ضرورة الحب

أرى عزيزي القارئ وأنا أكتب تلك السطور، احتفالاً بالفالنتين، أن من الضروري أن تعمر قلوبنا بالحب، وهناك ضرورة لذلك بل أن من الوارد أن نضحي بالكثير ليغزو ويحتل الحب قلبنا.
 

قصة فيلم مدينة الملائكة أو"city of angles"  الفيلم اللي بيحكي عن طبيبة جراحة قلب اسمها ماجي (ميج ريان) في لوس أنجلوس، وتقابل ماجي في المستشفى الملاك سيث (نيكولاس كيدج) اللي هو الملاك المسئول عن قبض أرواح الناس اللي حتموت، وتنجذب ناحيته، ويشعر سيث بعاطفة غريبة تجاه ماجي، لا يجد لها تفسير، ويكتشف سيث أن (ميسينجر) وهو رجل مريض بالمستشفى يقدر يشوفه، ويعرف أنه كان ملاك قبل كده بس تخلى عن قدراته عشان يتحول إلى بشري، فيقرر سيث أنه يعمل زيه عشان يفضل مع ماجي، وبعد تحول سيث لبشري بفترة قصيرة جدا تحصل حادثة لماجي وتموت.

يحصل هنا حوار عظيم جدا بعد موت ماجي، بين سيث اللي اتحول لبشرى واحد زملائه القدامى اللي لسه ملاك، يسأله فيها زميله "لو كنت عارف اللي حيحصل؟ لو عرفت أنها حتموت بعد ما تتحول لبشري على طول، هل ساعتها كنت حتقدم على اللي أنت عملته؟ هل كان الأمر يستحق ذلك؟"

فيرد عليه سيث و يقوله "أنا كنت أفضل أن احظى بلحظة واحدة فقط أتنفّس فيها عبير شعرها، أن ألمس يديها مرّة واحدة، أفضل عندي من العيش إلى الأبد في الخلود بدونها."
 

صحيح الحب فرصة وإن لم نغتنمها سنفقد الكثير، ولكن عليك متى وجدتها، أن تتأكد أن من ستقدم له حبك يبادلك حباً بحب، وإلا ستعيش في عذاب أبد الدهر، ودعني عزيزي القارئ، أجذبك بعيداً عن الفكر الرومانسي الذي طبعته الرواية عليك، بل فرضته أجواء الفالنتين، لأحيلك لحب أكبر وأعم وأشمل، ذلك الحب الذي يجب أن نتبادله جميعاً ونحمله حيال بعضنا البعض، وإلا ما استحققنا أن نكون بشر، ولذا أتمنى من حضراتكم سادتي القراء، أن نجرب في الأيام المقبلة بل من الآن -بإذن الله- تجربة بسيطة وهي أن نقدم الحب للآخر مهما كان.
 

أرجوكم جربوا، تطبطبوا على بعض، ولو مش عارفين تعملوا كده، فأرجوكم متكسروش في بعض، كل واحد مننا بيخوض معركة كل يوم، محدش تاني يعرف عنها حاجة، اسندوا بعض،  ولو مش عارفين تسندوا بعض، بطلوا تجريح في بعض، بلاش الكلام اللي زي الدبش، فكروا في كلامكم كويس قبل ما تقولوه، في ناس ممكن تكون بتعاني في الحياة دي، وده بسبب كلمة سيادتك قلتها، وجايز جدا متكنش تقصدها، طبطبوا على قلوب بعض عشان ربنا يطبطب على قلوبكم.
 

المختصر المفيد الحب سيبقى يا ولدي أحلى الأقدار.