الأقباط متحدون - شرطة ترعى الإرهاب
  • ١٢:٥٢
  • الاثنين , ٦ نوفمبر ٢٠١٧
English version

شرطة ترعى الإرهاب

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥١: ٠٨ ص +02:00 EET

الاثنين ٦ نوفمبر ٢٠١٧

الشرطة
الشرطة

 د. مينا ملاك عازر


مع كل الاحترام للنجاحات المبهرة التي حققها جهاز الشرطة مدعوم بالجيش فيما يسمى بقوات إنفاذ القانون، والتي يعتبرها البعض رد اعتبار لما جرى للشرطة في حادثة الواحات، ومع كل تقديريلانتقامهم وتحريرهم لواحد من رجالهم ابن مصر الحايس، ومع توالي عمليات الثأر والتطهير، والتي أظنها ستتوقف فور انقطاع الخيط الذي من خلاله يتتبعون الإرهابيين، ولن تسعى الشرطة من جديد في إثرهم.

أقول مع كل الفخر عن كل ما سبق، ولاعتبارات موضوعية أعتبر على أساسها أن الشرطة والدولة يد واحدة، وأن الشرطة الذراع الطولي للدولة، وهي المنفذة لسياساتها ولأن الشرطة جزء لا يتجزأ من الشعب المصري، الذي يثور فجأة وتخمد وتخبو جذوة ثورته فجأة، ودون سابق إنذار إلى أن يصدم بواقع مرير مرة أخرى فيثور ويثأر ولا يقوم على استراتيجية الوقاية خير من العلاج، ولا البناء خير من الهدم فأن تبني أسس تقاوم الارهاب خير من هدم أوكاره، فالشرطة المصرية معبرة خير تعبير عن حالة مصر جمعاء باستراتيجية وفكر الدولة، ودعني أقول لك أنك يمكنك سحب كلمةالشرطة التي تتصدر العنوان وتضع الدولة، وأنت مطمئن أنك لا تظلم أياً منهما.
 
فهل لديك صديقي القارئ ذرة شك في أن الإرهابيين الذي يقاتلون الشرطة والجيش في شرق مصر "شمال سيناء" وغرب مصر في الواحات  والفيوم وأسيوط وغيرها هم أنفسهم الذين قاوموا فتح الكنائس في قرى مصر وكفورها، ووقفت الشرطة تحميهم سواء بعدم توقيع العقوبة المناسبة عليهم للتجمهر أو بمنعهم عن فعلهم هذا، وأن هؤلاء المتشددين الذين يرشقون الكنائس بالحجارة ويقطعون عنها المياه والكهرباء هم أنفسهم تربة خصبة وبذور نضرة صالحة للتحول كإرهابيين يحملوا السلاح الناري، وأنه لو واتتهم الفرصة لفعلوا وواجهوا الشرطة التي تحيك المحاضر لتخرجهم براءة أو لتجعل الأزمة متوازنة في عدد المقبوض عليهم من الجانبين مما يجعل الطرف المظلوم يندفع ليقبل الصلح العرفي، وقبول شروط مجحفة تفرح بها الشرطة، ويرضى عنها الجهازالمحلي في المحافظات العامرة بالإرهابيين المرعيين من الدولة أو من الشرطة.
 
وتبقى الأزمة كما هي، شرطة تدعي مقاومة الإرهاب، وإرهاب يقاتل الشرطة، وفي الأصل وبالعودة للجذور تجدهما أصدقاء، لكنهما وفجأة حالما توافرت الفرصة للأكثر غدراً ينقلبا على بعضهما البعض، ويشهرا السلاح لأن الشرطة ببساطة وقتذاك لا تعود قادرة عل تلبية متطلباته ورغباته وأحلامه، هي تتوافق وتتوائم معه،عند حدود أحلامه التي تتوافق مع الدولة بعد فتح كنيسة أو عدم الترخيص لها أو حرق منازل أسر مسيحية، لأن أحد المتشددين اتهم بنت منها أنها أسلمت أو شاب منها أغوى فتاة مسلمة والعكس، وعند ذاك الشرطة تصمت وتوافق بل تتآمر، لكن فور خروج هؤلاء المتشددين للفيافي يقاتلون ويستغلوا التسليح في الاقتصاص من الشرطة التي تركت لهم الفرصة يوم ما يعيثوا في الأرض فساداً.
 
أخيراً، هل تتعظ الشرطة وتفهم الدرس، وتتوقف عن مؤازرتها لهؤلاء الإرهابيين والمتطرفين الدمويين أم ستبقى كما هي تستنفر فقط متى أصبحت مهددة ومصابة ومكلومة، متى ستشعر الشرطة بأن كلوم المصريين كلوم لها تأن لها ويجب أن تستنفر للاقتصاص من فاعلها قبل أن يجرحهم أنفسهم.
 
المختصر المفيد تحية للشرطة لتي اقتصت لنفسها ولمصر، والأهم أن تقطع الإرهاب من جذوره.