الأقباط متحدون - عفيفي : الكنيسة صمدت على مر الزمان أمام المحن والأزمات
  • ١٢:٠٠
  • الجمعة , ١٠ نوفمبر ٢٠١٧
English version

عفيفي : الكنيسة صمدت على مر الزمان أمام المحن والأزمات

محرر الأقباط متحدون

صدى الأقباط في الصحف

٣٢: ١٠ ص +02:00 EET

الجمعة ١٠ نوفمبر ٢٠١٧

الدكتور محمد عفيفي
الدكتور محمد عفيفي

 كتب : محرر  الأقباط متحدون

قال الدكتور محمد عفيفي في مقال له بموقع الدستور أن المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث يعتبر خير مثال على مدى ارتباط تاريخ الكنيسة بتاريخ الوطن ولا غرابة في ذلك، فالكنيسة القبطية هي الكنيسة المصرية الوطنية التي صمدت على مر الزمان وعبر كل المحن والأزمات التي مرت بها مصر منذ تأسيس الكنيسة على يد مرقس الرسول وحتى الآن.

 

من هنا فعلى المؤرخ أن يراعى تناول تاريخ البابا شنودة في إطار التحولات المهمة والعلاقة التبادلية بين الكنيسة والوطن. إن المحاولة الأولية للاقتراب من نموذج البابا شنودة لا بد أن تنطلق من تاريخ ميلاد البابا شنودة وسنوات التكوين اللاحقة عليه؛ إذ ولد «نظير جيد» (البابا شنودة) في عام ١٩٢٣، أي في أعقاب ثورة ١٩١٩ وصعود نموذج الوحدة الوطنية الذي تجسد في أروع صوره في أثناء ثورة ١٩١٩ وما بعدها.

 

ولهذا وعلى مر سنين حياة البابا شنودة سنجده دائمًا وفيًا لهذا العصر (عصر الوحدة الوطنية)، ولهذا الميراث (ميراث الفترة الليبرالية).

 

ومع نهاية الحرب العالمية الثانية في عام ١٩٤٥ دخل العالم بأكمله في مرحلة جديدة، ودخلت مصر أيضًا في متغيرات عديدة؛ إذ بدأ الوهن يدب في معظم الأحزاب الكبيرة في مصر آنذاك، وبدا للجميع أن هناك جيلًا جديدًا من الشباب قد برز على الساحة يختلف بشكل كبير مع جيل الآباء ومع المؤسسات الحزبية القديمة، ففي تلك الأثناء كان الصعود الباهر لجماعة الإخوان المسلمين، بحيث أصبحت تمثل منافسًا مهمًا لحزب الوفد، وحتى لبقية الأحزاب الأخرى، كما تصاعدت موجة الفاشية في مصر لا سيما على يد «مصر الفتاة» وزعيمها أحمد حسين.

 

وفى تلك الأثناء وحتى في داخل الجيش المصري المؤسسة العسكرية النظامية العتيدة ـ بدأ شباب الضباط في تشكيل تنظيمات سرية كان أهمها وأخطرها بعد ذلك تنظيم الضباط الأحرار الذي قام بثورة ١٩٥٢.وفى خضم هذه المتغيرات، ومع اهتزاز علاقة الأقباط بالوفد، ومع وجود مشاكل داخلية في الكنيسة القبطية، ظهر جيل جديد من الشباب القبطي يرى أنه بات من الصعب الاندماج في هموم الوطن، نظرًا لحالة الاستقطاب الشديدة التي عرفتها مصر منذ عام ١٩٤٥ وحتى عام ١٩٥٢.

 

ورأى هذا الشباب أنه من الضروري إصلاح البيت الداخلي «الكنيسة»، قبل النظر في هموم البيت الكبير «الوطن». وفى حي شبرا وفى إطار مجموعة مدارس الأحد، سيلتقي زمرة من خيرة الشباب القبطي عقدوا عزمهم على إصلاح الكنيسة كمدخل أولى لإصلاح الوطن؛ كان على رأس هؤلاء «نظير جيد» ومجموعة أخرى من الشباب القبطي سيلمع بعضها بعد ذلك سواء في المجال القبطي الإكليريكى أو حتى المجال القبطي العلماني، ومنهم على سبيل المثال «سعد عزيز» (الأنبا صمويل أسقف الخدمات) ود. سليمان نسيم أستاذ التربية القبطية بعد ذلك وغيرهم كثيرون.

 

وسينظر هؤلاء إلى أحوال الكنيسة وتدهور أحوال الرهبنة القبطية، وسينذر بعضهم نفسه لمشروع الإصلاح القبطي. وشاء القدر أن يحتضن البابا كيرلس السادس هذا الجيل من الرهبان الجامعيين، بل ويقوم برسمهم كأساقفة ومطارنة، لتبدأ الكنيسة عملية إصلاح وتجديد دماء مثلما كان حال سنوات الخمسينيات والستينيات في مصر آنذاك.