الحصانة أدب مش هز كتاف!
مقالات مختارة | حمدي رزق
السبت ٤ نوفمبر ٢٠١٧
واللى مالوش ضهر ينضرب على بطنه.. ضربتها لأنها ست غلبانة، مستباحة وأنت نائب محصن، ضَرْب سيدة ليس من الرجولة يا منجود، متى استعبدتم الناس؟ ترفع إيدك على واحدة ست، قطع إيدك وشل ذراعك.
الحصانة أدب مش هز كتاف، كل هذا الصلف والكبر والتكبر والاستكبار على خلق الله، لو بنتك ضربت كنت خربت الدنيا، ولو زوجتك أهينت صفعاً كنت خربتها، مرفوض وكريه ومذموم، وإن قبلت جامعة الفيوم اعتذارك، وإن خشيت الغلبانة على أكل عيشها فرضيت بالصلح غصباً.
لا سامحك الله، كسرت نفساً، ربنا يقهرك كما قهرتها، لو فى هذا البلد عمر بن الخطاب لأمرها أن تصفعك على وجهك أمام الناس قصاصاً، اصفعى يا بنت الناس الطيبين ابن الأكرمين، ولكن للأسف نحن قوم ضاع الحق بينهم.
بلد العين فيها متعلاش على الحاجب، وكف الكبير كبر مقام، وناس تتضرب على وجهها بعد أن حش وسطها، يصكون قواعد للظلم وماشيين عليها، اضرب واتصالح، اصفع ونتراضى، وكلمتين حلوين، وطبطب يا رئيس الجامعة، وحصل خير.
ويبررون تبريرا عجيبا، أصل النائب كان متوتر، الموظفين عصّبوه، تخيل منعوا قريبته من دخول الجامعة بدون كارنيه، مع إن وش سعادته كارنيه، ولما تقول أنا بنت منجود تخر لها الجباه، بنت النائب وقريبتها والعيلة وعيلة العيلة تدخل الجامعة فى أى وقت، وسّعى يا بت للست هانم!.
حصّلت قريبة النائب تطلع كارنيه، هى الدنيا جرى لها إيه، لما بنت النائب تستوقف أمام موظفة تؤدى واجبها، يبقى فيه حاجة غلط، بنت النائب معاها حصانة أبوها، البنت محصنة تحصيناً، أما الموظفة فبنت البطة السودة، مستباحة، متى استبحتم الناس الطيبين؟
تعال يا منجود أفندى نتكلم كلام رجالة وسيبك قليلا من الحصانة، تضرب واحدة ست بالقلم، هى دى الرجولة، عيب على الشيبة، عيب على الحصانة، ولو اعتذرت للست وقبّلت راسها أو جثوت تحت قدميها ما غفرت لك، دعوة المظلوم لا تُرد، وإذا كنت فاكر الحصانة تحميك، وما ربك بغافل عما تعملون.
يوم تعرّت سيدة الكرم مصر تعرت، ويوم ضربت موظفة الفيوم أهينت مصر، ولتعلم كرامة هذه السيدة من كرامتنا جميعا، ولو لم يُرد لهذه السيدة الغلبانة اعتبارها تحت قبة البرلمان فلا اعتبار لنا، فاكر نفسك محصن، لا يا سبع الرجال، الحصانة لن تحميك، ولن ترخص لك أبدا إهانة الغلابة.
الإهانة لن تمر، وطول ما أنت طايح فى الناس شعب الفيوم سيلقنك درسا كما لقنك الطلاب درسا، سيقلبونك كما قلبوا عربيتك اللى بتتفشخر بها، ما رأيك يا دكتور عبدالعال؟ هل ترضاها على بنتك أو أختك أو زوجتك، هل ترضاها على ست مصرية غلبانة، هل تقبل نائبا فى البرلمان اعتدى على كرامة سيدة من الشعب، هل يبقى نائبا؟!.
أن يصل الجبروت لضرب موظفة غلبانة تجرى على أكل عيشها، لازم موقف برلمانى محترم يلفظ وجود هذا النائب، أمثال منجود لا مكان لهم تحت قبة برلمان يمثل الشعب، كيف يمثل الشعب من يصفع الشعب، الشعب برىء منك ومن أمثالك، أما أنتِ يا ست الستات فلا تحزنى أبدا، حقك علينا.. ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون.
نقلا عن المصري اليوم