغلبية المدنية_ ونبدأ اختبار القدرات والاقدر مستمر على الارض .
وعدنما تبدأ اللعبة وتقف الدولة على قدميها ارنى مهاراتك _ انت كداعى ان تكون مصر دولة اسلامية _ وافرض نفسك بقدراتك وتدريباتك المستمرة وساعتها سيكون لك مكان وربما تقود الفريق لأن الكرة من حق الجميع وليست حكرا على مجموعة معينة , الا اذا كان لديك شك فى داخلك من قدرتك على المنافسة الحرة وتحرص على اللعب بطريقتك حتى لاتجد نفسك غير قادر وليس لك دور وتعود باكيا لأنك غير مشترك مع الاكثرية .
اناشد اصحاب العقل الذين يؤيدون مدنية الدولة ان نبدأ جميعا لنوازن الامور بالجمعيات المدنية وتوعية الشعب بأن المدنية ليست كفرا ولكنها حقوق متساوية والاقدر على الاستمرار هو من يظهر على الساحة ولنكن مواطنين فى دولة حرة وكل واحد منا يمارس حياته وشعائره الدينية بكل حرية طالما لايتعارض مع احد .. ولنحصل على فرص متساوية فى الحياة والتعبير المسئول .. وكانت مفاجأتى حين سمعت احد الشيوخ يفسر الليبرالية ان :" اليبرالية ان امك تسير فى الشارع بدون حجاب " ! .. المشكلة ليست فيهم .. بل فينا نحن المعترضون .. فلنبدأ الان .. ولا تعليق !!