الأقباط متحدون - ملاحظات يجب أن تراعي عند الحديث عن الأقبـاط تعليقي علي مقال د. أبو الغار
  • ٠٠:٤٤
  • الثلاثاء , ٧ نوفمبر ٢٠١٧
English version

ملاحظات يجب أن تراعي عند الحديث عن "الأقبـاط" تعليقي علي مقال د. أبو الغار

صبري الباجا

مساحة رأي

٣٥: ٠٣ م +02:00 EET

الثلاثاء ٧ نوفمبر ٢٠١٧

ارشيفية
ارشيفية
 صبري الباجا

الملاحظة الأولي :
 إن التعدديه الدينية   تعني أول كل شيء  تواجد أكثر من  من دين  في بيئة واحدة ، وعلي أرض مصر  ثمة دينين  مطلقين  يتواجدان معا  بصورة دائمة  في المكان والزمان دون أن يستبعد أحدهما الآخر أو يستوعبه أو يقضي عليه  ، وذلك  علي خلاف المنطق الفلسفي  الذي يمكن  القول أنه  يقسم  الفكر والجماعة  تقسيما  رأسيا إلي محورين  متوازيين  دون لقاء . فكيف  أمكن  لهذه الاستحاله الفلسفية  تعايش  لقاء المطلقات  مع الوحده  الاجتماعية والإنتاجية  والسياسية والثقافية  للمنتمين إليها  تنشأ وأن تتم دون انقطاع ؟

    يفصح التاريخ المصري  أن كلا من المسيحية والإسلام  حين وفدا إلي مصر  لم يأتيا إلي فراغ، بل جـاءو إلي كيان  له مقوماته التاريخية المستقرة، ومؤدي هذه الحقيقة  أن ثمة جدلا قام بين الدين الأتي  ومقومات  الكيان القائم ، ومن ثم أفرز  بديلا ثالثا  غير الاستيعاب والاستبعاد . إنه الرضا  بحضور المطلق الآخر والوحدة بين  المنتمين  إلي الدينين !
( وليم  سليمان قلاده  المواطنه المصرية  حركة المحكومين  نحو المساواه والمشاركة ـ الهيئة المصرية  العامة للكتاب   ـ 2015 )
 
: الملاحظــة الثانية !
1)ــ اشتقت  كلمة ( قبط) من الكلمة  اليونانية  " إيجبتيوس
AIGUPTI0US
   وهي  صفة من  الأسم   
واستخدمت  لتدل  علي سكان مصر الوطنيين  للتمييز بينهم وبين الإغريق  وغيرهم من الأجانب  الذين  عاشو في البلد ، وبعد فتح مصر  سنة  640 ميلاديه  حرف العرب  كلمة  ( أجيبيبتوس ) إلي " قبط"  التي تنطق   بالإنجليزية COPT 
    واستخدموها  للدلاله  علي السكان الأصليين  الذين  كان  أغلبهم  حين ذاك  مسيحيين
 
ويستخدم البعض   كلمة(  الأقباط)  كمرادف  لـ ( المسيحيين المصريين  )  وهو   أنه  استخدام خاطيء  ، فكلمة قبط تطلق علي المصريين جميعا مسلمين  ومسيحيين   !
 
: الملاحظــة الثالثة  !
1)ــ  الأقباط المسيحيين  لا يشكلون «جماعة مستقلة» أو «كتلة مغلقة متجانسة» ، فالأقباط المسيحيين  شأنهم  شأن ( الأقباط المسلمين ) غير متماثلين من حيث الانتماء الاجتماعي والسياسي، فهم منتشرون في جسم المجتمع رأسياً، ومنهم العامل والفلاح والمهني والحرفي ورجال الأعمال والتجار، ولا يربط بينهم سوى الانتماء إلى مصر من جانب، والانتماء الديني
 
2)ــ أما الدكتوره  غاده تلحامي(تضيف  بعدا هاما  يتميز به الأقباط في مصر بأصالة عروقة التاريخية وولاء أبناؤة للوطن عبر السنين . ولذا يجب أن ننظر لهذا المجتمع نظرة تختلف عن باقي الاقليات في البلدان العربية فليس من المعقول ان نقارن بين الأقباط في مصر  والأكراد في العراق  أو الاقلية العلوية في سوريا . لان الاقباط لم ينزحوا من بلاد اخري بل هم أهل البلد الاصليين والذين واكبوا عصوراً وحضارات عدة قبل وبعد الفتح الاسلامي وهذه الصفات بالاضافة الي دور الأقباط في الحفاظ علي التراث الفرعوني كتراث إنساني يزخر بأغني معاني التجربة الانسانية الاممية
 
 3) ــ ا الدكتور غالى شكرى ) يري:  أن الأقباط  ليسوا أقلية بالمعنى الأثنولوجى،  هم أقلية عددية ولكن علم الإجتماع لا يضع إعتباراً للقلة العددية، فلكى يشعر المواطن بأنه ينتمى إلى " الأقلية" لا بد أن يكون هناك  جيتو (لغة خاصة وبعض السمات الثقافية ) ولكن هذا كله غير موجود فى مصر  فالأقباط ( مسلمين ومسيحيين ) ينتمون إلى ثقافة واحدة بالرغم من تعدد الخصوصيات " وعندما سئل عن مستقبل الأقباط  المسيحيين فى مصر فأجاب: "هو نفسه مستقبل  الأقباط المسلمين ، كأنك تسألنى عن مستقبل المصريين فى مصر "
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد