القائد يبلسم جراح ضابطه العائد
مقالات مختارة | حمدي رزق
الخميس ٢ نوفمبر ٢٠١٧
عودة النقيب محمد الحايس تِسْوى كنوز الدنيا، وزيارة الرئيس لابنه العائد باكراً صورة تتحدث عن نفسها، ردٌ قاسٍ على السفلة والأوغاد الذين شمتوا فى حادثة الواحات، لطمة على وجه الإخوان والتابعين وسفلة النشطاء المتسافلين على حُماة الوطن، سوَّلت لهم أنفسهم الفسفسة والتغريد فى ظرف جد عصيب، خونة الأوطان، كانوا يختانون أنفسهم فى المضاجع الإخوانية.
عودة «الحايس» نصرة قوية، وبيان المتحدث العسكرى يفيض بالقوة والعزة والنصر، والغُرُّ الميامين الذين خاضوا هذه المعركة مع أعتى الخلايا الإرهابية أثبتوا شجاعة، لطموا المتقوِّلين على وجوههم وأقفيتهم وهم يجلسون أمام شاشات الحاسوب يهللون ويُكبِّرون مع سقوط الشهداء.
صورة «الحايس» عائداً لأهله ولناسه، عودة بطل تحمَّل ما لا يحتمله إنسان، وحرَّره أبطال، لم يناموا عن ثأر، وكان نصرهم باهراً، بعملية نظيفة وراءها عقول معتبرة خطَّطت، ونفَّذت، وكانت الخطورة ماثلة على حياة «الحايس»، وعودته سالماً هى الهدف الذى يترجم معنى الثأر.
ومنين نجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه، أسبوع من الضربات الخاطفة على الحدود الغربية لأرتال من العربات المتسللة فى محاولات عقورة لضرب أهداف مُعدَّة فى أقبية استخبارات دولية، وبتمويلات خيالية، واستُجْلِب لها داعشيون مُدرَّبون على حرب العصابات فى الصحراء.
يقيناً لن تكون آخر المواجهات، فخط المواجهة بات مفتوحاً، والمواجهات مع جماعات ودول واستخبارات عالمية، والمحاولات ستتكرر تباعاً، وسقوط شهداء وارد، وحرب العصابات خدعة، ولربما يصيب الإرهاب هدفاً، فلا تجزعوا، فما يذاع عليكم سوى النزر اليسير من مواجهات على الحدود لا تتسع لذكرها السطور، والنصر حليف قواتنا ولكن ليس كل ما يعرف يقال، وليس كل ما يقال يذاع أو ينشر، فى مثل هذه الحروب الكلمة تقتل والمعلومة تفرق، والعدو متربص بكم الدوائر.
ولمن أحزنتهم حادثة الواحات وباتوا غاضبين، شفت غليلكم قواتكم (جيش وشرطة)، وأراحت قلوبكم، وغداً هناك ما هو أكثر، وما لا يُعلن أن أولادكم يخوضون حرباً استثنائية فى ظروف استثنائية، الإرهاب يتربص بالحدود، حتى بق الميه فى نهر النيل مهدَّد، هذه حرب مصير ووجود.
ويعلم الله كيف أن التكليف الصادر من الرئيس كان حساساً ووطنياً وملهماً، عودة «الحايس» حياً مهما كان الثمن، لا يقبل قائد محترم على جنوده أسراً، وكيف كان أهل الشر يرومون استخدام صوره، وانتظرها الخونة فى الجزيرة وأخواتها فى تركيا ليتشفوا فى ضابط مصرى وقع فى براثن الإرهاب.
لن يندثر الإرهاب سريعاً، والمعركة طويلة، ومخطط الدفع بأفواج من الإرهابيين على مدار الساعة وعلى مختلف خطوط الحدود، والحمد لله أن هيَّأ لنا أجهزة معلومات واستخبارات تخوض واحدة من معارك المعلومات العابرة للحدود ما مكَّن قواتنا من إجهاض عشرات مثل عملية الواحات، والإجهاز على آلاف من الإرهابيين، وتدمير آلاف السيارات التى تحمل الخراب.
عودة «الحايس» قطعت قول كل خطيب، ترجمة أمينة وصادقة لبيانات الأجهزة الأمنية، وصورة تعيد الثقة التى كانت المنابر الإخوانية تهزها فى نفوس المصريين، الحرب النفسية أعتى الحروب، وحتماً ولابد من تحصين المصريين من مخططات إفقاد الثقة، الحرب خدعة كما يقولون.
نقلا عن المصري اليوم