اعتذاركم مرفوض
مقالات مختارة | خالد منتصر
السبت ٢٥ نوفمبر ٢٠١٧
نشرت قناة «القاهرة والناس» اعتذاراً للمشاهدين عن الحلقة التى كفّر فيها الشيخ عبدالله رشدى المسيحيين، هذا الاعتذار مرفوض لأن ما حدث فى الحلقة ليس وليد الصدفة، بل هو منهج برنامج يتصنّع تلك الخناقات والمشاجرات ويسعى إليها بكل قوة، فالضيف الذى كفّر وحرّض على الأقباط فعلها من قبل فى برنامج الإعلامى أحمد موسى على «صدى البلد»، ثم ارتكب نفس الحماقة على قناة «دريم» مع الإعلامية رشا نبيل، أى إن تاريخ الضيف محفوظ ومعلن على الهواء وليس سرياً أو فى الغرف المغلقة، ومعروف أن وزير الأوقاف شخصياً وبالاسم وفى مواجهته هاجمه بعنف وعاقبه بإعفائه من الخطابة على منبر المسجد التابع لوزارته، وهاجم منهجه المكفر.
ولن أناقش الآن كيف سُمح له بعد ذلك بالتجول والتنقل بين القنوات والاستمرار فى رحلة تكفيره المقدسة، هذا موضوع آخر لا بد من مناقشته بالتفصيل حتى نعرف تلك الميوعة فى التعامل مع أمثال هؤلاء المكفراتية فى حين التعامل القاسى والشرس واستخدام اليد الحديدية مع آخرين لأنهم لا يرتدون العمامة. المهم أن المذيعة وفريق إعدادها والقناة، الجميع يعرف ويحفظ من هو عبدالله رشدى وما هو أسلوبه، بل ينتظرون لحظة نطقه لجملة التكفير التى حضر الحلقة من أجلها خصيصاً، طبعاً بجانب المكافأة المالية السخية التى يدفعها البرنامج لضيوفه، ثانياً ليست تلك أولى الحلقات التى يحدث فيها هذا التراشق الممنهج المخطط له، فالحلقة السابقة حدث فيها نفس السيناريو، تطاول أحد المحامين على الكاتبة فريدة الشوباشى بألفاظ مسفّة جارحة وتهديدات وصلت إلى حد التهديد بالضرب، وانسحبت «الشوباشى» نفس انسحاب المخرج مجدى أحمد على الذى لم يستطع تحمُّل لهجة التكفير مثلما لم تستطع فريدة الشوباشى تحمُّل لهجة التطاول، إذاً ليست مفاجأة لنا، فالبرنامج هذا هو منهجه، والقناة هذا هو أسلوبها، تأجير مساحات هواء، وليُقَل فيها وليُبَع فيها أى شىء، سواء كان دجلاً طبياً أو تكفيراً رشدياً!!.
اعتذاركم مرفوض لأن ما حدث هو سبق إصرار وترصد.
نقلا عن الوطن