حاكموا السيوطى كما تحاكموا خالد منتصر
مقالات مختارة | بقلم : عادل نعمان
الاربعاء ٨ نوفمبر ٢٠١٧
هيا بنا نحاكم تاريخنا كله، إكراماً لعيون الدكتور خالد الجندى ومَن على نهجه ومذهبه، وحتى نحقق مبدأ العدل، ولا يُظلم الدكتور خالد منتصر بمفرده، وينجو كل مَن حرض على الفاحشة والفجور من خلق الله، أو يتحمل «خالد» بمفرده جريرة وسوءات العالم وما يحمله التراث الإنسانى من المعاصى والموبقات، فلابد أن نحاكم تاريخ البشرية كلها، فليس فى التاريخ الإنسانى فضيلة واحدة أو حسنة واحدة، وهو زاخر وعامر بالفواحش والموبقات، هذه الفنون وهذه التماثيل، وقصائد الشعراء، وموسيقى وأنغام العازفين، وروايات المؤلفين، تحمل من الفحش والفسق والمجون والمنكر ما يدعونا إلى هدمها، ويستلزم الأمر محاكمة الحضارات التاريخية، الفرعونية واليونانية والإغريقية والرومانية والصينية والكنعانية والبابلية والفينيقية، وهى نتاج الفكر والعقل والإبداع الإنسانى، حتى يرتاح مشايخنا ويهدأوا. حطِّموا تماثيل النساء فى متاحف العالم كلها، ولا تنسوا تمثال الأم إيزيس وهى ترضع حورس من ثديها المكشوف، إلى تمثال اغتصاب بروزبينا وتصويره قبح الاغتصاب وقسوته وبشاعته، وافتراس القوى الضعيفة المقهورة، والذى نشره الدكتور خالد منتصر على صفحته، فهؤلاء يستحقون ما فعله الدواعش من تكسير ودكّ وهدم، كما هدموا متاحف الموصل بالعراق وتدمر بسوريا، وعذراً، فلأن العدل لا يتجزأ، يتحتم علينا أن نحاسب كل النساء المسلمات، اللائى أرضعن الرجال الكبار، على ما ارتكبوه من المعاصى والفواحش، ونحاكم كل مَن جرجر مسبية عارية دون غطاء وستر وخطفها من أحضان أبويها، ليستمتع بها الخلفاء والأمراء، ونعاتب كل مَن كان يضرب الإماء حين يسترن عوراتهن عن عيون الرجال، ويتركن أجسادهن مكشوفة من السرة حتى الأفخاذ. أليس كل هذا كشفاً للمستور للعيون، ودعوة للفحش والفجور؟. حاكموا كتب التراث العربى، «ألف ليلة وليلة»، التحفة الخالدة، و«الأغانى» لأبوالفرج الأصفهانى، و«طوق الحمامة» لابن حزم، وكتاب العلّامة، جلال الدين السيوطى (نواضر الإيك فى معرفة النى..)، لو كُتبت الكلمة كما جاءت بعنوان الكتاب لحُوكِمْت مع خالد منتصر، وهو من أشهر كتب الجنس فى كتب التراث، وكتابه (الوشاح فى فوائد النكاح)، وهو كتاب يتحدث عن الأوضاع الجنسية، ويسمى الأعضاء الجنسية بمسمياتها صراحة، وأهم فصوله «حركات الذكر فى الفرج» وكتابه (الزنجبيل القاطع فى وطء ذات البراقع)، وعن كتاب «نواضر الإيك».. نأخذ منه مثالاً، وهو أرق وأخف مثالاً، لو تفوَّه ببعضه كاتب لدخل السجن مهزوما مدحورا: (الحمد لله مُزين قدود الأبكار بالنهود فى الصدور، وجاعل ساقات النساء مناطق لإحضار الذكور، والمُسِيل على أرداف الغزلان دوابر شعور القوم رماح الأيور، للطعن فى الفروج لا فى النحور، الباقى قيب مقاعد الأرحام بتحرير القياس ما بين القبول والدبور، ليجلس عليه الزاهر لساعة الناشر فى المنشور، المعلق قناديل الاكس.. بسلاسل السرور، فيا له من عظم سقف مرفوع، وهول بيت معمور، أحمده على ما ركب فى شهوة النكاح من لذة الرفع، والنصب بين الجار والمجرور، وأشكره على ما أروع من طيب سماع الغنج من غير مزمور)، وهو بمقاييس الشيخ خالد عهر وفجر وفاحشة الفواحش، وليس صورة جمالية تُنسيك ما فيها من جنس، وللأمانة، يحاول البعض استبعاد السيوطى عن هذا الكتاب، إلا أن الغالبية قد ألصقوه به، وقالوا إنه كان أول ما كتب وسقط منه وعنه. إلا أنه وثيقة جنسية تاريخية فى تراثنا على قمته. احرقوا هذه الكتب، وغيرها بالآلاف، حتى تطول النيران رقاب مَن يحرقها، وامنعوا مَن يقرؤها ومَن يقتنيها فى بيته ومكتبته، فهو بيت يسكنه الشياطين والزناة.