أبوابكم المغلقة أيها المسيحيون المهاجرون
باسل قس نصر الله
٣١:
١٠
ص +02:00 EET
الاثنين ٢٧ نوفمبر ٢٠١٧
" بقلم المهندس باسل قس نصر الله، مستشار مفتي سورية
كنت أتصفح في برامج التواصل الإجتماعي، عندما قرأت جملة تقول: "وهيي زادوا البواب المسكرة باب".
منذ أوائل الأحداث والأزمة السورية، بدأ المسيحيون بالنزوح والاغتراب في دول العالم، وبدأت أبواب بيوتهم تغلق، الواحد تلو الأخر.
كنت أفكر صباحا بالذهاب لعند أحدهم، ثم أتذكر أنه هاجر ... حتى أصبحت أشعر نفسي وحيدا.
أبوابكم المغلقة تحزنني ....
كم مررت في الشوارع التي كنت أمر بها، أنظر إلى الأبنية ... وأتذكر.
كم ارتشفت فناجين القهوة من يد أم صديقي جورج على هذه الشرفة؟
كم كنا ندرس شتاء عند أنطون في هذا المنزل؟
أتذكر التبولة التي تجهزها زوجة صديقي في أمسيات الأحد.
حتى مشاويرنا الشبابية في تلك الشوارع، أتذكرها مع ابتسامات الصبايا.
أرصفة وليال عشناها نتسكع ونرسم للمستقبل.
تزوجنا ... وربينا أولادنا ... وكبرنا
واليوم ... أمشي وحيدا وحزينا ... أمام ابوابكم التي لن تفتح من جديد.
حتى أوراق النعوات على الجدران ... أصبحت تكشف كم للمتوفى من أقارب في المهجر.
عذرا فيروز ... فمهما صدح صوتك الملائكي بأن "سنرجع يوما" ... فهم لن يرجعوا ...
سيعودوا ليبيعوا منازلهم ... وأرصفتهم ... وأحلام طفولتهم
سيأتوا لكي يشبعوا عواطفهم نحو قلعتك الحلبية، ويعودوا
سيأتوا ليأكلو ما كنا نأكله سوية في الماضي ... ونتصور صورا تذكارية ... ويعودوا.
أعرف أنكم مهما كذبنا بأنكم عائدون ... لن تعودوا.
أعرف أن كنائسنا لن تراكم من جديد ... وأن ساحاتنا لن تراكم من جديد ... وأن مقاعد مقاهينا وأنديتنا لن تراكم من جديد
نحن الذين بقينا، سنحمل ذكريات زمن جميل
ولكننا لن نكذب ونقول بان كل شيء سيعود كما كان ...
لأنكم جزء مما كان، غادرتم ... ولن تعودوا.
فعلا بأن الابواب المغلقة بسبب هجرة المسيحيين تزداد.
اللهم اشهد أني بلغت