الأقباط متحدون - حرب السعودية وإيران
  • ١٣:٣٥
  • الأحد , ١٢ نوفمبر ٢٠١٧
English version

حرب السعودية وإيران

د. مينا ملاك عازر

لسعات

١٩: ٠٤ م +02:00 EET

الأحد ١٢ نوفمبر ٢٠١٧

 السعودية وإيران
السعودية وإيران

د. مينا ملاك عازر
عندما تتصادم قوتان كبيرتان صاحبتا ايديولوجيات مختلفة، وقبل أن يتصادما على أرض المعركة قد يتصادما طويلاً في معارك جانبية أو حروب بالوكالة وهو ماجرى بين السعودية وإيران للآن.

فتجدهما تصادما بعنف رهيب في اليمن، ولا تستطع القول بأن السعودية قد فرضت سيطرتها بل يمكنك الذهاب بارتياح ضمير كبير إلى أن الكاسب الأكبر هي إيران للآن بفرضها أمر واقع هو الحوثيين كقوة تهدد أمن المنطقة حتى العاصمة الرياض وتهديد مجرى الملاحة هناك لولا التدخل البحري المصري، أما القوات البرية السعودية التي في اليمن لا نستطيع القول بنجاحها لأن النجاح لا يقاس إلا بمعنى إجراء تغيير على أرض الواقع، أو تعالى نتخيل انسحاباً سعودياً عسكرياً من اليمن النتيجة وبسرعة وبوضوح هو انهيار كل ما حققته من تواجد عسكري في المناطق المتواجدة بها، والدعم العسكري لقوات هادي الرئيس اليمني سيكون في مهب الريح على العكس من التواجد العسكري الإيراني تماماً.

وفي سوريا، فالهزيمة محدقة بالسعودية بحربها التي خاضتها بالوكالة عنها المئات من التنظيمات الإرهابية التي انهارت وتنهار بسبب الشقاق الذي أصاب الجبهة الإرهابية السعودية القطرية، ناهيك عن أن ثمة انهيار سبق ذاك الصدع أو الشقاق التمويلي والأيديولوجي والزعامي بين البلدين، كانهيار داعش أمام القوات الكردية والروسية في عدة نقاط ساخنة بسوريا.

وبما أننا على ذكر داعش، فلننتقل للعراق حيث الهزيمة الأكبر والأبرز للوكيل السعودي في العراق "داعش" حيث تندحر أمام قوات الحشد الشعبي الشيعية المدعومة مباشرة من إيران، واستطيع القول أنها مندحرة وبوضوح من الحرس الثوري الإيراني المتوغل في الأراضي العراقية، ما يعني أن الإيرانيين وإن كانوا متوارين في سوريا وراء النظام السوري ووراء حزب الله، فإنهم حاضرون وبوضوح في العراق من خلال قوات الحشد الشعبي، ومن خلال النظام العراقي الشيعي، وبتجلي في كثير من الأحيان من خلال الحرس الثوري الإيراني الذي ظهر رجاله الكبار في كثير من المواقف يتجولون في المناطق المحررة من داعش وغيرها في العراق وسوريا أمام عدسات الكاميرات.

إلى هنا، ولم يكن الصدام السعودي الإيراني الذي لم تزل السعودية تخسر فيه بجدارة منقطعة النظير، قد طال لبنان الأكثر طائفية بحسب دستوره وتركيبه الطائفي بعد، لكن الغضب السعودي وغرور الشاب المتطلع للزعامة، والحالم بعرش المنطقة دفعه لاختطاف الحريري وإجباره للاستقالة، ما وضع السعودية مباشرة في فوهة المدفع اللبناني، إذ فعل سابقة لم يسبق لنظام غير أمريكي أن يفعلها، ويتدخل في سفور لإسقاط نظام وتغيير حكومة،فهل يستطيع السعوديون النجاح في هذه الطريقة الجديدة في المنطقة باستخدامها مع دول في المنطقة أم ستكوون الفرصة مواتية لإيران لتحقيق نصر سياسي جديد يؤزر ويدعم انتصاراتها السياسية والعسكرية الماضية أم سيتطور الصراع السياسي في لبنان الذي فجرته السعودية ليكون صراع عسكري بالتحالف السعودي الإسرائيلي الخفي هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.

المختصر المفيد علينا ألا نتورط في صدامات بين قوى في المنطقة للحفاظ على اقتصادنا، وللاستفادة من صدامهم المحتوم.