الأقباط متحدون - الرقاب الغليظة!
  • ٠٨:١١
  • الجمعة , ٣ نوفمبر ٢٠١٧
English version

الرقاب الغليظة!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الجمعة ٣ نوفمبر ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

جُبلوا على السفاهة وقلة القيمة، جلودهم سميكة.. تخينة، ورقابهم غليظة حتى على حبل المشنقة.

لاحظ المستشار محمد شيرين فهمى، رئيس محكمة جنايات القاهرة، فى بداية جلسة المحاكمة جلوس «بديع» موجها قدمه فى وجه المحكمة، فأخبره بضرورة الاعتدال فى جلسته، وبعد مرور بضع دقائق، لاحظت المحكمة استمرار وضع المرشد كما كان، فعلق محذرا إياه: «ما تفعله ستعتبره المحكمة ازدراء لها، وستضطر لاتخاذ إجراء قانونى ضدك وتعاقبك»، فاعتدل بديع فى جلسته داخل القفص!!.

صنف يخاف ميختشيش، صنف جبان، تحترمه يمدد رجليه فى وشك، تظهر له العين الحمرا يلم نفسه خوفا أن تمده على قدميه، تصرفات الصغار التى يفتعلها إرهابيو الإخوان فى قاعات المحاكمات تظهر مدى تصاغرهم، قال يعنى المرشد مدد رجليه فى وش القاضى.. تكبير.. تهليل!!.

كبير السن الذى يتصاغر إلى هذا الحد ويلقى تعنيفا من قاض فى عمر أولاده، يقينا صغير حتى على هذه المحاكمات الكبيرة، قمة التفاهة والوضاعة أن تمدد قدميك فى وجه الناس، ولكن نجيب منين ناس لمعناة الكلام يفهموه.. الجبن سيد الأخلاق، نزّل رجلك، فربع يديه واعتدل صاغرا!.

إذا كان مرشدهم بقدميه ممدا فى وجه القضاة فشيمة إخوانه التسفل فى مواجهة الشعب، قال يعنى لا يأبه بالقاضى ويستفزه، فَخَد على دماغه واعتدل بعد اعوجاج، راضعين من بعض، بديع مثل رئيسه الخائن الجاسوس الذى لا يعترف بالمحاكمات الجارية التى وصمته بالخيانة، يطالب بمحاكمته كرئيس وليس كجاسوس، ولكنه مثل أى جاسوس مطيع فى القفص، اسكت يا مرسى، حاضر، ويسكت ساكت خالص، وكان عامل فيها سبع رجاله!!.

هرمنا، طالت محاكمات هؤلاء الخونة المجرمين طويلا، وصارت تطاولاتهم متكررة، وتجاوزاتهم مخجلة، ونوادرهم مضحكة، مثل حكاية «البط بالكارى»، العجيب أنهم فاصلين تماما عما جرى ويجرى فى البلاد، وتجمدت عقولهم عند 3 يوليو 2013، يوم خلعهم الشعب، ودخلوا السجون أو عادوا إليها باعتبارهم من «أرباب السجون».

كبارهم يعانون من حالة إنكار تدهش علماء النفس وتصدم النظريات النفساوية، فطفقوا يعبثون لتبويظ المحاكمات، أما صغارهم فتحولوا إلى عقورين ينهشون فى لحم الوطن، مطالعة صفحاتهم عار وشنار، يشمتون فى الوطن وأحزانه، فإذا ما فقد الوطن شهيدا برزوا فرحين، وإذا ما قبض الله روح عالم أو مفكر أو فنان رموه بكل نقيصة، ودعوا عليه بالعذاب، وكأن باب السماء مفتوح لغثائهم، فرجة تنفذ منها دعواتهم بالشر على الناس.

هذا الجيل الإخوانى بيننا شارب السم، ويستبطن ثأرا، وينام على ثار، وإذا تمكن لن يعفو، ويتمنى خرابها، وسقوطها، وزوالها، بلغت الحالة المستعصية تمنى زوال النعمة، يمشون بين الناس بالباطل، على غش وخداع، ويحملون فى بطونهم حملاً سفاحاً، ويقتاتون مرارات.

أخطر من هذا الجيل الفانى فى السجون الأجيال الطليقة فى الطرقات، مطلوقة علينا، أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون. أما جيل الأطفال فمصيبة سودة، يرضعون لبان الثار، ولا يفقهون إلا الثار، جبلوا فى قعور بيوتهم على الثار، يتغذون على الثار، يطعمونهم ثارا، قنابل موقوتة فى خاصرة الوطن، هؤلاء لو ظفروا بكم لقتلوكم فى قعور بيوتكم، فاحذروهم!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع