قصة (( كاين وايلد ))
من تأليفي بتاريخ اليوم 12/11/20

منذ اللحظة الأولي التي تشكل فيها وعى كاين , رسم في أعماق إدراكه أنه محور الكون
كان كاين منذ طفولته يرى أن بداخله شئ إعجازي يستطيع به أن يغير العالم كله
و لكنه لم يكن يدري ما هو هذا الشئ
و برغم ذلك كان شغفه رهيب و عجيب و كانته طاقته في إزدياد يوم بعد يوم
..
عندما وصل كاين للمرحلة الجامعية لم يكن حتي تلك الفترة قد توصل إلى موهبته المتفرده
و لكنه قام في تلك الفترة بوضع مبادئ صارمة و مثالية للغاية حتى يؤهل نفسه لقيادة الكون
كان على الدوام يؤمن أنه سوف تأتي اللحظة التي سيصنع فيها شيئاً عظيماً جداً يجعل العالم كله يؤمن به و يلتف حوله
كان يؤمن أن العالم يحتاج لمنقذ و كان يرى في ذاته أنه هو المنقذ
..
كانت مبادئه الصارمة قد نمت في داخله قوة و هالة من الوقار لكل من يراه
و لكنها في الحقيقة كانت قوة زائفة و وقار زائف
فقد سلبت منه تلك المبادئ أجمل سنين حياته حين تصنع ذاتاً ليس ذاته
و برغم ملامحه الحاده و سلامه الداخلي الظاهر إلا أن في أعماقه كانت الثورة تستعد لأن تنفجر
..
بعد انتهاء فترة دراسته اكتشف أن افضل موهبة يمتلكها هى أنه كان يمتلك مشاعر فياضة تجعله يستطيع أن يقف بجانب كل مهزوم مقهور أو يأس و يشجعه بكلمات تنبع من عمقه
لكنه رأى في النهاية أن تلك الموهبة ليست إلا هراء و لا تتناسب إطلاقاً مع مستوى التوقعات التي بناها
وجد نفسه ليس محور للكون كمان كان يعتقد
وجد نفسه لا شئ على الإطلاق
فأنفجرت الثورة
..
انقلبت الثورة عليه فجعلته يتغير 180 درجة متبنياً كل المبادئ المضادة للمبادئ التي كان يتبناها من قبل
و مر بأسوء فترة قد يمر بها إنسان ألا و هى الاضطراب العظيم
فقلبه قد تأذى كثيراً من المبادئ القديمة و يريد أن يحيا في المبادئ المضادة
و عقله رافضاً و مازال متمسكاً بشئ من مبادئه القديمة من قوة و وقار زائف
واأسفاه فقد جعله هذا الاضطراب هشاً أكثر مما كان
حتى صار بلا عنوان
..
و في يوم مثل باقي أيامه التي صارت بلا معني
تحدث مع نفسه حديثاً كان يفتقده من زمان
تحدث معها فوجد أنه لم يكن يعرف نفسه حق المعرفة
كان كل ما يريده كاين في ماضيه أن يكون محوراً للكون
و لكن لم يكن في تلك الفترة حتي محوراً لذاته
لم يكن متصالحاً مع ذاته لم يكن متقبلاً لذاته لم يكن يحب ذاته
..
كاين وايلد قام قبل كل شئ و أى شئ بالتصالح مع ذاته
تصالح معها بطريقة بسيطة و هى أنه قد تقبلها بكل ما فيها بعيوبها قبل مميزاتها
تصالح مع ذاته بأنه أحبها و أصبح يهتم كثيراً بفرحها و بتدعيمها و ببنائها
تصالح مع ذاته بأنه دحض مبدأ أنه محور الكون
و أكتفى في ذلك اليوم أن يكون محور لذاته
و بالحقيقة صار كاين وايلد في تلك اللحظة تحديداً محور الكون
..
