لا أعلم منْ العبقري الذي أشار للسيد رئيس وزراء "مصر" دكتور "شرف" باستبدال محافظ "قنا" السابق (المصري القبطي) بمحافظ أيضًا مصري قبطي!

"مصر" بها (27) محافظة لم يتم تعيين سوى محافظ قبطي واحد، وتم استبداله مكان محافظ قبطي!! لماذا لم يتم تعيينه في أي محافظة أخرى، طالما إنهم يريدون تعيين محافظًا قبطيًا؟!!

لقد وضع رئيس الوزراء نفسه والسيد وزير الإدارة المحلية في مأزق واختبار صعب في مواجهة ما يُسمَّى بالثورة المضادة.
 

إن الثورة النبيلة التي قام بها شباب "مصر" الأنقياء، ظن الكثيرون من المصريين الشرفاء إنها سوف تغيِّر كثيرًا من الأفكار البالية، وتحرِّر العقول من التعصب والتفرقة بين المسلم والمسيحي، لأن الكل مصريين. ولكن ما يحدث الآن من مظاهرات واعتصامات وتعطيل لحركة القطارات في محافظة "قنا"، والشعارات التي يرفعها المتظاهرون في "قنا"، دليل على أن الثورة النبيلة لم تصل إليهم!!

هناك منْ يسأل: هل قامت ثورة الـ 25 من يناير في محافظات "القاهرة" و"الجيزة" و"الإسكندرية" و"السويس" فقط؟! وهل باقي محافظات "مصر"، وخاصةً من بداية محافظة "الفيوم" وحتى محافظة "أسوان، وباقي محافظات الوجه البحري، لم تشارك في الثورة النبيلة، ولم تعلم عنها شيئًا؟!

ما أجمل ميدان "التحرير" حين تجلَّت فيه أروع المعاني الجميلة والرائعة، وذابت فيه كل الفرقة، وكان الكل في واحد..
 

أقول ثانيةً، لقد وضع الدكتور "شرف" ووزير الإدارة المحلية نفسيهما في اختبار صعب.. هل سيواجه المتظاهرين، ويفرض المحافظ الجديد لـ"قنا"، ويرسي مبدأ المواطنة، وأن الكل مصريين لا فرق بين محافظ قبطي ومحافظ مسلم؟!! أم أن رئيس الوزراء سوف يرضخ في النهاية لضغط الشارع ويطيح بالمحافظ القبطي الوحيد، ويطيح معه بالمواطنة، وإنه لا فرق بين مسلم ومسيحي، ويطيح بكل ما قامت الثورة من أجله من عدالة، وحرية، ومساواة، ومواطنة؟!!!
 

نحن في انتظار ما ستسفر عنه الأيام، بل الساعات القادمة، وما سوف يتم في محافظة "قنا"..

أقول للسيد رئيس الوزراء: أن عيون العالم تنظر إلينا، وكيف تتخطى "مصر" أصعب مرحلة من تاريخها بسلام.. إن العالم ينتظر من "مصر" الكثير بعد قيام الثورة المجيدة والنبيلة، وكيف تتخلص من الفساد والمحسوبية والتفرقة، وتطبِّق ما شاهده في "التحرير" إن الكل في واحد، وإن الجميع مصريين..

أقول للسيد رئيس الوزراء: إنه في هذه الحالة لا يجوز أن نقول إننا نرضخ للإرادة الشعبية، ويتم إلغاء أو إعفاء المحافظ الجديد لـ"قنا" لكونه قبطيًا!! فلو تم ذلك سيكون انتكاسة للثورة ولدم الشهداء التى اختلطت بعضها ببعض، مسلم ومسيحي، وإرساء مبدأ الغوغاء والصوت العالي، بل سيكون بلطجة على الحكومة!!
 

كما أقول لسيادته: أعلم جيدًا وطنيتك وحبك لـ"مصر"، وأعلم عدالتك وحكمتك، وأعلم جرئتك. ولكن الاختبار صعب، وإني أثق بنجاحك فيه.
 

ولكن أقول: لو لم تُوفَّق فيه، واحترامًا لتاريخك، فلترحل أيضًا مع المحافظ الجديد إذا رحل..

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :