الأقباط متحدون - ليس صحيح
  • ١٩:٣٠
  • الخميس , ٩ نوفمبر ٢٠١٧
English version

ليس صحيح

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٥: ٠٧ م +02:00 EET

الخميس ٩ نوفمبر ٢٠١٧

القضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية

د. مينا ملاك عازر
نعم صديقي القارئ، ليس صحيح أن شهر نوفمبر شهر سيئ على القضية الفلسطينية، فقد صدر فيه وعد بلفور الذي تناولناه في مقال سابق في بداية الشهر، لاحتفال إنجلترا بمأويته وزيارة ناتنياهو لها بسبب ذلك الاحتفال، ولأنه صدر به قرار 242 لمجلس الأمن في عام 1967 بصياغته الملتوية بالإنجليزية التي أعطت التبرير لإسرائيل لتراوغ في تنفيذ القرار بالانسحاب من الأراضي المحتلة، وقد رأته انسحاب من أراضي محتلة.

للمرة الثانية، ليس صحيح، فشهر نوفمبر يشهد للقضية الفلسطينية، إذ ولأول مرة استطاع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية،أن يقف بين جنبات الجمعية العامة للأمم المتحدة ليلقي خطاب يعرض فيه ابعاد القضية الفلسطينية، كان في مثل هذا اليوم العاشر من نوفمبر لعام 1975، وفي هذا الصدد لا يفوتني الإشادة بدور الرئيس السادات الذي بعد هذا التاريخ بعامين وأسبوع خونه الفلسطينيون لمبادرته بزيارة القدس ولقاء زعامات الإسرائيليين، وبالعود لخطاب السيد ياسر عرفات بالأمم المتحدة نجد أن الخارجية المصرية قد بذلت مجهودات فائقة، إذ قاومت ومن خلفها الرئيس السادات ضغوط أمريكية تحول دون إتمام هذا العمل الذي خفض من شعبية الديمقراطيين وإدارتهم في أمريكا لفشلهم في إثناء السادات عن إيصال السيد عرفات للأمم المتحدة ليلقي خطابه، فيما يشبه اعتراف االعالم بشرعية منظمته وبعدالة قضية بلاده وشعبه.

وبعد تاريخ خطاب السيد ياسر عرفات الشهير هذا بتسعة عشر عاماً، اعترفت المنظمة الأعلى في العالم منظمة الأمم المتحدة بجمعيتها العامة المنعقدة في العاشر من نوفمبر ومن خلال قرار 3379 بان الصهيونية تساوي العنصرية، والأخيرة بالذات مقيتة ومحرمة دولياً، وهو يعني أن الصهيونية هي الأخرى أصبحت تهمة وجريمة عالمية.

ليس صحيحاً صديقي القارئ، أن مبادرة الرئيس السادات التي أطلقها في مجلس الشعب المصري في نوفمبر من عام 1977 بأنه على استعداد للذهاب لأبعد مكان في العالم وأنه مستعد لزيارة الكنيست الإسرائيلي بيتهم، كانت سبب في خسارة العرب، لكن السبب كان كبريائهم وعنادهم،وعدم فهمهم لأبعاد اللعبة السياسية التي جرت في المنطقة،فلم يكونوا بعيدي النظر مثل السادات، فغادر القطار محطتهم وتركً ورائه متحجري العقول، وتفاوض المصريون مع الإسرائيليون مفاوضات شرسة طالت ولم تكن سهلة، بنيت على الصدمة التي وجهها السادات للعالم حين أثبت أن بلاده داعية للسلام، وتبحث عن السلم لجميع شعوب العالم، فجرد الإسرائيليين من سلاحهم بادعائهم المستمر بأنهم مطحونين ومحاصرون ومهددون ومكروهون، وعلى العالم بأجمع دعمهم.

المختصر المفيد انظروا للأحداث بحسب مفهوم وقتها، وليس بحسب أهوائكم، ولا تنظروا لحدث بمعزل عن باقي الأحداث.