تخلي كاين وايلد عن أى مبدأ مصطنع زائف في داخله
و لم يعد يخجل من أخطائه و عيوبه بل نضج وعيه أكثر و أكثر حين بدأ أن يركز فقط على أخطائه محاولاً أن يصححها و يقومها لا أن يجملها
لم يعد كاين وايلد يسعى إلى المثالية الزائفة إنما إلى الواقعية السوية
فصارت نفسه سوية أكثر فأكثر
..
أعطته تلك المبادئ الحقيقية التي تبناها قوةً حقيقية و وقار و سلام داخلي حقيقي
فعاد يساعد من جديد كل من يمر بمرحلة الإضطراب العظيم التي مر بها من قبل
صارت حياته كلها غايتها أن يقدم يد العون و المساعدة لمن يحتاج بلا مقابل
..
و في يوم سمع عن عمله أحد المسئوليين الكبار في الدولة
فطلب منه أن يتولى منصب كبير فرفض كاين وايلد و لكن جمهور كبير من الشعب
قام بمظاهرات حتى يقبل
فقبل لأجلهم مستغلاً منصبه و نفوذه في توسيع أعمال الخير و المساعدة لكل محتاج
..
صارت شعبيته تزيد أكثر فأكثر و سُمع عنه في كل ربوع الدولة
فعلم رئيس الدولة بكل ما يفعله فكرمه و جعله رئيساً لحكومة الدولة
ففرح الشعب و قدم كاين وايلد أفضل نموذج للقيادة التي تبدأ من الداخل
قاد الشعب لأرخى عصر في تاريخ تلك الأمة
و ما كانت تنهض تلك الأمة إلا بقائد أدرك ذاته مثل كاين وايلد و شعب تبنى مبادئ قائده فأدرك كل مواطن ذاته و عمل عليها قبل إعمال خارجى
..
في اللحظات الأخيرة من حياة كاين وايلد سأله تلميذه الخاص
ماذا كانت يا معلمي أعظم لحظة في حياتك؟
فأجاب كاين وايلد : أعظم لحظة في حياتي كانت عندما سعيت بكامل وجداني أن أكون كاين وايلد قصة (( كاين وايلد ))
من تأليفي بتاريخ اليوم 12/11/20
منذ اللحظة الأولي التي تشكل فيها وعى كاين , رسم في أعماق إدراكه أنه محور الكون
كان كاين منذ طفولته يرى أن بداخله شئ إعجازي يستطيع به أن يغير العالم كله
و لكنه لم يكن يدري ما هو هذا الشئ
و برغم ذلك كان شغفه رهيب و عجيب و كانته طاقته في إزدياد يوم بعد يوم
..
عندما وصل كاين للمرحلة الجامعية لم يكن حتي تلك الفترة قد توصل إلى موهبته المتفرده
و لكنه قام في تلك الفترة بوضع مبادئ صارمة و مثالية للغاية حتى يؤهل نفسه لقيادة الكون
كان على الدوام يؤمن أنه سوف تأتي اللحظة التي سيصنع فيها شيئاً عظيماً جداً يجعل العالم كله يؤمن به و يلتف حوله
كان يؤمن أن العالم يحتاج لمنقذ و كان يرى في ذاته أنه هو المنقذ
..
كانت مبادئه الصارمة قد نمت في داخله قوة و هالة من الوقار لكل من يراه
و لكنها في الحقيقة كانت قوة زائفة و وقار زائف
فقد سلبت منه تلك المبادئ أجمل سنين حياته حين تصنع ذاتاً ليس ذاته
و برغم ملامحه الحاده و سلامه الداخلي الظاهر إلا أن في أعماقه كانت الثورة تستعد لأن تنفجر
..
بعد انتهاء فترة دراسته اكتشف أن افضل موهبة يمتلكها هى أنه كان يمتلك مشاعر فياضة تجعله يستطيع أن يقف بجانب كل مهزوم مقهور أو يأس و يشجعه بكلمات تنبع من عمقه
لكنه رأى في النهاية أن تلك الموهبة ليست إلا هراء و لا تتناسب إطلاقاً مع مستوى التوقعات التي بناها
وجد نفسه ليس محور للكون كمان كان يعتقد
وجد نفسه لا شئ على الإطلاق
فأنفجرت الثورة
..
انقلبت الثورة عليه فجعلته يتغير 180 درجة متبنياً كل المبادئ المضادة للمبادئ التي كان يتبناها من قبل
و مر بأسوء فترة قد يمر بها إنسان ألا و هى الاضطراب العظيم
فقلبه قد تأذى كثيراً من المبادئ القديمة و يريد أن يحيا في المبادئ المضادة
و عقله رافضاً و مازال متمسكاً بشئ من مبادئه القديمة من قوة و وقار زائف
واأسفاه فقد جعله هذا الاضطراب هشاً أكثر مما كان
حتى صار بلا عنوان
..
و في يوم مثل باقي أيامه التي صارت بلا معني
تحدث مع نفسه حديثاً كان يفتقده من زمان
تحدث معها فوجد أنه لم يكن يعرف نفسه حق المعرفة
كان كل ما يريده كاين في ماضيه أن يكون محوراً للكون
و لكن لم يكن في تلك الفترة حتي محوراً لذاته
لم يكن متصالحاً مع ذاته لم يكن متقبلاً لذاته لم يكن يحب ذاته
..
كاين وايلد قام قبل كل شئ و أى شئ بالتصالح مع ذاته
تصالح معها بطريقة بسيطة و هى أنه قد تقبلها بكل ما فيها بعيوبها قبل مميزاتها
تصالح مع ذاته بأنه أحبها و أصبح يهتم كثيراً بفرحها و بتدعيمها و ببنائها
تصالح مع ذاته بأنه دحض مبدأ أنه محور الكون
و أكتفى في ذلك اليوم أن يكون محور لذاته
و بالحقيقة صار كاين وايلد في تلك اللحظة تحديداً محور الكون
..
تخلي كاين وايلد عن أى مبدأ مصطنع زائف في داخله
و لم يعد يخجل من أخطائه و عيوبه بل نضج وعيه أكثر و أكثر حين بدأ أن يركز فقط على أخطائه محاولاً أن يصححها و يقومها لا أن يجملها
لم يعد كاين وايلد يسعى إلى المثالية الزائفة إنما إلى الواقعية السوية
فصارت نفسه سوية أكثر فأكثر
..
أعطته تلك المبادئ الحقيقية التي تبناها قوةً حقيقية و وقار و سلام داخلي حقيقي
فعاد يساعد من جديد كل من يمر بمرحلة الإضطراب العظيم التي مر بها من قبل
صارت حياته كلها غايتها أن يقدم يد العون و المساعدة لمن يحتاج بلا مقابل
..
و في يوم سمع عن عمله أحد المسئوليين الكبار في الدولة
فطلب منه أن يتولى منصب كبير فرفض كاين وايلد و لكن جمهور كبير من الشعب
قام بمظاهرات حتى يقبل
فقبل لأجلهم مستغلاً منصبه و نفوذه في توسيع أعمال الخير و المساعدة لكل محتاج
..
صارت شعبيته تزيد أكثر فأكثر و سُمع عنه في كل ربوع الدولة
فعلم رئيس الدولة بكل ما يفعله فكرمه و جعله رئيساً لحكومة الدولة
ففرح الشعب و قدم كاين وايلد أفضل نموذج للقيادة التي تبدأ من الداخل
قاد الشعب لأرخى عصر في تاريخ تلك الأمة
و ما كانت تنهض تلك الأمة إلا بقائد أدرك ذاته مثل كاين وايلد و شعب تبنى مبادئ قائده فأدرك كل مواطن ذاته و عمل عليها قبل إعمال خارجى
..
في اللحظات الأخيرة من حياة كاين وايلد سأله تلميذه الخاص
ماذا كانت يا معلمي أعظم لحظة في حياتك؟
فأجاب كاين وايلد : أعظم لحظة في حياتي كانت عندما سعيت بكامل وجداني أن أكون كاين وايلد
سلسلة معجزة الأمل الحلقة 21