بعد نجاح الوساطة الفرنسية في أزمة "الحريري".. باريس تعود للشرق الأوسط من بوابة لبنان
نعيم يوسف
الاثنين ٢٠ نوفمبر ٢٠١٧
خبراء: الحريري لم يكن محتجزًا في السعودية.. ونجاح فرنسا نجاح لإيمانويل ماكرون
كتب - نعيم يوسف
استطاعت باريس، خلال اليومين الماضيين لعب دوراً كبيرا في أزمة كادت أن تُشعل حربًا إقليمية في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يدل على قوة النفوذ الفرنسي، وذلك خلال أزمة استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
أزمة تعود من خلالها فرنسا
كان "الحريري" قد سافر إلى المملكة العربية السعودية، وأعلن استقالته، عبر شاشة قناة العربية، مهاجمًا إيران ودورها التخريبي في المنطقة، وخاصة بلاده، مشيرا إلى أنه تعرض لمحاولة اغتيال تم إحباطها، وأنه سيبقى في المملكة، الأمر الذي رد عليه حزب الله اللبناني، ومسئولين لبنانين، بأن رئيس الوزراء "محتجز" في السعودية، وقد تدخلت فرنسا، ومن المقرر أن يعود الحريري إلى بيروت خلال الأيام المقبلة.
أمن "الحريري"
قال غسان المعلوف، الإعلامي و المحلل السياسي، في حوار مع إذاعة مونت كارلو الدولية، إنه إذا صحت الأخبار المتعلقة بأمن الحريري، فإنه لم يكن مختطفا في العربية السعودية بل العكس هو صحيح، مشيرا إلى وجود علاقة تاريخية بين فرنسا، ولبنان، وبين فرنسا والسعودية، ولذلك نجحت الوساطة الفرنسية.
إجبرا الحريري على البقاء في السعودية
وترى إعجاب خضر خوري العضو في حزب الجمهوريين ونائب عن رئيس بلدية سابقا، إن "الحريري"، أجبر على البقاء في السعودية، لأنه كان مرتبطا بلقاءات ومواعيد في لبنان، وبقى في السعودية، لافتة إلى أن نجاح فرنسا في هذه الأزمة يعتبر نجاح للرئيس إيمانويل ماكرون، وعودة للنفوذ الفرنسي في المنطقة.
حرية الحريري
من جانبه يرى طارق زياد وهبي المحلل والناشط السياسي، أن حرية "الحريري" ليست مقيدة لا في الرياضي، ولا بيروت، ولا أي مكان، مشددا على أن الدبلوماسية الفرنسية تعمل بقوة للحفاظ على مكانتها الدولية، وهناك تحضيرات لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى فرنسا، موضحا أن ما حدث هو عودة فرنسا للمنطقة من البوابة اللبنانية.
الصراع.. وحزب الله
وكشف هلال العبيدي الكاتب والمحلل السياسي، أن الحريري مواطنا لبناني، سعودي، فرنسي، وبالتالي كان تدخل فرنسا في الأزمة، موضحا أنه لا يمكن لبلد مثل لبنان في وجود حزب الله، أن ينأى بنفسه عن الصراع في المنطقة، لأنه حزب أيدولوجي يتبع إيران، ويمثل دولة داخل الدولة.
انتحار سياسي
وأوضح "العبيدي" أن قرار سعد الحريري، بقبول رئاسة الحكومة منذ البداية كان مفاجأة، وإعلانه الاستقالة من الرياض أيضا مفاجأة، عودته مرة أخرى إلى رئاسة الحكومة يمثل نوعا من الانتحار السياسي، لأنه لا يمكن أن يتقدم باستقالته من السعودية ثم يعود إلى الحكومة مرة أخرى.