- وقفة احتجاجية أمام الصحفيين لتغيير قوانين الأسرة المصرية
- أهالى "صول" في عيد القيامة: نشعر بأن يد الله القوية مازالت تعمل معنا وسعداء بالعيد من داخل كنيستنا
- بيزنس الحالات الحرجة!!
- برنامج تدريبي للصحفيين المصريين في كيفية تغطية القضايا الدينية
- ماذا بعد الاستفتاء.. إذا تم رفض التعديلات الدستورية أو قبولها؟!!!
بيزنس الحالات الحرجة!!
بقلم: مادلين نادر
اعتقدتُ أن بعد الثورة سيتغيّر حال المستشفيات ويأخذون عبرة وعظة من رؤسائهم وقياداتهم السابقين الذين يخضعون للتحقيقات حاليًا في تهم فساد كثيرة. ولكن يبدو إنني كنت مخطئة؛ فلقد صُدمت بالواقع المرير مع أول تجربة أليمة مع المستشفيات تعرَّض لها أحد أفراد عائلتي، وعانينا من المستشفيات وفسادها واستغلالها ولانزال. فلقد وجدتُ أن بيزنس الحالات الحرجة لايزال موجودًا بل ولقد ازدادت ضراوته دون أن يلتفت إليهم أحد أو يعاقبهم. وسوف أسرد لكم بعض تفاصيل هذا البيزنس لعل أحد المسئولين ينتبه إليهم، ويحاسب مثل هؤلاء من يتاجرون بأرواح البشر!!
بدأ بيزنس الحالات الحرجة من العاملين بسيارات الإسعاف، فلقد كان يوم إصابة أحد أقاربي هو السبت الماضي- الذي كان بعض الأطباء أقاموا فيه وقفة إحتجاجية أمام نقابة الأطباء لرفع رواتبهم– وبدأ أحد العاملين بسيارة الإسعاف، بعد استدعائها، بالتأكيد لأقاربي جميعًا أن المستشفيات اليوم في إضراب ولن تستقبل أي حالة– بغض النظر عن مصداقيتهم، فلقد كانت المستشفيات المجاورة لأقاربي لا يوجد بها مكان في العناية المركزة– لذلك اقترحوا على أقاربي بأنه لا بديل عن أحد المستشفيات الاستثمارية بـ"مدينة نصر"..
ويبدو أن هناك عمولات يحصل عليها العاملون بسيارات الإسعاف في حالة مجيئهم بحالات حرجة جديدة. وبالفعل قاموا بالتحرُّك نحو هذه المستشفى بـ"مدينة نصر"، وقبل أن يقوموا بإجراء أي تدخُّلات طبية، طلبوا بادىء ذى بدء 5 آلاف جنيه تحت الحساب، حتى يبدأوا التعامل مع الحالة حسب تعبيرهم.
وقام أقاربي بالدفع، وتم نقل قريبتي إلى العناية المركزة. وبعد دقائق قليلة قالوا إنها تحتاج إلى أشعة مقطعية على المخ، ولكن للأسف المستشفى لا يوجد بها أشعة مقطعية- رغم إننا قد سألنا قبل الذهاب إلى المستشفى وقالوا لنا إن بها أشعة مقطعية!!!- وبالتالي عليهم نقل قريبتي إلى أقرب مركز للأشعة لإجرائها ثم العودة مرة أخرى إلى المستشفى.. كل هذا والحالة حرجة كما قالوا!!! وليس ذلك فحسب، بل طلبوا أن ندفع لمركز الأشعة ثمن الأشعة المقطعية، رغم حصولهم على 5 آلاف جنيه تحت الحساب.
وبعد مرور يوم تقريبًا، لم نشعر كثيرًا بتحسُّن حالة قريبتي، بالإضافة إلى أنه لم يكن هناك تشخيصًا واضحًا من قبل المستشفى، وكانوا يعلقون كل شىء إلى حين مجىء الطبيب الاستشاري في اليوم التالي. وبالتأكيد لست في حاجة أن أقول لكم إنه لا يوجد أطباء بالمستشفى فيما عدا طبيب واحد كان بالعناية المركزة، أعتقد إنه طالب امتياز أو طبيب مبتدىء ولن يوضِّح لنا حالة قريبتي بشكل واضح.
وبالرغم من كل ذلك، إلا أننا فوجئنا في صباح اليوم التالي بأنهم يطلبون عن اليوم الواحد فقط (3600) جنيه. وهناك بعض البنود كانت مستفذة للغاية؛ منها (150) جنيه للطبيب المرافق لها للذهاب للأشعة خارج المستشفى، وهو لم يقم بشىء!! و(200) جنيه للتمريض بالعناية..الخ.
تذكَّرت في ذلك الوقت "نجيب الريحاني" حينما يقول "شىء لزوم الشىء"، وهي بنود تُوضع وفقط دون أن تكون تمت بالفعل أو تساوي كل هذه المبالغ.
ولكي تكتمل صورة هذه المستشفى، دخلت أم بطفلها وهو يعاني من "أنيميا الفول" ويحتاج لنقل دم فوري، واستقبلت المستشفى الحالة دون إبداء إنهم ليسوا على استعداد لنقل الدم لهذا الطفل. وظلت الأم بطفلها وأقاربهم ينتظرون أكثر من ساعة دون أن يكون هناك خطوات حقيقية تُتَّخذ والطفل يزداد وجهه شحوبًا. وحينما غضبت جدة الطفل وثارت في وجه مدير المستشفى– الذي هو بالمناسبة ليس طبيبا ولا يعرف الكثير عن الطب فيما يبدو– صاح في وجهها مدير المستشفى، وقال لها: "إنتي لا تعرفين الخطوات والإجراءات، فهي تاخذ وقت لفحص عينة الدم ونحن إتصلنا بطبيب لأخذ العينة من الطفل وهو على وصول!!".. لست أعلم أي مستشفى هذه التي لا يوجد بها طبيب يمكنه سحب عينة دم من طفل، أو نقل دم له وهو في حالة حرجة!!!!
أدعو أن يلتفت المسئولون بوزارة الصحة لمثل هذه المستشفيات، وأن يكون للوزارة دور في المراقبة لهم. فليس معنى إنها مستشفيات استثمارية إنها فوق المسائلة والمراقبة من قبل الجهات المختصة بالدولة. فهذه ليست تجربتي الفردية مع مثل هذه المستشفيات، بل هناك الكثيرين مثلي، وجميعنا مستعدون لتقديم فواتير هذه المستشفيات التي يتم تحريرها دون أن يحاسبهم أحد على هذه المبالغات في الأسعار، واستغلال المرضى وأسرهم، ليزيدوا استثمارهم في بيزنس الحالات الحرجة.
هناك الكثير من التفاصيل الأخرى، لكني لا أريد أن أطيل عليكم، خاصة وأن المعاناة مع هذه المستشفيات لاتزال مستمرة، وكل يوم بها مفارقات جديدة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :