الأقباط متحدون - المنيا.. الاستثمار فى صناعة الظلام
  • ٠٨:٠٦
  • السبت , ٤ نوفمبر ٢٠١٧
English version

المنيا.. الاستثمار فى صناعة الظلام

مقالات مختارة | مدحت بشاي

١٧: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ٤ نوفمبر ٢٠١٧

مدحت بشاي
مدحت بشاي

نعم «الاستثمار فى صناعة الظلام» هو تعبير رائع لما يحدث فى محافظة المنيا اصطكه المحلل السياسى والخبير الأمنى المدقق النبيل «خالد عكاشة» فى مقاله الأخير بجريدة «الدستور».

فى مقالى الأسبوع الماضى حول إنجازات وسلبيات زمن حبرية البابا 118 وبعد أن عرضت العديد من الإنجازات، أشرت إلى أن للمقال تتمة نعرض فيها لسلبيات الإدارة الكنسية للتحاور حولها، ولكن ها هى الأحداث تتصاعد وتدعونا جميعاً للتوقف عند تبعاتها، ولعل ما يحدث هناك ما يشير إلى واحدة من أهم أخطاء الإدارة الكنسية الأخيرة عند موافقة أحبارها على قانون بناء الكنائس المعيب والذى يسمح بتعطيل بناء الكنائس بامتياز بسبب إصرار تلك الإدارة على ترشيح مندوبها لصناعة الأخطاء السياسية للتفاوض على بنود وصلاحيات القانون دونما وعى حقيقى بأبعاد ما يعانيه أهالينا فى قرى الحرمان من الصلاة، وغض الطرف عن سماع رأى جموع المعارضين بعناد غير مفهوم!!

هى الحكاية صارت هكذا فى جمهورية المنيا.. انسداد قنوات التواصل مع الإدارة المحلية فيكون اضطرار مطرانية المنيا لإصدار بيان استغاثة لكل من يعنيهم أمر ومصالح الناس هناك لدرء مخاطر حدوث تبعات لتصعيد أهل التشدد من إجراءات لإغلاق بعض الكنائس، فيكون رد إدارة جمهورية المنيا أيضاً ببيان!!!

وبصرف النظر عن فحوى البيانات المتبادلة، ألا ينبغى أن نسأل ونتوقف عند تلك الآليات العجيبة فى إدارة البلاد والعباد.. هل هكذا تدار الأزمات؟!

يقول خالد عكاشة فى المقال السابق الإشارة إليه إن خطوات أخرى قد تصل بنا إلى منطقة الظلام الحالك، فقد حدث بالفعل، فى الوقت الذى يسعى فيه الأمن ورجال الإدارة لتنظيم «جلسة عرفية» ليس معلومًا هدفها، خرجت الشخصيات والعائلات «الإخوانية» لتسعى كالثعابين فى الظلام، وتتوجه إلى الأسر المسيحية، تعرض المساعدة.. وعن هذا يمكن أن نصنع شكلًا آخر من المساخر ثقيلة الظل، إذا اعتبرنا هذا التحرك الإخوانى الذى أوصد المسيحيون الأبواب فى وجهه بقوة، هو الذريعة التى صنعت الأزمة، ولم نلتفت إلى الحقيقة التى صارت جلية، بأن هناك أزمة حقيقية تتمدد أمام الأعين، من الممكن الرقص على لهيبها لـ«كل» من يريد الاستثمار فى صناعة الظلام.
نقلا عن الوفد

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع