CET 00:00:00 - 09/03/2009

أخبار وتقارير من مراسلينا

تقرير: جرجس بشرى – خاص الأقباط متحدون
لا توجد في مصر رؤية إستراتيجية للتنميةأكًد المُفكر المصري الكبير السيد ياسين على أن غياب مشروع قومي يجتمع عليه كل المصريين قد يؤدي إلى تفكيك الشعب المصري وظهور مزيداً من السلبيات، وقال ياسين أن المجتمع المصري في لحظة غياب ما أسماه بـ "الرؤية الإستراتيجية" وحذر من التداعيات الكارثية الناجمة عن غياب مشروع قومي يجمع بين كل المصريين، مُشيراً إلى أن تفكيك المجتمع المصري يُعد واحداً من هذه التداعيات.
وقال ياسين في برنامج "حالة حوار" الذي أذاعه التليفزيون المصري على قناته الأولى السبت، أنه لا توجد في مصر رؤية إستراتيجية للتنمية، وهو ما دفع إلى تشتت القرارات التنموية وهيمَنة رجال الأعمال على مُقدرات الأمور، وتهميش الجماهير العريضة، وضعف دور المُثقفين.
وشن ياسين هجوماً عنيفاً على الحزب الوطني الحاكم في مصر مُتهماً إياه بالإنفراد بصياغة الرؤية الإستراتيجية المتعلقة بالمجتمع المصري، وقال أنه لا يجوز للحزب الوطني الحاكم أن ينفرد وحده بهذه الرؤية، بل يجب أن تتم الرؤية وفقاً لحوار ديمقراطي مجتمعي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.
واعتبر ياسين أن منظمات المجتمع المدني هي التي يجب أن تدعو الجميع إلى هذا الحوار بما في ذلك الحزب الوطني، لأن من أهم وظائف هذه المنظمات هي مراقبة أداء الحكومة، وطالب بضرورة مشاركة الأحزاب والمثقفين والجامعات والإعلاميين في حوار ديمقراطي للوصول إلى تخَيُل ما هو مستقبل مصر في العشرين سنة القادمة، وقال أن غياب الرؤية أحدث إنفصام بين النخبة السياسية والجماهيرية، بسبب عدم وجود مصداقية للحكومة وصياغة وتنفيذ المشاريع بطريقة عشوائية، وهو ما دفع الجماهير إلى الإحساس بالإغتراب، أي إحساس الفرد بعدم السيطرة على مصيره، فهو بالتالي مُعلق في الهواء، والاحزاب عاجزة، والحزب الوطني رسالته لا تصل إلى أحد، ورسالته غير مقبولة، لأنها لا تسمع نبض الجماهير بشكل حقيقي، ونتيجة لغياب الحوار تصدُر تشريعات وقوانين تضُر بالغالبية العظمى من الجماهير، كما أنه يوجد نتيجة لذلك تَعَسُف في التنفيذ وفي التشريع احياناً!
وضرب ياسين أمثلة على ذلك بقانون المرور الجديد، وموضوع المقطورات، والصكوك الحكومية، وقد أشاد ياسين بالبوادر الإيجابية المُصاحبة لغياب الحوار أو الرؤية بقوله، هناك إيجابيات بدأت تظهر من المواطن نفسه في السنوات الأخيرة، حيث بدأ المواطن يأخذ مُبادرات فردية، بنفسه بعيداً عن الحكومة، مثل القيام بالمشروعات الخاصة، ولم يعُد المواطن يعتمد على الحكومة في كل شيء، وانتهى بذلك موضوع "عيال الدولة" وقال أن الدولة تركت المواطنين معلقين في الهواء، لمواجهة السوق الحرة بكل وحشيتها، مطالباً الدولة بعدم الإستقالة من أداء وظائفها تجاه المواطن، وان تعمل جاهدة على إيجاد جهاز للتخطيط الإستراتيجي حتى لا يُفاجأ الناس بمشروعات شيطانية كالمشروعات التي تخرج بها على المواطنين كل يوم.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق