بدأ التمثيل في المرحلة الابتدائية..اسرار حياة أشهر ممثل قام بدور امرأة
فن | النيل
الاثنين ٢٧ نوفمبر ٢٠١٧
يعد الفنان العبقرى عبد المنعم إبراهيم من أبرع الفنانين في تجسيد الأدوار الثانية لدرجة قد تكون أكثر من البطولة المطلقة وأفضل من تنكر في الأدوار النسائية في السينما فضلًا عن تميزه بشخصيته الحاضرة وبديهته السريعة غير المتوقعة حيث يفاجئ الجميع ويثير الضحك في كل لحظة بخفة ظله.
ولد “عبد المنعم إبراهيم محمد حسن” يوم 24 أكتوبر 1924م بمحافظة بني سويف لعائلة من بلدة ميت بدر حلاوة بالغربية ثم انتقلت مع أسرته للإقامة في حي الحسين بالقاهرة حيث حصل على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية 1949م.
برزت الموهبة الفنية للفنان الراحل وهو لا يزال طالباً بالابتدائية حيث شارك في كل العروض المسرحية لفريق التمثيل بمدرسته كما انضم بعد ذلك إلى فرقة مسرحية للهواة أسسها الراحل “عبد المنعم مدبولي” عندما كان طالباً بالمدرسة الثانوية للصناعات الزخرفية.
عمل “عبد المنعم إبراهيم” عقب تخرجه من المدرسة موظفاً في وزارة المالية صباحاً وفناناً على المسرح مساءً حتى التحق بمعهد الفنون المسرحية 1945م و تتلمذ علي يد “زكي طليمات” الذي ضمه إلى فرقة المسرح الحديث وشارك في مسرحيات “مسمار جحا” و”ست البنات”.
استقال “عبد المنعم إبراهيم” من عمله الحكومي في عام 1955م ليتفرغ للتمثيل في مسرح الدولة كما انضم إلى فرقة “إسماعيل ياسين” التي قدم معها مسرحيات “معركة بورسعيد” و”تحت الرماد” و”الخطاب المفقود” و”جمهوريه فرحات”.
اتجه الفنان المصري عبد المنعم إبراهيم إلى السينما و كانت بمثابة الانطلاقة الحقيقية لمشواره الفني حيث بدأ مرحلة جديدة من الانتشار ليتعرف عليه الجمهور في دور صديق البطل لسنوات طويلة حتى قدم البطولة المطلقة في ثلاثة أعمال هي “الأيام السعيدة” و”سر طاقية الإخفاء” و”سكر هانم” إلا أنه لم يستمر فيها طويلاً ليعود مرة أخرى للدور الثاني بعد أن تقدم به العمر.
وعلى الرغم من تميز الفنان الراحل في العمل الكوميدي لكنه أجاد التراجيديا بنفس المقدرة التي قدم بها الكوميديا عندما جذبته شاشة التليفزيون والاذاعة المصرية مع الفنان المبدع فؤاد المهندس.
ومن أبرز أعماله السينمائية: “إشاعة حب” و”بين القصرين” و”الوسادة الخالية” و”إسماعيل ياسين في الأسطول” و”إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين” و”حبيب حياتي” و”فتى أحلامي” كما قدم العديد من الأدوار التلفزيونية المتميزة، منها “الضباب” و”أولاد آدم” و”زينب والعرش”.
تزوج الفنان الراحل عبدالمنعم إبراهيم أربع مرات المرة الأولى عام 1950 من قريبة أحد أصدقائه حيث ولع بحبها عقب رؤيته لها وأنجب منها ثلاث بنات وولد هم سلوى وسهير وسمية وطارق الذي مات في ريعان شبابه وعمره 37 عاماً متأثراً بمرضه.
ماتت زوجته الأولى عام 1961 وتزوج بعدها شقيقتها التي كانت مطلقة ولا تنجب أبناء لكنه طلقها بعد زواجهما بيومين فقط نظراً للتشابه الكبير بينها وبين أختها المتوفاة ولم يستطع العيش مع هذا التشابه.
وتزوج للمرة الثالثة من عايدة تلحوم اللبنانية وكانت تعمل في مكتب طيران الشرق الأوسط وأنجب منها ابنته الرابعة نيفين وتعيش حالياً في بيروت.
وأثناء فترة زواجه منها تزوج للمرة الرابعة من الفنانة كوثر العسال وكانت زوجته اللبنانية على علم بهذا الزواج وماتت الزوجة الثالثة متأثرة بمرض سرطان الثدي عام 1982 أما الفنانة كوثر العسال فظلت زوجته حتى وفاته ليستمر زواجهما 20 عاماً.
كانت من أصعب الأوقات التي مر بها ووفقاً لما ورد على لسانه حين جاءه تلغراف يدعوه للعودة الى مصر لأن زوجته اشتد مرضها حين كان يصور أحد أعماله في أثينا عام 1961 ولسوء الحظ تعطلت طائرته 17 ساعة اعتبر انها على حد تعبيره طبعت حياته بالحزن والقلق نتيجة الانتظار الطويل وليس لديه حيلة أخرى وكل لحظة كانت تمر عليه طيلة الـ 17 ساعة كان يتصور خلالها ان زوجته فارقت الحياة دون أن يراها أو تراه فيعتصره الحزن والقلق .
وعندما عاد وجدها على قيد الحياة ولكن ما لبثت أن فارقت الدنيا في اليوم التالي لتدخل حياته نفقا حزينا ومعه أربعة اطفال لم يتجاوز أصغرهم عامه الثاني وبعدها بعامين توفي أخيه عن 35 عاماً ليترك في رقبته ستة أبناء وأمهم ليجد نفسه يرعى أسرة من 11 شخصاً .
وعاش الفنان الكوميدي عبد المنعم ابراهيم حياة صعبة ولكن كان يتجاهل كل ذلك من أجل أن يرسم الضحكة علي شفاه جمهوره ومحبيه.
تدهورت حالته الصحية في بداية الثمانينات مع انحسار البصر عن عينه اليسرى نتيجة الحادث الذي تعرض له في طفولته وفي عام 1984 تعرض لأزمة قلبية مفاجئة اثناء ذهابه الى مسرح السلام لإجراء البروفات النهائية لمسرحية “خمس نجوم “ ليرحل وهو في الثانية والستين من العمر17 نوفمبر 1987
خرجت جنازته من المسرح القومي بناء على وصيته التي ابلغها الى الفنانة سميحة أيوب مديرة المسرح وقتها وشارك في جنازته عدد كبير من زملائه ورفقاء الدرب لينتهي مشوار حياته.
حصل عبد المنعم إبراهيم على العديد من الأوسمة والدروع بعد وفاته .. منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1983 ودرع المسرح القومي عام 1986 في اليوبيل الذهبي للمسرح القومي المصري الذي ظل عضواً فيه لأكثر من ربع قرن.