رفقاً بمصر
مقالات مختارة | بقلم :د. عماد جاد
الأحد ٥ نوفمبر ٢٠١٧
تتعرض مصر لحملة تشويه من جانب عدد من المتشددين والمتاجرين بقضايا التشدد بحيث باتت من أكثر دول المنطقة طرحاً للأفكار الغريبة، الشاذة والمتطرفة، يحدث ذلك فى مصر ذات الحضارة العريقة والسجل الناصع فى خدمة الإنسانية، يحدث ذلك فى دولة عتيدة عمرها بتجاوز السبعة آلاف سنة، دولة تحتضن أراضيها أكثر من ثلث آثار العالم وحقق الأجداد إنجازات علمية بعضها عصىّ على فك شفرته حتى اليوم. تخرج من مصر اليوم فتاوى شاذة وغريبة، وتُطرح أفكار خارج السياق الإنسانى، فقد خرج أحد المحامين الذى لا يمتلك سجلاً فى المحاماة بقدر إثارة الجدل فى الفضائيات لا سيما فى زمن الإخوان، ثم اختفى فترة إلى أن عاودت القنوات الفضائية الاتصال به مؤخراً فبدأ يطرح آراء شاذة وغريبة ويهاجم الديانة المسيحية، ثم ركز حملته عل المرأة المصرية وطرح دعوة فى غاية الغرابة والخطورة وهى الدعوة لاغتصاب أى سيدة ترتدى «بنطلوناً» واصفاً الاغتصاب فى هذه الحالة بالمهمة القومية. الغريب والعجيب أن مؤسسات الدولة المصرية لم تحرك ساكناً لمحاسبة هذا الرجل على دعوته الفوضوية والخارجة على القانون وتركته يخرج من قناة إلى أخرى مكرراً دعوته الهمجية. فى نفس التوقيت خرج أحد الشيوخ مهاجماً الدكتور خالد منتصر لأنه نشر على صفحته الشخصية على الفيس بوك صوراً لأعمال فنية رائعة عبارة عن تماثيل إيطالية رمزية، والرجل المفترض أنه داعية قام بالهجوم على خالد منتصر معتبراً ما فعله على صفحته الخاصة تحريضاً على الفسق وخدشاً للحياء، وتلقف كلمات الشيخ أحد المحامين الذين بنوا شهرتهم على تلقف مثل هذه الحالات ورفع دعاوى أمام القضاء ضد شخصيات مصرية تنويرية أو لها آراء معينة لا ترضى عنها العامة.