رسائل الرئيس بذكرى المولد النبوي.. القوة الغاشمة والدولة تعمل على عدة محاور وللمشايخ: أنتم كتائب النور
أماني موسى
الاربعاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١٧
كتبت – أماني موسى
يحتفل العالم العربي والإسلامي بذكرى المولد النبوي الشريف، حيث شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم الاحتفال الذي أقامته وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، وشارك في الاحتفال المهندس مصطفى مدبولي القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، بالإضافة إلى عدد من الوزراء وكبار المسئولين، ولفيف من شيوخ وأئمة الأزهر والأوقاف والدعاة.
وحملت كلمة الرئيس السيسي خلال الاحتفالية العديد من الرسائل، بادئًا إياها بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء مسجد الروضة بالعريش.
بأي منطق إنساني يقتل الأطفال والشيوخ باسم الدين؟
قال الرئيس أتى ذكرى مولد نبي الرحمةِ هذا العام، بعد أيام قليلة من حادث أليم أوجع قلوبنا وأصاب العالم كله بالصدمة.. حادثٌ إرهابي جبان.. استهدف أبرياءً مُصلّين داخل أحد بيوت الله، اقترفته أيدي مجرمين.. تجردوا من أدنى معاني الإنسانية.. ومن أي صفات للرحمة من التي نادى بها رسولنا الكريم؟
متساءلاً: كيف لمن يدعون إتباعهم لنهج الرسول الكريم أن يقترفوا مثل هذه الجرائم البشعة؟ كيف لمن يدعون انتماءهم لدين الإسلام الذي يحث على التراحم ونشر التسامح أن ينشروا الفساد في الأرض؟ بأي منطق إنساني يحلل البعض لأنفسهم قتل الأطفال والشيوخ والأبرياء وحرمانهم من حقهم في الحياة؟
الرئيس للمشايخ: أنتم كتائب النور لإزاحة الظلام
كما توجه الرئيس للمشايخ الحاضرين، قائلاً: أنتم كتائب النور لإزاحة الظلام، مشيرًا إلى أن العمليات الإرهابية منذ التسعينات تستنزف الاقتصاد المصري، مستطردًا: لو عملنا محاكاة للاقتصاد المصري إذا لم يتعرض لعمليات إرهابية خلال الخمسين عامًا الماضية، لرأينا حجم الأموال التي استنزفت الاقتصاد المصري، قائلاً: إن إعادة إعمار سوريا وحدها على سبيل المثال يتطلب 250 مليار دولار على الأقل.
تحقيق الأمن ليس مسؤولية الجيش والشرطة فقط
وشدد أن حفظ الأمن المصري ليس من مسؤولية الجيش والشرطة فقط، ولكنها مسؤولية مشتركة بين جموع المصريين وكلاً مسؤول في مكانه وموقعه.
لا نهدف الإساءة للدين
وأضاف أن الأفكار الهدامة لن تسود ولكن تعرقل تقدم الأمم...لا نهدف إلى الإساءة للدين، ولكن التشويه الحقيقي حدث نتيجة الأفكار المتطرفة والإرهاب، حيث تأثرت صورة المسلمين سلبًا نتيجة تلك الأفكار.
الدولة المصرية تتحرك على عدة محاور
وتابع، كان لزامًا على الدولة المصرية ومؤسساتها.. أن تتحرك على عدة محاور في آنٍ واحد لتواجه تلك المخططات بكل حزم وقوة.
فعلي الصعيد الأمني.. تحرص الدولة على التصدى لكل من تسوّل له نفسه أن يهدد أمنها واستقرارها.. تتخذ ما يلزم من إجراءات للدفاع عن نفسها.. تطور قواتها المسلحة تحمي حدودها وتثأر لأبنائها، وأوكد هنا مرة أخرى أن دماء شهدائنا لن تذهب سُدى.
الرئيس يوجه باستخدام القوة المفرطة
واسمحوا لي أن انتهز هذه الفرصة لتكليف الفريق محمد فريد حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة بمسئولية استعادة الأمن والاستقرار في سيناء خلال ثلاثة أشهر بالتعاون مع وزارة الداخلية، على أن تُستخدم كل القوة الغاشمة، وأؤكد أن رجال القوات المسلحة والشرطة عازمون على مواصلة الحرب على الإرهاب حتى اقتلاعه من جذوره وواثقون في أن الله سينصرنا بإذنه تعالي.
تنمية حقيقية لمواجهة الإرهاب
وعلى الجانب الآخر وإدراكًا من الدولة أن تحقيق تقدم ملموس على صعيد التنمية الاقتصادية يعد أحد المحاور الهامة التي تقضى على البيئة الخصبة لنمو التطرف والإرهاب والمساعدة في مكافحته، لذلك فقد سعت الحكومة إلى تحقيق نهضة حقيقية، فتبنت خطة لإصلاح المشكلات التي طالما عانى منها الاقتصاد المصري، خطةٌ نهدف من خلالها إلى تحقيق معدلات نمو مرتفعة.. وإنشاء بنية تحتية متطورة تنقل مصر من حالٍ إلى حال أفضل.. وبحيث تتحقق تنمية مستدامة، تتوفر فيها فرص العمل للشباب.. ويتحقق مستوى معيشة كريم للمواطنين، ينعمون فيه بخدمات عامة متميزة.. مثل التعليم العصري المتطور.. والرعاية الصحية اللائقة.
إصلاح السنوات الماضية يحتاج أيضًا سنوات لإصلاحه
إن الجهود التي تبذلها الدولة هي جهود علمية ومخلصة وأمينة ولا تهدف سوي إعادة بناء الدولة وتحقيق الازدهار، كما أن التراجع الذي حدث على مدار سنوات طويلة يستلزم أيضًا سنوات لإصلاحه، ونبذل أقصي جهد والله يشهد على ذلك حتى يمكن تحقيق ما نتطلع إليه جميعًا، وأكد أن النتائج التي تتحقق هي كثيرة وعظيمة في ظل الظروف التي نعيشها، ورغم محاربة الدولة للإرهاب على مدار السنوات الأربعة الماضية وما يتكلفه ذلك من أعباء مالية، إلا أنه توجد معدلات نمو مرتفعة ونعمل على تحقيق التنمية في شتي القطاعات، وأوكد لكم أننا عازمون على جعل بئر العبد مدينة يشار إليها بالبنان.
تنوير العقول لا يقل أهمية عن الأمن
لا يخفي عليكم أن بناء الإنسان وتنوير العقول وتحصينها من الأفكار الظلامية الهدامة لا يقل أهمية عن المحورين السابق ذكرهما، إن لم يكن الأهم على الإطلاق، ومن هنا جاءت دعوتي لتجديد الخطاب الديني، سعيًا لتنقيته من الأفكار المغلوطة التي يستغلها البعض لتضليل أبنائنا واجتذابهم إلى طريق الظلام والتدمير.
تنوير العقول عمل جماعي وليس من مسؤولية الدولة وحدها
وأقول لكم بكل صراحة ووضوح.. إن عملية تنوير العقول وتطوير وترسيخ المفاهيم الثقافية والاجتماعية اللازمة لحماية أبنائنا من الأفكار المتطرفة لا يمكن أن تقودها مؤسسة واحدة أو حتى الدولة بمفردها.. بل تتطلب عملاً جماعياً.. تشترك فيها الدولة بمختلف مؤسساتها مع المجتمع بشتي مكوناته.. مثقفيه وكتابه ونابغيه في جميع القطاعات.