تقرير: مايكل فارس – خاص الأقباط متحدون
صابرة سيدة بسيطة تمتلك 4 قراريط بالميراث عن والد زوجها الذي توفيَّ وتركها هي وأطفالها الصغار في خدمة والده، وبعد وفاة الجد آلت ملكية الـ 4 قراريط لـ "صابرة" تزرعها وتعيش من خيرها وتقوم بتربية وتعليم أطفالها الخمس الصغار.
فبعد وفاة الزوج استأنفت مسيرة كفاحها حتى تجد قوت يومها وتربي أطفالها، فقامت بزراعة القراريط الأربع بمساعدة جيرانها لإعجابهم بصمودها وقوتها في مواجهة الحياة بمفردها، فهي المرأة المكافحة الصابرة على تقلبات الزمن ومصاعبه وكانت صابرة تدفع أقساط ثمن ملكية الأرض للهيئة العامة للإصلاح الزراعي.
والجدير بالذكر أنها تعيش في حجرة واحدة هي وأطفالها الخمس، أقامتها داخل قطعة الأرض المذكورة الكائنة بحوض الساحل والجزيرة، ومازالت تقوم بسداد أقساط الملكية للهيئة بموجب إيصالات رسمية.
وفوجئت "صابرة" بقيام أحد الأشخاص من أصحاب النفوذ بالتعدي على أرضها ويقوم بهدم الحجرة التي تعيش فيها وحرق المحصول وردم قنوات الري، فتوجهت إلى مركز الشرطة وقامت بتحرير أكثر من ثماني محاضر ضده، كما قامت باللجوء إلى الإدارة الزراعية ولكن دون جدوى.
وبالرغم من انتقال الشرطة لمعاينة الواقعة واثبات التعديات بحرق المحصول وإتلافه وردم القنوات وهدم الحجرة التي تعيش فيها إلا أن الأمر توقف على المعاينة ولم تتحرك الجهات الرسمية ضد المعتدي لتوقف تعديه المستمر على "صابرة".
بل والمثير للدهشة أن المعتدي أستمر في استعمال سُلطته ونفوذه وقام بطردها هي وأولادها والاستيلاء على الأرض بمساعدة بعض البلطجية الذين قاموا بهدم حجرتها وبناء غرفتين مكانهما وأقاموا فيها، كما قاموا بإزالة معالم الأرض واتلفوا المزروعات المتبقية وحوّلوا أرض "صابرة" الخضراء إلى أرض بور.
وقامت "صابرة" بالتوجه إلى قسم شرطة حلوان وحررت محضر ضد المعتدي برقم 17385 لسنة 2008 روّت فيها قصتها وهي تبكي وتستغيث من الظلم والتعدي الذي تعرضت له هي وأطفالها حيث أصبحت تعيش في الشارع بدون مأوى أو أرض.
وتعاطف معها مأمور القسم وأرسلها إلى الإدارة الزراعية بالمعادى لمعاينة الأرض على الطبيعة، وقامت الإدارة الزراعية بإعداد تقرير برقم 3026/12122/2008 يؤكد ملكية صابرة للأرض وأن المعتدي قام بالاستيلاء على الأرض بالقوة ولكن حتى الآن لم يتم إرسال هذا التقرير إلى قسم الشرطة. فحينما تتوجه صابرة إلى الإدارة الزراعية يصرحون لها بأنهم أرسلوا التقرير إلى قسم الشرطة وهذا الأخير يؤكد لها أن التقرير لم يصل حتى الآن!
والجدير بالذكر أن "صابرة" المكافحة قامت بكل الطرق بمحاولة للحصول على التقرير إلا أنهم رفضوا تسليمها نسخة منه (وبطبيعة الحال استمر الوضع على ما هو عليه) المعتدي يحوز الأرض ويعيش فيها، وهي وأطفالها ينامون في العراء أمام أرضهم والحسرة تملأ قلوبهم خاصة أنهم لا يجدون مَن يدافع عنهم لاسترداد حقوقهم المسلوبة اللهم إلا جيرانهم المتعاطفين معهم ولا يملكون حيلة أمام سطوة المعتدي صاحب النفوذ والسُلطة.
وتقدمت "صابرة" بشكوى لمركز الأرض لحقوق الإنسان والذي وعدها بمساندتها قانونيًا حتى تأخذ حقها من البلطجية. |