ثانوية عامة «أوبن بوك».. هل تستطيع مصر تطبيق نظام الكتاب المفتوح؟

 

«شوقي» أعن عن خطته الأحدث لضمان جودة العملية التعليمية وهو نظام «الأوبن بوك» أو «الكتاب المفتوح» لينضم إلى برنامج بنك المعرفة الإلكتروني الذي سيبدأ تنفيذه ابتداءا ن العام الدراسي المقبل، ونظام «البوكليت» الذي طُبِّق بالفعل على الثانوية العامة العام الماضي.

 

«الدستور» تعرض فى هذا التقرير التفاصيل الكاملة لنظام «الأوبن بوك» ومدى ملائمته للطالب المصري، وكيف يساهم فى تطوير التعليم.

 

بداية قال طارق نور الدين معاون وزير التعليم الأسبق، إنَّ نظام «الأوبن بوك» مُطبَّق فى دول عربية كثيرة وحقق نجاحًا كبيرًا، لأنَّه لا يجبر الطلاب على الحفظ بينما يعتمد بشكل أكبر على الفهم. 

 

وأضاف «نور الدين» لـ«الدستور»، أنَّ هذا النظام يعني اصطحاب الطالب للكتاب المدرسي معه فى الامتحان ليساعده على الإجابة، موضحًا أنَّ «الأوبن بوك» يتطلب فهم الطالب الدقيق للمنهج وتحديده لأبواب المنهج المختلفة ومكانها داخل الكتاب، بحيث يستطيع الوصول إلى المعلومة المطلوبة فى أقل وقت ممكن، وهذا النظام لا يتمكن الطالب «الدحّيح» فى التعامل معه.

 

وأشار إلى تناقض تصريحات وزير التربية والتعليم حول «الأوبن بوك»: «الوزير أكَّد أنَّه يسعى إلى إلغاء الكتاب المدرسي الورقي، ونظام (الأوبن بوك) يعتمد على الكتاب الورقي الذي يصطحبه الطالب فى الامتحان فكيف سيُطبَّق (الأوبن بوك) دون كتاب ورقي كما تطبقه الدول العربية».

 

ولفت إلى أنَّ إجراء الطالب الامتحان «أون لاين» ووجود المنهج على الإنترنت بعيدًا عن مفهوم «الأوبن بوك»، هو نظام يسمى E BOOK أي «الكتاب الإلكتروني»، مطالبًا الوزير بالتفريق بين التعليم الإلكتروني و«الأوبن بوك».

 

وأوضح أنَّ الوزير منذ توليه منصبه أعلن عن الكثير من الأفكار الجديدة دون أن يترجمها إلى خطة مكتوبة ويطرحها على خبراء التعليم لدراسة مدى إمكانية تطبيقها فى مصر، مشيرًا إلى أنَّ نظام التعليم الإلكتروني مثلًا لا يمكن تطبيقه فى مصر حاليًا إذ تفتقر غالبية المدارس إلى أجهزة الكمبيوتر، بالإضافة إلى أنَّ المستوى الاقتصادي لطلاب المدارس الحكومية محدود ولا يملك عدد كبير من منتسبيه أجهزة كمبيوتر وإنترنت، فكيف سنُطبِّق تعليمًا إلكترونيًا مع طلاب لا يمتلكون أجهزة كمبيوتر.

 

وكان «شوقي»، شرح فكرة نظام «الأوبن بوك» فقال إنَّ الفكرة تعود إلى الكتب الرقميّة وليس الورقيّة، مؤكدًا أنَّ ذلك تطوير فى أساليب التعليم والتقييم واكتساب مهارات حقيقة. 

 

وأضاف فى تصريحات صحفية على جروب أولياء الأمور على «فيسبوك»، أنَّه فى حال استبدال الكتاب الورقي بمحتوى رقمي والامتحان بطريقة «الأون لاين»، سيكون المحتوي الرقمي متاح للطالب فى أثناء الامتحان على الجهاز نفسه.

 

وتعمد خطة الوزير إلى تحسين جودة التعليم من خلال تدريب المعلم وتغيير المناهج تدريجيًا، بالإضافة إلى الاعتماد على أحدث أساليب التعلم، فقرر إنشاء بنك المعرفة المصري بداية من العام الدراسي المقبل ليكون أكبر مكتبة رقميّة تتكون من المحتوى المعرفي لأكبر دور النشر فى العالم فى المجالات المختلفة، وتحتوي على دوريات علمية فى كل مجالات المعرفة، وكتب ومجلات إلكترونية ومناهج دراسية للتعليم الأساسي والجامعي وقواعد بيانات ومحركات بحث ومكتبات رقمية للفيديو والصور، وكذلك برامج للحاسبات فى مجالات الرياضيات وغيرها.

 

وسيتم تصميم بنك المعرفة الإلكتروني لإتاحة المعرفة لكل أطياف المجتمع من مختلف التخصصات، إذ يساعد الباحث الأكاديمي للوصول إلى كل ما يفيده للإرتقاء بالبحث العلمي كما يجد فيها الشاب المتطلع للمعرفة أحدث ألوان المعرفة الإنسانية فى كل المجالات ويجد فيها المعلم كل ما يساعده على تطوير طرق التدريس ويجد فيها الطالب ما يجذبه إلى التعلم.

 

وكانت منظومة البوكليت أولى خطوات وزارة التربية والتعليم لتحسين التعليم والقضاء على ظاهرة الغش فى الثانوية العامة، وبدأ تطبيقها من العام الماضي.