الضحايا هذه المرة!
مقالات مختارة | بقلم نيوتن
السبت ٢٥ نوفمبر ٢٠١٧
أتذكر قصيدة كتبها فاروق جويدة قال فيها: «هذى بلاد لم تعد كبلادى». هذا دين. لا علاقة له بأى دين، إسلاما كان أو غير إسلام. دين لا نعلم عنه شيئا. مجزرة يتورع أن يقوم بها طالبان وأمثالهم.
فى الماضى القريب، قتل متطرف إسرائيلى 25 فلسطينيا فى المسجد الأقصى. فى النهاية هو لديه أفكار يتحرك من خلالها. فى سياق النزاع والتعصب.
قد نفهم لو كانوا يناصبون الدولة العداء. بالرغم من أن الدولة تمثل المصريين جميعا. ولكن استهداف السُّجّد الركّع فى صلاة الجمعة. أهم صلاة للمسلمين فى الأسبوع كله. هذا غير مفهوم.
حتى المتطرف عبدالله رشدى عندما ظهر فى برنامج مع بسمة وهبى. رغم أن ما يقول به هو قمة الازدراء للأديان. فازدراء الأديان لا يقصد به الإسلام فقط. (عندما ذكر أن أى شخص ليس مسلما فهو كافر). ولكن هؤلاء مسلمون. قد ينجون حتى من هذا المتطرف. قد ينجون من الإرهابى الذى استضافه عماد أديب. أى مسلم مهما تطرّف فى أفكاره لن يكون لديه تبرير لهذه الجريمة. بداية من المودودى مرورا بسيد قطب. الضحايا كان من الممكن أن ينجوا كمستهدفين من القاعدة وغلاة المتطرفين. يجب ألا نعود للوم الشرطة والأمن. فما حدث لا يمكن أن يخطر على بال شرطة أو أمن أو أى إنسان.
عندما يكون الجنود ضحية الإرهاب نسميهم شهداء الواجب. عندما يموتون فى حرب نسميهم شهداء الوطن. لكن هؤلاء الشهداء ماذا نطلق عليهم؟! باجتهادى قد أطلق عليهم شهداء الإسلام الصحيح. يحررون المصرى المسلم من أى سوء ظن يناله من شقيقه القبطى. كما عاشا معا على مدى التاريخ فى وئام وتكامل. يحررون الإسلام من نظرة الإدانة الشاملة من العالم كله. أدانوا الإسلام بالهوية. بعد حوادث التفجير والدهس والإرهاب التى تمت فى كثير من العواصم الغربية.
الحادث يشير إلى خلل عقلى. موجود لدى ثلة من الناس منذ عصر الخوارج وقبلهم. عمر بن الخطاب قتل وهو ساجد راكع. كذلك على بن أبى طالب مات راكعا ساجدا. عثمان بن عفان قُتل أيضا. الهدف من قتل الصحابة قد يكون له ما يبرره سياسيا. عندما يتحول الإسلام من رسالة إلى أيديولوجيات. أما قتل الراكعين الساجدين لله. فى بيت الله. فيؤكد الخلل العقلى الذى أصاب كثيرا ممن فسروا الإسلام بهذا الارتجال وهذه البشاعة.
نقلا عن المصري اليوم