الأقباط متحدون - رفقاً بمصر
  • ٢١:٠٣
  • الاثنين , ٦ نوفمبر ٢٠١٧
English version

رفقاً بمصر

مقالات مختارة | بقلم :د. عماد جاد

٠٣: ١٠ م +02:00 EET

الأحد ٥ نوفمبر ٢٠١٧

د. عماد جاد
د. عماد جاد

 تتعرض مصر لحملة تشويه من جانب عدد من المتشددين والمتاجرين بقضايا التشدد بحيث باتت من أكثر دول المنطقة طرحاً للأفكار الغريبة، الشاذة والمتطرفة، يحدث ذلك فى مصر ذات الحضارة العريقة والسجل الناصع فى خدمة الإنسانية، يحدث ذلك فى دولة عتيدة عمرها بتجاوز السبعة آلاف سنة، دولة تحتضن أراضيها أكثر من ثلث آثار العالم وحقق الأجداد إنجازات علمية بعضها عصىّ على فك شفرته حتى اليوم. تخرج من مصر اليوم فتاوى شاذة وغريبة، وتُطرح أفكار خارج السياق الإنسانى، فقد خرج أحد المحامين الذى لا يمتلك سجلاً فى المحاماة بقدر إثارة الجدل فى الفضائيات لا سيما فى زمن الإخوان، ثم اختفى فترة إلى أن عاودت القنوات الفضائية الاتصال به مؤخراً فبدأ يطرح آراء شاذة وغريبة ويهاجم الديانة المسيحية، ثم ركز حملته عل المرأة المصرية وطرح دعوة فى غاية الغرابة والخطورة وهى الدعوة لاغتصاب أى سيدة ترتدى «بنطلوناً» واصفاً الاغتصاب فى هذه الحالة بالمهمة القومية. الغريب والعجيب أن مؤسسات الدولة المصرية لم تحرك ساكناً لمحاسبة هذا الرجل على دعوته الفوضوية والخارجة على القانون وتركته يخرج من قناة إلى أخرى مكرراً دعوته الهمجية. فى نفس التوقيت خرج أحد الشيوخ مهاجماً الدكتور خالد منتصر لأنه نشر على صفحته الشخصية على الفيس بوك صوراً لأعمال فنية رائعة عبارة عن تماثيل إيطالية رمزية، والرجل المفترض أنه داعية قام بالهجوم على خالد منتصر معتبراً ما فعله على صفحته الخاصة تحريضاً على الفسق وخدشاً للحياء، وتلقف كلمات الشيخ أحد المحامين الذين بنوا شهرتهم على تلقف مثل هذه الحالات ورفع دعاوى أمام القضاء ضد شخصيات مصرية تنويرية أو لها آراء معينة لا ترضى عنها العامة.

 
يحدث ذلك فى وقت تخوض البلاد فيه حرباً شرسة ضد الإرهاب، ويسقط منا شهداء فى هذه الحرب الضروس التى تشنها علينا جماعات متطرفة تغذت على الفكر المتشدد الذى يجرى الترويج له اليوم بكثافة، وهى جماعات معادية للمدنية الحديثة ولكل ما له علاقة بترقية الروح وتغذيتها من فنون وآداب بكافة أنواعها وألوانها. والغريب أيضاً أن مؤسسات الدولة المصرية تترك هؤلاء الدعاة المتشددين ودعاة الفتنة والمعادين للمدنية الحديثة ولكافة أشكال الفنون، تتركهم طلقاء أحراراً يواصلون نشر الظلام والتخلف ويمارسون التحريض ضد المبدعين والتنويريين. يحدث ذلك فى وقت يكرر فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى تأكيده على السعى لإقامة دولة مدنية حديثة، وهو أمر يثير بالفعل عشرات التساؤلات عن حقيقة ما يجرى فى بلادنا، هل ما يجرى من نشر الأفكار الظلامية والتحريض على المبدعين وأنصار الحداثة والتطور أمر عارض، أم مخطط يجرى تطبيقه من خلال تعاون مجموعة من المؤسسات والأجهزة مع جوقة من راغبى الشهرة السريعة وبعض الفشلة فى مجالات عملهم ومن ثم قرروا ركوب موجة إثارة الجدل ورفع الدعاوى القضائية على الكتّاب والمبدعين.
 
نريد موقفاً واضحاً من المسئولين تجاه ما يجرى من تشويه متعمد لصورة مصر وتعطيل مقصود لعملية التحول إلى دولة مدنية حديثة، فترك دعاة الفتنة والتخلف والظلام طلقاء فيه إهانة لمصر وتشويه لصورتها أمام العالم وترك البلاد تندفع باتجاه نفق التشدد والتطرف فى وقت تخرج فيه هذه الأفكار من أسرها.
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع